يحيي البالي الفلكلوري لمدريد، مساء هذا الجمعة بقاعة ابن زيدون، حفلا في نوع الفلامنكو، يعرض من خلاله تراثا إسبانيا وأندلسيا عريقا، يعكس تجربة هذه الفرقة العتيقة التي جابت أصقاع العالم. تأسس البالي الفلكلوري لمدريد عام ,1949 ومن حينها سخر إبداعه كلية لتجسيد واستعراض التراث الموسيقي والرقص الذي يمثل العديد من مناطق إسبانيا. في فترة قليلة أصبحت إعلانات البالي موجودة عبر كل مسارح مدريدوإسبانيا، وامتد النجاح إلى أكثر من 60 سنة، تجددت فيها دماء البالي لكنها بقيت محافظة على التراث الإسباني الذي يغلب عليه طابع الفلامنكو. غالبا ما تتميز عروض هذه الفرقة بالرقي والاحترافية دون المساس بتفاصيل هذا التراث، كما تعكس بدقة خصوصيات كل المناطق الاسبانية، ابتداء من مدريد إلى الأندلس (جنوبإسبانيا)، الأراضي الباسكية، جزر الكناري، أراقون، فالونسيا وقاليسيا وغيرها من المناطق. شاركت الفرقة المشهورة باستعراضاتها في أهم المهرجانات العالمية وزارت الكثير من العواصم العالمية كباريس واسطنبول وسيول وميامي وبورتو ريكو والدوحة وطوكيو والعاصمة الجزائر، كما كرمت بعد كل استعراض قدمته فوق ركح أكبر المسارح العالمية. الفرقة عضو في المجلس الدولي للرقص التابع لمنظمة اليونسكو، إضافة إلى عضويتها في بعض المؤسسات والفيدراليات الإسبانية، البالي الفلكلوري لمدريد، مهتم بالبحث في التراث والتاريخ، ويقوم بدراسات في الفلكلور الاسباني باعتباره جانبا مهما في الهوية الجماعية للشعوب، ونتيجة استمراره في هذه الأبحاث العلمية، وهو يقوم بحفظ هذا التراث كما كان عبر التاريخ، سواء في الوسيقي أوالغناء أوالرقص واللباس التقليدي، وكلها تراث ثقافي إسباني خالص. في رصيد البالي العديد من الاستعراضات الشهيرة؛ منها »إنساس قوييسكاس« من القرن ال,18 والتي خلدت أيضا في لوحات الفنان التشكيلي الإسباني الشهير فرانسيسكو دو قويا. للإشارة، فإن عرض هذا الجمعة الذي ينطلق ابتداء من السابعة والنصف مساء، سيتضمن عروضا جميلة أخرى خاصة الرقصات الفردية في مناطق مدريد وقالسيا وكاستيل وجزر باليراس والأندلس وغيرها، علما أن الجمهور الجزائري مولع بالتراث الإسباني، خاصة الأندلس منها ويتذوقه بكل خصوصياته.