حوارٌ في رحاب القدس

إلى القدسِ الجميلة في طريقي ... فدعْ عنكَ الخمولَ وكن رفيقي
أكابدُ حزنَها إذ مِن أساها ... تئنُّ بصوتها الدافي الرقيقِ
تنادي مَن أحبَّ لها سلاماً ... تبرّأْ مِن جفائكَ والعقوقِ
تبرّأ مِن هوانِكَ بعد عِزّ ... أعِدْ لي عهدَ مجد لي عتيقِ
سقى تُرْبي دمُ الأحرار دهْراً ... تماهى في هوى العهد الوثيقِ
غداً يرنو الأباةُ إليَّ يوماً ... ونصرُ اللهِ برَّاقُ الشروقِ
ولي جندٌ همُ نارٌ إذا ما ... بدا الباغي تدمدمُ بالحريقِ
سلوا عني المكارهَ مقبلاتٌ ... وقد زادتْ على وهَج بريقي
هنا تحت الثرى آثارُ عِزّي ... بقايا من رفاةِ أذىً صفيقِ
بقايا مِن كلابِ الأرض جاءتْ ... همُ الهلكى و قطّاعُ الطريقِ
رجالي هاهنا مانوا رجالاً ... لألبسَ حُلّةَ الزهو الأنيقِ
غداً عني الأسى ماض قريباً ... ليرحلَ بعدَهُ حزني وضيقي
غداً إنّ العُلا للحقِّ يرنو ... ومن نهْرِ العُلا يبتلُّ ريقي
غداً تُطوى المواجعُ مُدبرات ... وأرشفُ من شذى أندى رحيقِ
شعر: رأفت عبيد أبو سلمى