القبّة المبنية على الحجرة النبوية الموجودة داخل المسجد النبوي في المدينةالمنورة. بُنيت أيام الملك قلاوون الصالحي عام 678ه / 1279م، وكانت مربعة من أسفلها، مثمنة من أعلاها، وكانت بالخشب على رؤوس الأساطين المحيطة بالحجرة، وسمّر فوق الخشب ألواحا من الرصاص عن الأمطار، وفوقها ثوب من المشمع. وفي عهد السلطان قايتباي، حدث الحريق الثاني للحرم عام 886ه / 1481م، فأمر بتجديد بناء الحرم، ومن ضمنه القبة الخشبية، فجددت القبة وأسست لها دعائم عظيمة في أرض المسجد النبوي، وبنيت بالآجر بارتفاع متناهٍ، وزخرف بأحجار منحوتة من الحجارة السوداء، وجعل ارتفاعها 18 ذراعا (8.88م)، ثم بنى فوقها قبة أخرى تحويها، وأحكمت الحجارة بالجبس الذي حمل من مصر، ولم يكن معروفا في الحجاز في ذلك الوقت. ولم يسقط شيء من حريق القبة على الحجرة النبوية، فقد كانت القبة الصغرى (الداخلية) التي بناها السلطان قايتباي مانعة لذلك. وفي سنة 1253ه / 1837م، صدر أمر السلطان عبد الحميد الثاني بصبغ القبة باللون الأخضر، فكان هو أول من صبغها بالأخضر، فأصبحت تعرف بعد ذلك بالقبة الخضراء، إذ كانت تسمى فيما سبق القبة الزرقاء أو البيضاء أو الفيحاء، ثم لم يزل يجدد صبغها بالأخضر كلما احتاجت لذلك. وفي العهد السعودي في زمن عبد العزيز آل سعود أمر بإصلاح بعض القشور والتشققات من داخل الحجرة النبوية.