في حدث جليل يتكرر سنويًا في النصف الثاني من شهر شوال يتم غسيل القبة الخضراء النبوية الشريفة على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن في موسم الحج في مشهد تنشرح له الصدور وتفرح به القلوب متمنية أن تنال هذا الشرف الرفيع. هذه المهمة المباركة تقوم بها الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين بالمدينةالمنورة ويتم غسل القبة الخضراء على صاحبها أفضل الصلاة والسلام من خلال نصب السلالم الخشبية والحبال. وتتعدد أسماء القبة الخضراء والتي تغنى بها الشعراء والمادحين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فسميت ب (القبة الفيحاء) و(القبة الزرقاء) أو البيضاء أو (قبة المدينة) أو قبة مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقد بنيت القبة الخضراء على الروضة النبوية الشريفة التي تضم الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث دفن بأبي هو وأمي في حجرة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وبجواره صاحباه سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وتروي المصادر التاريخية أن القبة الخضراء بنيت بأمر من الملك قلاوون الصالحي عام 678ه وكانت مربعه من أسفلها مثمنه من أعلاها وكانت بالخشب على رؤوس الأساطين المحيطة بالحجرة وسُمِرّ فوق الخشب ألواح من الرصاص وفوقها ثوب من المشمع ثم جددت القبه في عهد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون ثم اختلت ألواح الرصاص عن موضعها فجددت هذه الألواح وأحكمت مره أخرى عام 765ه في عهد السلطان شعبان بن حسن بن محمد حتي أصلحت في زمن السلطان قايتباي في العام 881ه. ويتم ترميم القبة الخضراء كل ثلاث إلى خمس سنوات ويعاد طلاؤها باللون الأخضر الغامق ويتم غسلها وتنظيفها بنصب سلالم خشبية عليها كلما هطل مطر وكان معه غبار وأتربة.