تختلف قصص لاعبي كرة القدم من شخص لآخر وذلك راجع إلى الفترة والأسباب التي دفعت بهم إلى عالم المستديرة الذي يحمل ذكريات حلوة ومرّة ساهمت بطريقة أو بأخرى في تكوين مسيرة عشاق هذه اللعبة كتبت بين أحضان الملاعب التي تبدأ بحلم وتنتهي بواقع يحمل الكثير من الخبايا التي نجهلها عن ضيفنا ابن الباهية الذي رغم صغر سنه، صال وجال بين أعرق النوادي وصنع اسما له هو ابن مطلع الفجر ولاعب سابق لمولودية وهران، اتحاد وهران، الكرمة، وداد مستغانم. قديدر عبد الخالق، لاعب شبيبة واد ارهيو حاليا الذي استضافته يومية "الوطني" وفتح قلبه لنا، كاشفا عن بعض الحقائق التي واجهته في مسيرته الكروية وكادت أن تضع حدا لها، هذا وأكثر سيتم التطرّق له بالتفصيل من خلال هذا الحوار. سجل 30 هدفا وأصبح هداف ليزمو بعمر 18 سنة يعتبر قديدر عبد الخالق 30 سنة اللاعب الحالي لشباب واد أرهيو، من عائلة كروية، سار على خطى أخويه، بدايته كانت من مدرسة "أرسيان مارفال" لفئة البراعم ثم تنقل إلى إتحاد خميستي لفئة الأصاغر، قاموا بترقيته إلى الأواسط بفريق رائد وهران الذي لعب بصفوفه لثلاث سنوات، هو الفريق الذي تمكّن من تعلّم أبجديات كرة القدم على أصولها من طرف مدربين كبار أمثال الشيخ قيقي، شريفي ولحسن. في ذات السنة، أُعجب المدرب رشيد قوايدية بمهاراته الميدانية، وقام بأخذه إلى اتحاد وهران في صنف الأواسط الذي تألّق وصنع اسما له، وفي وقت قصير أصبح هداف ليزمو بتسجيله 30 هدفا، هو ما جعل مدرب فريق الأكابر عيسى كنان يقوم بترقيته وأصبح هدافا للفريق في ذلك الموسم وكان رفقة لاعبين في المستوى على غرار رشيد فرحي، خوبستان ومير. توّج مع وفاق سطيف بكأس الجمهورية والبطولة في وقت قصير، أصبح حديث الكل وقام مسؤولو وفاق سطيف بالاتصال به ليتنقل إلى اللعب في الفريق وتم تزكيته من قبل المدرب كنان عيسى وقام بالتوقيع لصالح السطايفية 2009/2010 واعتبرها تجربة ناجحة وهذا راجع لمشواره الجيّد رفقة فريق كبير كان يتدرّب مع الأكابر وعندما لم يتم استدعاؤه يلعب مع فريق الآمال وتوّج بكأس الجزائر والبطولة الوطنية، لكن تحسّر على هذه الفرصة التي منحت له وهو في سنّ صغيرة لا تتجاوز 18 سنة لأول مرة، يبتعد عن البيت لذا رغم النجاح الذي قام به، إلا أنه لم يستغله كما ينبغي، رغم أنه سجل عدة أهداف مع الآمال ومع الأكابر وكان له شرف اللعب مع لاعبين كبار على غرار زياية عبد المالك، وبعدها قرّر العودة، لم يكن بسبب مشاكل مع الفريق أو المسيّرين، بل بالعكس كانت تربطه علاقة جيّدة مع الكل، أراد التقرّب من العائلة وجاءه عرض من فريق وداد تلمسان لعب معهم 6 أشهر مع مدرب بوعلي كانت الأمور تسير على ما يرام، ولكن بعد رحيله، أتى مدرب آخر لم يرد ذكر اسمه، همّشه كثيرا وأصبح مكانه بمقاعد البدلاء، وعندما لم يتم استدعاؤه في منصب ليس بمركزه باعتباره رأس حربة يقوم بوضعه في مركز وسط ميدان، بطبيعة الحال، لم يتمكّن من إثبات مستواه المطلوب، هو ما جعله يغادر الفريق ليبحث عن الاستقرار. تعرّض للحقرة مع مولودية وهران وعاش الجحيم اعتبر محدثنا، أن التجربة الكروية مع مولودية وهران كانت فاشلة بسبب الجحيم الذي تجرّعه وكاد أن يعصف بمساره الرياضي قائلا: "سنة 2011 جاءني عرض من فريق القلب مولودية وهران الذي كنت أحلم منذ صغري باللعب في صفوفه، خاصة أنني من عشاق الحمري وكنت أهرب من الدراسة لأحضر لملعب زبانة لأتفرّج مباريات، لم أتمالك نفسي من الفرح لأنني سأتقمّص ألوان مولودية وهران، لكن بعد توقيعي وانضمامي لكتيبة الحمري، أصبت بخيبة أمل من بعض الأمور التي حصلت لي، لم أكن أتوقعها خارجة عن نطاق كرة القدم من قبل محيط النادي والطاقم الفني جعلتني أكره اللعبة التي كنت أعشقها وقرّرت التوقّف والاعتزال مبكرا، لأن مثل هذه الأمور تحصل بفريق عريق لا تشرّف أبدا كرة القدم الجزائرية، لكن بفضل المدرب عيسى كنان الذي قام بالوقوف معي وشجعني على المواصلة وعدم التراجع لأنني في بداية المشوار وكان كذلك، قمت بالتوقيع لنادي عين الترك بوهران الذي كان ينشط في القسم الثالث وأديت مشواري وتمكّنت من استرجاع نفسيتي التي انهارت بمولودية وهران". توّج بلقب هداف البطولة مع ليزمو في الموسم الذي يليه مباشرة، قام اللاعب الدولي الكبير لخضر بلومي بترشيحه ليكون ضمن تشكيلة غالي معسكر، ثم بعدها تنقل إلى شباب سفيزف مع الرئيس عمرون، ليعود لفريقه الأم إتحاد وهران الذي سجل فيه 27 هدفا في موسم كبير، توّج بلقب أفضل هداف للبطولة مابين الرابطات، ثم انتقل إلى إتحاد الكرمة وحافظ على وتيرة الأهداف بتسجيله 16 هدفا لثاني هداف في البطولة أيضا 2017/2018، ثم انتقل إلى أولمبي أرزيو وحقّق معه الصعود رفقة المدرب حاج مرين، والموسم الفارط، تنقل إلى وداد مستغانم وحقّق معه الصعود قائلا: "الحمد لله حقّقنا الصعود قبل 6 جولات، وكنت هداف الفريق بفضل العزيمة وروح المجموعة والمثابرة، حيث ضمنّا المرتبة الأولى قبل 4 مباريات عن النهاية، رغم أن الموسم كان طويلا وشاقا، ولم يكن سهلا على الإطلاق كما يظنه البعض، فقد لعبنا مباريات قوية، في بطولة ليست سهلة، وتتواجد بها فرق قوية ولها خبرة، ولاعبين شباب موهوبين وتركت اسمي نظيفا وسبب رحيلي هو اتصال إدارة الوداد بي متأخّرا، خاصة أن الموسم الفارط مرّرنا بظرف خاص مع تفشي فيروس كورونا، انقطعت علاقتي برئيس الفريق، وجاءتني عدة عروض قمت بدراستها، منها فريق شباب واد أرهيو، فضلت اللعب في القسم الثاني وتمّ ترسيم انتقالي بصفة رسمية ونحن بانتظار انطلاق المنافسة في 12 فيفري المقبل. يرفض الاعتزال مبكّرا ويتّجه للتدريب مستقبلا وحسب محدثنا: "لم أندم على اختياري لرياضة كرة القدم، لأنني أحبها من الطفولة، والحمد لله قمت بمشوار إيجابي وتعرّفت على لاعبين واحتككت بمدربين محنّكين ساعدوني كثيرا في مسيرتي، ورغم أنني من عشاق المستديرة إلا أنني لم أفرط في دراستي، بل أكملت دراستي وأخذت شهادة ليسانس في الحقوق والآن اجتزت عدة دورات في التدريب وتمكّنت من الظفر بشهادة مدرب من الدرجة الثانية، أتمنى مستقبلا أن أواصل مسيرتي الكروية بنجاح وأعتزل عندما لا أستطيع تقديم إضافة مادام أني قادر على التسجيل، لن أتوقف. وبالمناسبة أتوجه للتدريب، كما أنني بصدد فتح جمعية رياضية "شباب فجر وهران، الذي أسكن فيه. وفي الأخير، أشكر المدرب عيسى كنان الذي ساعدني كثيرا، والمدرب قوايدية رشيد والوالدين الكريمين والإخوة وأشكر جريدة "الوطني" التي استضافتني.