ربما عبارة رئيس وزراء إيطاليا “جوسيبي كونتي” تلخص حجم المعاناة الكبير الذي تتعرض إليه بلاده جراء ما يحصده الوباء يوميا من أرواح بشرية عجزت كل الحول الطبية والوقائية أمامها،وليس هذا في إيطاليا فقط وإنما الكارثة عمت تقريبا أرجاء العالم دون الوصول بعد إلى إيجاد اللقاح الشافي والذي يقضي على هذا الفيروس القاتل والذي بدأ من الصين ولا نعلم إلى أين ينتهي به المطاف بعد..؟ وقف كونتي مشدوها مذهولا وقد خارت قواه،مرددا لقد انتهت جميع الحُلول على وجه الأرض، الحل متروك للسماء،”لقد فقدنا السيطرة، الوباء قتلنا نفسيًا بدنيًا وعقليًا،لم نعُد نعي ماذا سنفعل، لقد انتهت جميع الحُلول على وجه الأرض، الحل متروك للسماء”.. ! وهذا أقصى ما توصل إليه العقل البشري وقدرة الإنسان تجاه وباء “كورونا- كوفيد 19 – ” الذي حصد الآلاف من الأرواح دون سابق إنذار متعديا كل الحدود والخطوط ،وهذا رغم أنه في مرحلته غير متقدمة ،وأن الأسوأ حين يبلغ الداء ذروته لم تأت بعد،وهذا ما لا نتمناه ونرجو من الله أن يسلم ويقي الإنسانية وبلادنا من تداعياته ومخاطره في القريب العاجل..؟ ففي هذا الوقت الاستثنائي الرهيب الذي يعيش فيه حالة من الرعب والخوف المنتشر، والذي تتجند وتتعاون فيه الناس من ذوي النفوس الطيبة الخيرية والرحيمة ،ملتزمة ومتقيدة للصالح العام ،بما أتخذ من قبل السلطات العمومية من تدابير وقائية ،مناشدة عدم استغلالها كفرصة للتربح السريع والاحتكار في السلع الغذائية والأدوية ،تبرز فئة جشعة متخطية كل الأعراف والقيم الإنسانية والقوانين،واضعة نصب أعينها هدفا واحدا،وهو الربح السريع.. ! مثل هؤلاء وغيرهم من متصيدي الفرص والحوادث والمصائب الإنسانية،ليمارسوا هوايتهم المفضلة والتي هي جمع قدر أكبر من الأموال من دموع ودماء المواطنين البسطاء المتهافتين على المواد الغذائية الأساسية،هؤلاء التجار بتصرفهم هذا باتوا خطرا على المجتمع الذي يواجه خطر “كورونا” بين اللحظة والأخرى ،بل وأكثر من الداء نفسه..؟ !