تأكيد على ضرورة تنسيق التكفل بالمرضى بين القطاعين العمومي والخاص 50 بالمائة من حالات الانهيار العصبي في الجزائر دون علاج شدّد نائب المدير المكلف بالصحة العقلية بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات الأستاذ محمد شكالي أمس الثلاثاء بالجزائر العاصمة على ضرورة تنسيق التكفل بالصحة العقلية بين القطاعين العمومي والخاص. وأوضح الأستاذ شكالي خلال عرضه للمخطط الاستراتيجي الوطني لترقية الصحة العقلية (2017/ 2020 ) بمناسبة لقاء نظمته وزارة الصحة بالمعهد الوطني للصحة العمومية إحياء لليوم العالمي لهذا المرض أن المؤسسات الاستشفائية العمومية تجري سنويا قرابة 1000 معاينة طبية متخصصة في الصحة العقلية بشتى جوانبها في حين تبقى أرقام القطاع الخاص الذي يستقبل عدد من المرضى يتجاوز بكثير العدد الذي يتكفل به القطاع العمومي لا يقدم أي معلومات حول هذا المرض معبرا عن أسفه لغياب تنسيق بين القطاعين . وتطرق خلال هذا اللقاء الذي حضرته مختلف القطاعات بالإضافة إلى ممثلي الوكالات الدولية والحركة الجمعوية إلى المحاور الستة التي يحتويها المخطط الاستراتيجي الوطني لترقية الصحة العقلية الذي هو بصدد التنفيذ مشيرا إلى الاهتمام الكبير الذي أولته وزارة الصحة خلال السنوات الأخيرة لهذا الاختصاص وذلك من خلال وضع بنية تحتية بالمؤسسات الاستشفائية المتخصصة والمراكز الوسيطة لعلاج الإدمان على المخدرات وذلك بعد الاختلالات المسجلة في التوازن بين التكفل باحتياجات المواطن والعرض المقدم له. ويهدف المخطط الاستراتيجي الوطني للصحة العقلية -كما أضاف-إلى تعزيز حماية الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية وتحيين الإطار التنظيمي ووضع سجل وطني للمرضى فضلا عن قاعدة معطيات تساعد أصحاب القرار السياسي على تحسين العلاج. كما تسعى السلطات العمومية من خلال هذه العملية إلى تحسين عمل مهني الصحة وتبني مقاربة جواريه وتحسين العلاج الاستشفائي وتوحيد نشاطات الوقاية واعتماد دراسات وبائية حول الصحة العقلية بكل جوانبها مع مكافحة التمييز والتهميش بين المصابين بالاضطرابات العقلية. ومن بين المحاور الأخرى التي ركز عليها المخطط أشار الأستاذ شكالي إلى تعزيز التكوين والتكوين المتواصل وتطوير الصحة العقلية بالوسط المدرسي وتطوير برامج صحية بالسجون مع اشراك جميع الفاعلين في الميدان بحكم الصحة العقلية مشروع مجتمع بأكمله. وشدد على ضرورة وضع قائمة الأدوية المخصصة لهذا العلاج وتحسيس المجتمع حول استعمالها لدى الكهول والشباب مع وضع برنامج وطني للصحة العقلية للتكفل بالأشخاص المسنين بحكم ارتفاع معدل العمر بالجزائر. وتتوفر الهياكل المتخصصة الحالية -حسب ذات المتحدث-على قرابة 5300 سرير متوقعا تعزيز القطاع بتسع مؤسسات استشفائية جديدة بها مصالح في هذا التخصص. كما تتواجد معظم المصالح التي تتكفل بالصحة العقلية عبر القطر بالشمال بنسبة 56 بالمائة و31 بالمائة بالهضاب العليا و5 فقط بمناطق الجنوب وذلك حسب الكثافة السكانية. وقد كان هذا اللقاء أيضا فرصة للممثلة بالنيابة لمنظمة الصحة العالمية بالجزائر السيدة نكورنزبيرة تريفون فرصة لقراءة الرسالة التي وجهتها المديرة الجهوية للمنظمة لمنطقة افريقيا الدكتورة ماتشيديسو موتي بمناسبة احياء اليوم العالمي للصحة العقلية والتي أكدت من خلالها العلاقة الوطيدة بين الصحة العقلية والإرهاق في العمل والتي غالبا ما يتم تجاهلها مما يتسبب في 10 بالمائة من الغيابات المهنية أي ما يمثل خسارة 36 يوم عمل بسبب هذا الانهيار. كما أشارت بالمناسبة إلى أن نسبة 50 بالمائة من الأشخاص الذين يعانون من الانهيار العصبي يفتقدون إلى العلاج نتيجة قلة المعلومات والتهميش والحواجز الثقافية التي غالبا ما تكون -حسبها- عائقا أمام القوانين في العديد من الدول متطرقة إلى الآثار السلبية للصحة العقلية على الاقتصاد ورفاهية الأشخاص حيث يكلف الإرهاق في العمل للمجتمع الدولي مليارات من الدولارات. كما شددت الممثلة الأممية على الضرورة التكفل بالكآبة والإرهاق والاضطرابات العقلية بصفة عامة مؤكدة أن ترقية العلاج في هذه الأمراض يساهم بنسبة 80 بالمائة في تحسينها خلال الستة أسابيع الأولى كما ذكرت بتفادي الإصابة بالانهيار العصبي إذا تم الكشف عنه مبكرا. وأشارت في هذا الإطار إلى تشجيع المنظمة -التي ركزت هذه السنة في شعارها على التكفل بالإرهاق في العمل -دول العالم إلى إنشاء شبكة وطنية تساهم في التكفل الجيد بالصحة العقلية والمحافظة على الكرامة الإنسانية.