موقع بريطاني يكشف: الجزائر سعت للتقريب بين الكوريتين قال موقع ميدل إيست آي الإخباري البريطاني إن الجزائر سعت للتقريب بين الكوريتين وعينها على مصالح اقتصادية وإستراتيجية من علاقاتها مع كلا الغريمين. وكشف الموقع أن سفير كوريا الجنوبية لدى الجزائر بارك سانغ جن قد دعا نظيره الشمالي تشوي هيوك تشول إلى منزله في الجزائر العاصمة في الأول من ماي الجاري ولم تعلن أي أنباء بشكل رسمي عن ذلك اللقاء. وذكر أيضا أن الجزائر عرضت سابقا أن تقوم بدور وساطة حين ارتفع منسوب التوتر بين الزعيم الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب وأنذر بمواجهة عسكرية على خلفية برامج بيونغ يانغ النووية والبالستية. ويشير تقرير الموقع إلى أن العلاقات بين شبه الجزيرة الكورية والعالم العربي تعود إلى أيام نشأة حركة عدم الانحياز عام 1961. وفي الوقت الراهن تستضيف مصر والجزائر فقط من بين جميع البلدان العربية ممثلين دبلوماسيين عن كلتا الكوريتين وكان اليمن ثالثهما قبل أن تشتعل الحرب فيه عام 2015. وخلال تسعينات القرن الماضي حين كانت الجزائر واقعة تحت حظر السلاح في خضم العشرية السوداء دربت بيونغ يانغ مئات الجنود الجزائريين على أساليب قتالية متطورة وزودت السلطات الجزائرية بأسلحة لقتال المجموعات الدموية. ولطالما رفضت الجزائر قطع العلاقات مع كوريا الشمالية غير أنها طبقت في هدوء بعض العقوبات الاقتصادية عليها وأوقفت منح تأشيرات العمل للكوريين الشماليين الذين لديهم مهارة مميزة في قطاع النفط والأشغال العامة. ونقل ميدل إيست آي عن مصدر أمني جزائري قوله إن السلطات أعطت تعليمات للقيام بالتحري في مواقع البناء خشية أن يكون فيها عمال كوريون شماليون يحملون وثائق شخصية صينية مزيفة. ويذكر التقرير أن الجزائر لديها فرصة للإفادة من التقارب الأخير بين الكوريتين إذ يمكن أن تكون نقطة مركزية للاستثمارات الكورية الجنوبية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي الوقت نفسه يمكنها أن تجد في كوريا الشمالية سوقا للصادرات والاستثمارات. فضلا عن ذلك فإنه حالما ترفع العقوبات عن كوريا الشمالية سيكون بإمكانها استئناف تصدير الأسلحة التقليدية وربما إقامة شراكات مع شركات السلاح الكورية الجنوبية التي ازدادت حيويتها في السنوات الأخيرة. من جهة كوريا الجنوبية فقد حاولت على مدى عشرين عاما تقوية علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي. ومنذ أواخر سبعينات القرن الماضي تنامى التبادل التجاري بين الجانبين. ولم تنشأ العلاقات بين سول والجزائر إلا في جانفي 1990 وكان ذلك مكسبا للجزائر التي كانت آنذاك غارقة في أزمة اقتصادية وسياسية. وكانت الشركات الكورية الجنوبية أول المستثمرين في قطاعات السيارات وتوزيع الإلكترونيات وأول من يقيم شراكة مع الشركات الجزائرية. وقد عكر صفو تلك العلاقات التجارية في أكتوبر 1994 اغتيالُ المدير العام لمجموعة دايو الكورية الجنوبية بالجزائر.