انتهت أزمة أسطول الحرية والأساطيل الأخرى الموجهة إلى غزة بعدما شدت الأنظار لأيام، لتعود الأنظار نحو المونديال، ولا شك أن إنطلاق المونديال سيجعل ورقة غزة من الماضي كما جعلت أحداث أخرى محرقة غزة من التاريخ، وجعلت أحداث غزة أحداث اخرى هامة من التاريخ أيضا ، وبعيدا عن جمع ملفات وشهادات لإدانة الكيان الصهيوني، فثمة عمل صهيوني، في الكواليس بعيدا عن الجلبة والصياح الذي تعودنا عليها نحن العرب، لينظم صفوفه، ويؤثر على اصحاب القرار في العالم، لتكون القضية كلها في صالحه، وبعدها ستصير كل الأحداث التي كانت مجرد أحداث عابرة، هذا ان لم تستثمرها إسرائيل لصالحها بطريقة او بأخرى، فقد كانت المقاومة الفلسطينية فيما سبق في نظر العالم مقاومة شريفة، ويجدر الوقوف معها، وهاهي اليوم تتحول بفعل التغيرات في العالم، وعمل الخفاء الذي تتقنه إسرائيل إلى عمل ارهابي تقف ضده حتى الدول العربية التي كانت تعتبر خيار المقاومة لا رجعة فيها، ليتجول خيار السلام الطريق الوحيد، والأوحد كما صرح عباس رئيس السلطة الفلسطينية، وقد يأتي يوم يصير فيه حتى هذا السلام الذي ينشده العرب غير مقبول من لدن إسرائيل، ونصبح نذم حتى خيار السلام، ونطالب بالأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل، والأمر الواقع حينها سيكون دولة اسرائيل من النهر إلى البحر وربما أكثر .لقد غيرت اسرائيل بذكائها وغباء بعضنا مفاهيم ومسلمات كثيرة وحولتها إلى النقيض واستثمرت فيها ببراعة وفشلنا نحن فيها ببراعة ايضا .