الأمين العام السابق للاتحاد المحلي للمهندسين المعماريين ل«النهار»: «أغلب المساجد المشيّدة في الجزائر تحيد عن القبلة» المساجد في الجزائر تستمد هندستها من الطابع المعماري للشيعة والوهابية كشف، أمس لطفي زروال، عضو منتدى رؤساء المؤسسات وأمين عام سابق للاتحاد المحلي للمهندسين المعماريين، أن أغلب المساجد في الجزائر المنجزة بعد الاستقلال من الناحية الهندسية مستمدة من الطابع العمراني للشيعة والوهابية ومخالفة للمذهب المالكي الذي تتبعه الجزائر. وقال المهندس زروال في تصريح ل «النهار»، إن ما يثبت ذلك هما القبة والصومعة الدائرتين المستمدتين من الهندسة الإيرانية والكزاخستانية، مشيرا إلى أنه من المفروض أن تكونا مربعة الشكل. وعلى الصعيد ذاته، قال ذات المتحدث، إن أغلب المساجد المشيدة في الجزائر لا تراعي جهة القبلة، باعتبار أن أغلبها مشيدة فوق أراضٍ لا تصلح لبناء المساجد، لأن أغلب الأوعية التي تشيد فوقها تكون منخفضة ومعوجة، وهو ما ينتج عنه الحياد عن القبلة، مؤكدا أن المساجد المنجزة من قبل الخواص في إطار الصدقة الجارية، هي التي سجلت فيها هذه المشاكل. وفي سياق متصل، أوضح زروال أن الجهة التي تقف وراء تسجيل هذه المشاكل هي اللجان المشرفة على الإنجاز والمنصبة من قبل وزارة الشؤون الدينية التي تفتقد إلى مهندسين متخصصين في الإرث الإسلامي. وأشار المهندس المعماري إلى أن المساجد الموجودة لا تراعي حاليا أصحاب الاحتياجات الخاصة من خلال تخصيص ممرات خاصة بهم، كما أنها لا تتوفر على مصاعد، ولا تتوفر على بيوت لإيواء المتشردين وقاعات مخصصة ليلعب فيها الأطفال، لتمكين المسجد من لعب دوره الأساسي كمؤسسة، حيث أن بيوت الله من المفروض أن يكون لها دور هام في التكوين من خلال عصرنتها. وأضاف عضو منتدى رؤساء المؤسسات، أنه لابد من أن يتم اتخاذ مسجد قباء في المدينةالمنورة كمرجع معماري، كونه النموذج الحقيقي للمساجد المستمدة من الناحية الهندسية من المذهب المالكي، كما يمكن الاقتداء بمسجدي عقبة بن نافع بولاية بسكرة ومسجد أنس بن مالك في بوزريعة بالعاصمة، بالنظر إلى طابعيهما الهندسييين. وعلى صعيد منفصل، أكد ذات المصدر على تنظيم ملتقى حول تصميم المسجد بين معايير التأصيل والإبداع اليوم بولاية البليدة.
