تختتم، اليوم، الحملة الانتخابية لرئاسيات 17 أفريل 2014، بعد 22 يوما جاب خلالها المترشحون الستة المتنافسون على منصب رئيس الجمهورية معظم مناطق الوطن، لشرح برامجهم وإقناع الناخبين بالتصويت عليها.ولم يفوتوا فرصة لقائهم المواطنين خلال التجمعات التي نظموها للعب على الأوتار الحساسة لسكان كل منطقة من خلال تقديم وعود تستجيب لانشغالاتهم. غير أن الملاحظ، على عكس الحملات السابقة، هو أنه لم تشهد تجمعات المترشحين الإقبال الكبير للمواطنين الذي عهدناه في السابق. يوقف المتنافسون الستة على كرسي قصر المرادية نشاطاتهم، اليوم، وفقا لقانون الانتخابات الذي ينص على توقيف الحملة الانتخابية ثلاثة أيام قبل يوم الاقتراع، ليضربوا موعدا للشعب يوم الخميس المقبل بمراكز الاقتراع، في انتظار ما ستسفر عنه الصناديق من نتائج بعد العمل الذي قاموا به، كل على طريقته، منذ 23 مارس الماضي. وكانت القضايا الوطنية الأساسية من أهم المحاور التي ركز عليها المترشحون، خاصة منها الشغل والسكن والعدالة الاجتماعية بكل أبعادها. وقد التقى المتنافسون عند ضرورات النهوض بالاقتصاد ودعم الاستثمارات المنتجة وترقية احترافية الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ليكون في مصاف الجيوش العالمية بما يمكنه من حماية السيادة والاستقلال الوطنيين. غير أن الاختلافات جاءت في الأليات التي تسمح بتحقيق هذه البرامج المعروضة على الشعب رغم تفاوتها من حيث الشمولية والعمق والواقعية من مترشح إلى آخر في انتظار أن يفصل فيها الصندوق بعد ثلاثة أيام من اليوم. وتميز اليوم ما قبل الأخير من الحملة الانتخابية، أمس، بدعوة المترشحين إلى التصويت بكثافة يوم 17 أفريل الجاري، مؤكدين على أهمية التغيير السلمي لبناء جزائر جديدة، وذلك تزامنا مع انطلاق عملية الاقتراع في الخارج على مستوى الجالية. وفي هذا السياق، دعا المترشح الحر للانتخابات الرئاسية، علي بن فليس، إلى تغيير سلمي رصين عن طريق الانتخابات لبناء جزائر جديدة لإضفاء الشرعية على المؤسسات ونبذ التهميش والإقصاء للخروج من حالة الانسداد والأزمة التي تعيشها الجزائر. كما طالب المترشح باسم حزب عهد 54، السيد علي فوزي رباعين، بالمشاركة بكثافة في الاستحقاق الرئاسي المقبل ومنح الفرصة للمعارضة لتسيير البلاد لتجسيد تغيير جذري يمس مختلف القطاعات ويمكن الجزائر من تجاوز ما أسماه المنعرج الخطير الذي تمر به في الوقت الحالي، مشددا على ضرورة احترام الطرق السلمية لتجاوز الوضع الراهن. أما السيد عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة، فشدد على أن نجاح الرئيس المترشح في بناء جيش احترافي وقوي قادر على الدفاع عن مصالح الوطن مكن اليوم من تقليص فترة الخدمة الوطنية إلى 12 شهرا وهي المدة التي قد يتم تقليصها أكثر في المستقبل. مشيدا باحترافية الجيش والاهتمام الذي يوليه له مترشحه لتعزيز هذه الاحترافية أكثر في حال إعادة انتخابه رئيسا للجمهورية. أما المترشحة باسم حزب العمال، السيدة لويزة حنون، فركزت في تجمعها الذي قيمت من خلاله حملتها الانتخابية فقالت إن هذه الحملة كانت ناجحة تمكنت فيها من شرح برنامجها الانتخابي والتحسيس بأهمية الموعد الانتخابي الذي وصفته بالمهم في ظل التحديات التي تحدق بالجزائر، حيث استنتجت أن الشعب الجزائري لا يقبل بما وصفته بالابتزازات والمساس بوحدة وطنه. ومن جهته، قال مرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، السيد موسى تواتي، إنه اختار المواجهة والمشاركة في الانتخابات بالرغم من علمه المسبق “بالتزوير” فقد اختار الطريق الأصعب وطريق المواجهة والخوض في الانتخابات الرئاسية. مبررا قراره من منطلق أن المعارض لا يتراجع أبدا عن مبادئه التي يتمسك بها مهما كانت الظروف”. مضيفا أنه على القوى السياسية والحية في البلاد أن توعي الشعب بأن الانتخاب هو “السلطة الفعلية لمحاربة التزوير حتى ولو كان بوضع ورقة بيضاء داخل صندوق الاقتراع”. والملفت للانتباه في هذه الحملة وفي سابقة لم تحدث من قبل الحضور المكثف للمراهقين والأطفال في تجمعات بعض المترشحين لملء القاعات بالمناطق التي تعرف عزوف الكبار عن حضور تجمعات الحملة الانتخابية. في الوقت الذي تم فيه تسجيل بعض الاحتجاجات من طرف المناهضين للعهدة الرابعة للمترشح الحر عبد العزيز بوتفليقة وطرد ممثليه ومنعهم من عقد تجمعاتهم. كما اتخذت محاولات التشويش على بعض المترشحين منحى خطيرا وصل إلى حد الاعتداءات الجسدية والتهجم على مداومات المترشحين مثلما حدث مع مداومة المترشح باسم حزب جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد.