ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كاس أمم إفريقيا (الحلقة الثامنة) إعداد / كريم مادي الدورة العاشرة ( إثيوبيا 1976) المغرب بامتياز… بعد استضافتها دورتي 1959 و1968 كانت إثيوبيا على موعد مع الدورة العاشرة لكاس أمم إفريقيا التي جرت في ربيع عام 1976 وبذلك أصبحت دولة إثيوبيا أول دولة تستشف العرس الكروي الإفريقي ثلاث مرات ويرجع الفضل في ذلك إلى رئيس التحاد الإفريقي تيسيما كونه من جنسية إثيوبية حيث عمد إلى أن تجرى الدورة العاشرة ببلاده من اجل أن يكون اللقب من نصيب منتخب إثيوبيا لكن جرت الرياح بما لا يشتهيه تيسيما والإثيوبيين بعد أن تمكن المنتخب المغربي من قهر الجميع وانتزع لقب البطولة عن جدارة واستحقاق في دورة جرى الدور الثاني على شكل بطولة مصغرة توج بلقبها وبالبطولة ككل اسود الأطلس وهذا في غياب مستضيف الدورة المنتخب الإثيوبي المقصى في الدور الأول. وقبل ان نتعرف على حيثيات هاته الدورة بالأرقام والأحداث نتوقف مع المنتخب الوطني الجزائري الغائب عن العرس القاري للمرة الرابعة ترى من حرم الخضر من بلوغ دورة إثيوبيا 1976؟ ذلكم هو السؤال الذي سنجيبكم عنه حالا فرحلة موفقة إلى دهاليز تاريخ كاس أمم إفريقيا. للمرة الرابعة على التوالي الجزائر خارج العرس القاري بعد دورة السودان عام 1970 والكاميرون 1972 ومصر 1974 لم يشارك فيها منتخبنا الوطني اثر خروجه في التصفيات وهذه المرة أمام المنتخب المغربي الذي أقصى منتخبنا بالأداء والنتيجة الآمر الذي شكل مفاجأة لدى المتتبعين بشان المنتخب الوطني مما دفع بالاتحادية الجزائرية لكرة القدم آنذاك بإقالة المدرب الروماني ماكري واستبداله وان المدرب رشيد مخلوفي الذي قاد زملاء عمر بطروني إلى انتزاع ذهبية الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا في نهاية صائفة عام 1975. أول وآخر مرة نظام غريب في الدور الثاني شارك في البطولة 8 منتخبات قسمت الفرق إلى مجموعتين يتأهل أول و ثاني كل مجموعة إلى الدور النهائي الذي يلعب على شكل مجموعة و يفوز في البطولة الفريق الذي يحتل المركز الأول فيها وهو أهم تغيير تشهده البطولة بإلغاء مبارتي الدور النصف. شارك في البطولة منتخبات غينيا ومصر وإثيوبيا وأوغندا والمغرب ونيجيريا والسودان والزائير وقسمت هذه المنتخبات إلى مجموعتين وكل مجموعة تظم أربعة منتخبات على النحو للتالي: المجموعة الأولى ضمت كل من إثيوبيا باعتباره منظم البطولة إضافة إلى منتخبات أوغندا ومصر وغينيا فيما ضمت المجموعة الثانية كل من نيجيريا والزائر والمغرب والسودان. الانطلاقة قوية لإثيوبيا ونيجيريا شهدت مباريات الدور الأول انطلاقة قوية لمنظم البطولة المنتخب الإثيوبي حيث تفوق في اللقاء الافتتاحي الذي لعب بالملعب الاولمبي بأديس أبابا يوم 29 فيفري على المنتخب الأوغندي بهدفين لصفر وقعهما اللاعب شيفيراو وتيسفاي وفي اللقاء الثاني عمن ذات المجموعة الذي لعب في نفس اليوم أي مباشرة يبعد اللقاء الافتتاحي انتهى بالعادل الايجابي بين المنتخبين المصري والغيني سجل لمصر طه بصري فيما سجل لغينيا اللاعب سيللا وبذلك تصدر المنتخب الإثيوبي الريادة بنقطتين مقابل نقطة واحدة لكل من مصر وغينيا ولا شيء لاوعندا. في اليوم الموالي وفي الفاتح من شهر مارس لعبت مبارتي الجولة الاولى من المجموعة الثانية شهد اللقاء الأول تفوق المنتخب النيجيري على حامل اللقب المنتخب الزائيري بأربعة أهداف لهدفين سجل لأول كل من بابا اوتو هدفين واجيبدودو وبوسيان فيما سجل لمنهزم كل من باباسو ومبونغو أما اللقاء الثاني الذي كان عربيا خالصا بين المنتخبين المغربي والسوداني فانتهى بدون فائز هدفين لكل منتخب سجل للمغرب كل من شريف وابو علي فيما سجل لمنتخب السوداني اللاعب غاغارين وعلى اثر ذلك تصدر المنتخب النيجيري الريادة بنقطتين متبوع بالمنتخبين المغربي والسوداني بنقطة واحدة ولاشيء لمنتخب الزائيري (جمهورية الكونغو الديمقراطية). الجولة الثانية: نيجيريا أول المتأهلين وغينيا اخلطت أوراق إثيوبيا شهدت مباريات الجولة الثانية تسجيل العديد من المفاجات ففي المجموعة الأولى تمكن المنتخب الغيني من خلط أوراق المنتخب الإثيوبي بفوزه عليه بهدفين لواحد وقعهما للفائز كل من نجولي وبتيت سوري فيما سجل للمنهزم شيفيراو وهو الفوز الذي أعاد الأمل لغينيين في ببلوغ الدور النصف النهائي فيما انتهت المواجهة الثاني عن ذات المجموعة بين المنتخب المصري والأوغندي لمصلحة الأول بهدفين لواحد وقعهما لمصر كل من عبدو وطه بصري وسجل لأوغندا دينيس اوبا وعلى اثر هاته النتيجتين تصدر المنتخبين المصري ولاغيني الريادة بثلاث نقاط متبوع بالمنتخب الإثيوبي بنقطتين وأوغندا بدون رصيد. في المجموعة لثانية تمكن المنتخب النيجيري من كسب ورقة العبور إلى المربع الذهبي قبل لقاءه الأخير أمام المغرب بفوزه على المنتخب السوداني بهدف دون رد وقعه اللاعب بوسيان فيما انتهت المواجهة الثانية بين المغرب والزائير لمصلحة اسود الأطلس بهدف دون رد وقعه اللاعب الزهراوي وبذلك تصدر منتخب نيجيريا الريادة بأربع نقاط مقابل ثلاث نقاطك لمغرب ونقطة واحدة للسودان ولا شيء للزائير الذي خرج من البطولة. الجولة الثالثة غينيا ومصر والمغرب ونيجيريا في المربع الذهبي أفرزت مباريات الجولة الثالثة عن مفاجأة كبيرة أهما تلك التي سجلت في المجموعة الأولى بإقصاء منظم البطولة المنتخب الإثيوبي بتعادله أمام المنتخب المصري بهدف لمثله سجل لمصر المدرب الحالي للفراعنة حسن شحاتة قيما سجل لأصحاب الأرض محمد علي وهو التعادل الذي اخرج المنتخب الإثيوبي من البطولة وبذلك تتبحر أحلام رئيس الاتحاد الإفريقي تيسيما الذي راهن أن يبق لقب البطولة في بلده إثيوبيا. اللقاء لثاني عن نفس المجموعة بين المنتخبين الغيني والأوغندي وكما كان منتظرا انتهى لمصلحة غينيا بهدفين لواحد سجل للأول نجولي وبنغالي فيما سجل لأوغندا موغوا وبذلك يرافق منتخب غينيا المنتخب المصري إلى المربع الذهبي وهو المربع الذي تأهل إليه عن المجموعة الثانية كل من المنتخبين النيجيري والمغربي حيث انتهت مواجهتهما الخيرة بفوز المغرب بنتيجة لا تقبل أي جدل 3/1 تداول على تسجيلهما كل من احمد فراس وتازي ولارتي فيما سجل الهدف الوحيد لمنتخب النيجيري اوجيدوني. دورة اللقب اسود الأطلس فوق القارة الإفريقية جمعت دورة اللقب كل من منتخبات المغرب ونيجيريا ومصر وغينيا وجرت الدور بنظام البطولة فالمنتخب الذي يتصدر الريادة في نهاية المطاف سيفوز بالكأس. في الجولة الأولى تعادلت نيجيريا مع غينيا بهدف لمثله سجل لأول لاوال فيما سجل للثاني بابا كمارا وفي اللقاء لثاني الذي كان عربيا خالصا بين المنتخب المغربي والمصري انتهى لمصلحة هذا الأخير بهدفين لواحد سجلهما لمغرب احد فراس والزهراوي فيما سجل لمصر ابو راهب وهو الفوز الذي سمح لاسود الأطلس من التربع على الريادة بنقطتين مقابل نقطة واحدة لنيجيرياوغينيا ولا شيء لمصر. الجولة الثانية كانت مرة أخرى لمصلحة المنتخب المغربي بفوزه على نيجيريا بهدفين لواحد سجل لمغرب مرة أخرى احمد فراس وغويزار فيما سجل لنيجيريا باب اولو أما اللقاء الثاني فقد انتهى لمصلحة غينيا على مصر بنتيجة ثقيلة أربعة أهداف لهدفين سجل لغينيا كل من نجولي مرتين وموريس وغانم خطا في مرماه فيما سجل مصر كل من عبدو وسياجي وهي الهزيمة التي أقصت المنتخب المصري من المنافسة. وعلى ضوء هاتين النتيجتين حافظ المنتخب المغربي على صدارته بأربع نقاط مقابل ثلاث نقاط لغينيا ونقطة واحدة لنيجيريا ولا شيء لمصر الآمر الذي جعل اللقاء الأخير بين المغرب وغينيا فاصلا لتحديد المنتخب الذي سيكون له شرف التتويج بالكأس. كان يكفي المنتخب المغربي التعادل للفوز بالكأس لأول مرة أمام غينيا فيما كان هذا الأخير مطالب بالفوز إن أراد تدوين اسمه في سجل المتوجين فجاءت المباراة قوية انتهت في نهاية المطاف بالتعادل هدف لمثله سجل للمغرب اللاعب شريف فيما سجل لغينيا بابا كمارا وهو التعادل الذي سمح لاسود الأطلس من انتزاع لقب البطولة بامتياز أما اللقاء الثاني بين مصر ونيجيريا انتهى بهزيمة ثالثة لمصر بنتيجة 3/2 سجل لنيجيريا اللاعبين ليركا هدفين ولاوال هدف واحد وسجل لمصر كل من محمود الخطيب وأسامة خليل. وبذلك يسدل الستار عن الدولة الثامنة الدورة العاشرة التي فشل فيها أصحاب الأرض من انتزاع لقبها وهو الذي راهن رئيس الكاف آنذاك الإثيوبي تيسيما بان يبقى اللقب الإفريقي بأرضه إثيوبيا. أرقام وأحداث من البطولة * شهدت هاته الدورة إجراء 18 مباراة 12 مباراة في الدور الأول وست مباريات في دورة اللقب. * لأول وآخر مرة تجرى مباريات الدور الثاني على شكل بطولة مصغرة كان بطلها المنتخب المغربي. * شهدت هاته البطولة تسجيل 51 هدفا حيث سجل في الدور الأول 33 هدفا (15 هدف في المجموعة الأولى و18 هدف في المجموعة الثانية فيما سجل في دورة اللقب 21 هدفا. * اكبر عدد من الأهداف سجل في مبارتي غينيا أمام مصر 4/2 لمصلحة غينيا وبنفس النتيجة 4/2 فازت نيجيريا أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية. * لم تنته أي مباراة بالتعادل السلبي بمعنى آخر ان جميع المباريات ال18 شهدت تسجيل الأهداف اقل نتيجة سجلت في لقاء المغرب أمام منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية 1/0 لمصلحة المغرب. *المنتخب الأوغندي الوحيد ضمنة المنتخبات الثمانية المشاركة الذي لم يحقق أي نقطة في البطولة بتلقيه لثلاث هزائم متتالية. * المنتخب المغربي حقق اكبر عدد من الانتصارات (4 زائد تعادلين) وهو الوحيد الذي لم يذق طعم الهزائم في ست لقاءات. * عكس كل التوقعات مني المنتخب المصري في دورة اللقب بثلاث هزائم طرحت الكثير من علامات الاستفهام حور ضعف زملاء محمود الخطيب. * أقوى هجوم في البطولة كانت للمنتخب المغربي بتوقيعه لعشرة أهداف فيما حل هجوم المنتخب النيجيري في المركز الثاني بتسعة أهداف. * اضعف دفاع في البطولة كانت للمنتخب المصري حيث اهتزت شباكه 12 مرة في ست مباريات بمعدل هدفين في كل لقاء وبنفس المعدل هدفين في كل لقاء نجد المنتخب الأوغندي الذي سجل في مرماه ستة أهداف في الدور الأول. * أحسن لاعب في البطولة كان من نصيب المغربي احمد فراس كما نال هذا اللاعب لقب هداف البطولة بخمسة أهداف. النتائج الكاملة: المجموعة الأولى: الجولة الأولى: إثيوبيا – اوغندا 2/0 مصر- غينيا 1/1 الجولة الثانية: مصر – اوغندا 2/1 غينيا – إثيوبيا 2/1 الجولة الثالثة: غينيا – اوغندا 2/1 مصر – إثيوبيا 1/1 * تأهل مصر وغينيا إلى دورة اللقب المجموعة الثانية: الجولة الأولى: نيجيريا – ج.الكونغو الديمقراطية 4/2 المغرب – السودان 2/2 الجولة الثانية: ج.الكونغو الديمقراطية – المغرب 0/1 نيجيريا – السودان 1/0 الجولة الثالثة: ج.الكونغو الديمقراطية – السودان 1/1 المغرب – نيجيريا 3/1 * تأهل المغرب ونيجريا إلى دورة اللقب دورة اللقب: غينيا – نيجيريا 1/1 المغرب – مصر 2/1 المغرب – نيجيريا 2/1 غينيا – مصر 4/2 نيجيريا – مصر 3/2 المغرب – غينيا 1/1 * تتويج المغرب باللقب القاري بعد ان حل أولا بسبع نقاط متبوع بغينيا بخمس نقاط ونيجيريا بأربع نقاط ومصر بدون نقطة. تطالعون في الحلقة المقبلة: ضربات الجزاء تحرم المنتخب الجزائري من العودة إلى العرس القاري؟ ترى من هو المنتخب الذي وقف في وجه الخضر في بلوغ دورة غانا 1978؟ من هو المنتخب الذي توج بلقب هذه الدورة؟ ماذا حدث للمنتخب التونسي في اللقاء الترتيبي؟ تلكم من بين الاسئلة العديدة التي سنجيبكم عنها في الحلقة المقبلة باذن الله تعالى.
