حالة رعب تسود سكان المنطقة سجلت عيادة الأم والطفولة «مريم بوعتورة» بعاصمة الولاية باتنة، خلال الأيام الأخيرة، حالتي وفاة بسبب «البوحمرون»، راحت ضحيتهما طفلتان شقيقتان هما «دنيا ماضي» البالغة من العمر 13 شهرا، وشقيقتها «لميس» البالغة من العمر 26 شهرا. وحسب والد المرحومتين، فإن المرض ظهر أولا على البنت الكبرى «لميس» ثم انتقلت العدوى إلى شقيقتها «دنيا». وراح والد الشقيقتين المتوفيتين يتحدث بمرارة عما لاقاه من إهمال وتسيب في عيادة التوليد «مريم بوعتورة» طوال 20 يوما كاملا من التنقل المتواصل إليها، على أمل قيام الفريق الطبي بتشخيص دقيق للوضعية الصحية للمرحومتين. لكنه قال إن القائمين على المصلحة كانوا في كل مرة يكتفون بمنحهما أدوية لخفض درجات الحرارة لا أكثر، على الرغم من التدهور المتواصل للحالة الصحية للرضيعتين وجفاف جسميهما نتيجة توقفهما عن الأكل والشرب لمدة طويلة. حيث قال إن درجة حرارتهما وصلت إلى حدود 41 درجة. وبعد الفوضى التي أحدثتها والدة المرحومتين في آخر أيام حياة فلذتي كبده الوحيدتين، أُجبر الفريق الطبي على معاينة وضعية الرضيعتين، فتبين أنهما في المرحلة الأخيرة من حياتهما، فمكثتا بالعيادة وقتا قصيرا، قبل أن تفارقا الحياة. فيما سادت حالة رعب وسط قلوب سكان ولاية باتنة، مرفوقة بمشاعر الغضب تجاه الإهمال والتسيب الذي آلت إليه مختلف العيادات المنتشرة عبر تراب الولاية. ويجمع سكان باتنة على غياب التشخيصات الدقيقة واكتفاء الأطباء والممرضين بالملاحظات العينية لا أكثر، على غرار ما يكثر الحديث عنه في عيادة «حملة 1» المفتوحة قبل أشهر قليلة. وأكدت مصادر صحية موثوقة، أن مرض «البوحمرون» ينتشر منذ أسابيع بشكل رهيب عبر مختلف شوارع وأحياء وبلديات ولاية باتنة، وأن عدد الإصابات في ارتفاع غير مسبوق، وسط تكتم غير مفهوم من طرف مسؤولي الصحة. وحديث عن وفيات كثيرة بسبب هذا المرض، إلا أن الكثير من هذه الحالات لا يتم التصريح بها. وقد اتصلت «النهار»، أمس، بالمكلفة بالإعلام على مستوى عيادة الطفل والأم «مريم بوعتورة» لمعرفة تفاصيل ما حدث للشقيقتين المرحومتين «لميس» و«دنيا»، إلا أنها وبعد انتظار 5 ساعات قالت إنه ليس من صلاحياتها الإدلاء بأي تصريح. أما مدير الصحة، فقد اكتفى، مساء أمس، عقب اتصالنا به، بالتأكيد على أن عدد الحالات المؤكدة للإصابة بداء «البوحمرون» هي ثلاث حالات، مضيفا في نفس الوقت أن مصالحه بانتظار نتائج باقي التحاليل الخاصة بعدد من المصابين من نفس المعهد.