من المهم أن يدرك الشباب والمواطنون عامة أن المشاركة في العملية الانتخابية القادمة هي خطوة أخرى في بناء صرح دولتهم، فالصوت الانتخابي هو تمرين حي لمشاركة جميع الأطياف والأطراف في عملية اتخاذ وصنع القرار، كما أن المشاركة ستتيح الفرصة للمطالبة بجهود أكبر لتحقيق المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص في الدراسة والتوظيف والعمل وغيرها من الميادين.. فالمهم أن يدرك الجميع أن سلوك البعض المتمثل في المضاربة بأسعار الأساسيات من مواد غذائية ولحوم وحتى قارورات غاز البو تان مثلما عشناه مؤخرا ما هو في الحقيقة سوى محاولة لخلق البلبلة داخل المجتمع، وبالتالي تعزيز سلوك فقدان ثقة المواطن بمؤسسات دولته، ومن ثمة التقليل من أهمية المشاركة في العملية الانتخابية من منطلق أنه لن يبزغ فجر التغيير يوما وبالتالي زعزعة الاستقرار، في الوقت الذي تحتاج فيه الجزائر لجميع أبنائها. نحن في هذا المقام نخاطب الإحساس بالمسؤولية لدى الجميع من أبناء الجزائر ليس فقط لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بل لحماية المسيرة الديمقراطية المكتسبة والتي هي مسؤولية الجميع وخاصة الشباب من خلال زيادة مشاركتهم في الانتخابات، فالوحدة الوطنية أمانة في أعناقنا جميعا. ونقول أخيرا إنه إذا كان أداء بعض النواب السابقين مخيبا للآمال فهذا ليس مبررا لأن نفقد الأمل ونستسلم، بل علينا جميعا أن نحاول مرة ثانية وثالثة إلى أن ننجح في إيصال من يُمثل مطالبنا إلى قبة البرلمان. وحديثنا هنا موجه على وجه الخصوص للشباب والشابات، فالمطلوب منكم أن تسألوا أنفسكم: لماذا لا نبادر إلى التسجيل للانتخابات كخطوة أولى؟ وما الفائدة من إضاعة حقنا في التصويت أو تأجيل التمتع به؟ فالمطلوب منكم أيضا المبادرة إلى الاطّلاع على مؤهلات المترشحين دون التمييز بين رجل أو امرأة وبين قريب وغريب، لاختيار الأصلح والأكفأ، ولم لا مساعدة الآخرين على ممارسة حقهم الانتخابي أو على الأقل تشجيعهم على المشاركة.