أعلن وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي، عن وجود "تعاون وثيق" بين الجزائر وتونس وليبيا لتأمين حدودها ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وفي حديث أدلى به أول أمس للقناة الروسية "روسيا اليوم" على هامش زيارته إلى موسكو، صرح السيد مدلسي بأن "هناك تعاونا وثيقا بين الجزائر وتونس وليبيا لتأمين حدودها، هذا الأمر يشكل أولوية بالنسبة للبلدان الثلاثة". وعن سؤال حول العلاقات بين الجزائر وليبيا أشار الوزير إلى أن المسؤولين الجزائريين "على اتصال دائم مع الحكومة الليبية"، مبرزا أن الجزائر تساهم في تكوين الشرطة والجيش الليبيين. وفيما يخص العلاقات الجزائرية المغربية قال السيد مدلسي في هذا الشأن: "إذا ما قارنّا نوعية العلاقات اليوم بتلك التي كانت قائمة منذ سنتين، للاحظنا تحسّنا واضحا، إلا أن هذا لا يعني أنه لا توجد مشاكل". وذكر الوزير بأن هناك تبادلا للزيارات منذ سنتين بين المسؤولين المغربيين والجزائريين من مختلف القطاعات. وأضاف أن "ما يقلق الجزائر حاليا يتمثل في مشكل تهريب المخدرات؛ لأن الجزائر، كما قال، شبه مستهدَفة". وأوضح في هذا السياق أن "قوات الأمن الجزائرية تقوم بحجز كميات هامة من المخدرات بشكل منتظم"، مضيفا: "إننا نأمل في تعاون من قبل المغرب الشقيق لمكافحة تهريب المخدرات". وعن سؤال حول الأجل المحدد لفتح الحدود بين الجزائر والمغرب أكد السيد مدلسي: "إن الحدود لا يمكن أن تبقى مغلقة إلى الأبد؛ بالعكس، على كل طرف أن يصغي للآخر لكي نتمكن من التوصل إلى إجراءات وقرارات تريح البلدين الجارين". وللتذكير، فقد شرع السيد مراد مدلسي يوم الإثنين في زيارة عمل إلى موسكو تدوم يومين، بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف. ومن جهة أخرى، أكد وزير الشؤون الخارجية أن مكافحة الإرهاب لا تقتصر فقط على محاربة آثار تلك الآفة، وإنما تشمل كذلك أسبابها التي هي ذات طابع اقتصادي واجتماعي وثقافي. وأوضح خلال ندوة صحفية نشّطها مع نظيره الروسي عقب المحادثات التي جرت بينهما، أن "مكافحة الإرهاب لا ينبغي أن تقتصر على القضاء على آثار تلك الآفة، وإنما تشمل كذلك أسبابها، التي هي جزئيا ذات طابع سياسي واجتماعي، وقد تكون كذلك ثقافية". كما أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن القضاء على أسباب الإرهاب يؤدي إلى "إضعاف قوة وفعالية نشاط الجماعات الإرهابية". وفي معرض رده على سؤال حول العمليات التي قام بها الجيش اللبناني مؤخرا ضد جماعات إرهابية في جنوب لبنان، أكد السيد مدلسي أن "اللبنانيين أسياد في بلدهم". وخلص في الأخير إلى القول بأن مكافحة الإرهاب في لبنان "قد تُسهم في استقرار المنطقة، وأن تدخّل الجيش اللبناني يهدف إلى توجيه رسالة لكل الذين يكافحون الإرهاب".