ولدت في لشبونة وانطلقت في السودان وترعرعت في الأدغال تاريخ كأس أمم إفريقيا (الحلقة الخامسة عشر) إعداد: كريم مهدي الدورة السادسة عشر (المغرب 1988) الكاميرون للمرة الثانية... نتحدث في حلقة هذا اليوم عن دورة المغرب التي جرت في ربيع عام 1988 والتي عاد لقبها للمنتخب الكاميروني وهو ثاني تتويج على التوالي لزملاء الكهل روجي ميلا عقب اجتيازهم عقبة أسود الأطلس المنتخب المغربي مستضيف البطولة في الدور نصف النهائي ليوجهوا في الدور النهائي منتخب نيجيريا وبدون عناء فاز المنتخب الكاميروني بالأداء والنتيجة وقبل أن نتعرف عن كل هذا دعونا نتعرف كيف حازت المغرب على شرف استضافة هذه الدورة على حساب الجزائر. على حساب الجزائر هكذا فازت المغرب بشرف استضافة دورة 1988 خلال الاجتماع العادي الذي عقدته الاتحادية الإفريقية لكرة القدم بعد اختتام الدورة الرابعة عشر بالقاهرة عام 1986 لكينيا احتضان الدورة السادسة عشر عام 1988 وقد رحب التحاد الكيني بذلك كيف لا وان كينيا سعت منذ دورة السودان عام 1970 ان تحتضن العرس الإفريقي بأرضيه لكن فور اختتام دورة مصر عام 1986 اسند للجزائر احتضان البطولة السابعة عشر عام 1990 لكن في منتصف المباريات التصفوية أعلن الرئيس الكيني دنيال اراب مواي عن استحالة إقامة البطولة في أراضيه بسبب الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها دولة كينيا وقد اشعر الاتحاد الإفريقي بذلك. وبما أن الرئيس الكيني كان جادا في الرسالة التي بعثها إلى رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الإثيوبي تيسيما اضطر هذا الأخير إلى نقل البطولة إلى بلد آخر فكان من المنتظر أن يسند إلى الجزائر إقامتها على اعتبار أنها ستحتضن الدورة الموالية عام 1990 لكن فجأة وبدون سابق إنذار أسند إقامة البطولة إلى المغرب الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات وقد ذهب بالبعض إلى اتهام بعض من أعضاء في الاتحاد الإفريقي لكرة لقادمة بحصولهم على رشاوي مالية من طرف المغاربة حتى لا تحتضن الجزائر الدورة السادسة عشر. ولما أن اللوبي المغربي فعل فعلته لم يكن لاتحاد الإفريقي الا الموافقة على إقامة البطولة على الأراضي المغربية وهي أول بطولة تجري بالمغرب الشقيق وثالث بلد مغاربي يحتضن ألكاس الإفريقية بعد كل من تونس عام 1965 وليبيا عام 1982 وفي كلا الدورتين عاد اللقب لمنتخب الغاني لكن دورة المغرب عام 1988 لم تكن لغانا بل عاد لقبها لمنتخب الكاميروني وهو ما سنتعرف عليها سويا في حلقة هذا العدد. لا تغيير في نمط وتركيبة البطولة الجزائر من جديد بدون عناء إلى المغرب للمرة السادسة حافظت كأس أمم إفريقيا على نمطها بمشاركة ثماني منتخبات في الأدوار النهائية يتم تقسيمهم إلى فوجين وكل فوج يضم أربع منتخبات يتأهل الأول والثاني عن كل مجموعة إلى المربع الذهبي والفائز ينشط اللقاء النهائي والمنهزم المباراة الترتيبية من اجل المركزين الثالث والرابع. بعد مشوار طويل من المباريات الإقصائية حجزت ستة منتخبات ورقة العبور إلى البطولة السادسة عشر من بينها منتخبنا الوطني الذي أقصى في الدور الأول المنتخب الموريتاني وفي الدور الثاني المنتخب التونسي وإضافة إلى المنتخب الجزائري والمغربي منظم البطولة والمصري بطل الدورة الخيرة ضمت البطولة كذلك كل من كوت ديفوار ونيجيريا والزائيري والكاميرونوكينيا. تم تقسيم هاته الفرق على مجموعتين ضمت الأولى والتي كان على رأسها منظم البطولة المنتخب المغربي كل من الجزائر والزائر وكوت ديفوار فيما ضمت المجموعة الثانية كل من المنتخب المصري المتوج بآخر دورة والكاميرون منافسه في النهائي الذي فاز فيه المصريون بأرضهم قبل سنتين إضافة إلى المنتخبين الكيني والنيجيري. الجولة الأولى بداية متواضعة للمغرب والجزائر وروجي ميلا يثأر من الفراعنة في الثالث عشر من شهر مارس 1988 أعطي إشارة انطلاقة الدورة السادسة عشر بالمملكة المغربية فأمام حوالي 60 ألف متفرج بملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء. التقى في اللقاء الافتتاحي المنتخبان المغربي والزائيري ورغم عاملي الملعب والجمهور إلا أن المنتخب المغربي اكتفى بالتعادل هدف لمثله فبعد كانت فيه المباراة تسير نحو فوز اسود الأطلس بهدف دون رد من توقيع اللاعب كريمو وإذا بالمنتخب الزائيري يعدل النتيجة في آخر دقيقة من اللقاء بواسطة لوتونوديا تعادل سمح لمنتخبين معا من انتزاع أول نقطة في الدورة. بنفس نتيجة اللقاء الأول انتهت المباراة الثانية بين منتخبنا الوطني ونظيره الايفواري المنتخب الوطني كان السباق إلى التسجيل بواسطة صاحب الكرة الذهبية الإفريقية لعام 1981 لخضر بلومي في الدقيقة ال16 ورغم الأداء الجيد لزملاء عبد الوهاب معيش ابن النصرية والذي كان يلعب في تلك السنة لمولودية العاصمة لم يتمكنوا من تجسيد الفرص العديدة التي أتيحت لهم الأمر الذي مكن المنتخب الإيفواري من تعديل النتيجة في الدقيقة الثالثة من المرحلة الثانية وقد حاول بعدها المنتخب الوطني بقيادة المدرب الراحل الروسي روغوف إدخال بعض التغييرات في التشكيلة بإدراج كل من كمال جحمون وشريف الوزاني إلا أن النتيجة بقيت على حالها ليفترق الجميع على نقطة التعادل وضعت كلا المنتخبين في نفس المرتبة مع منتخبي المغرب والزائيري. في اليوم الموالي لعبت مبارتي المجموعة الثانية بملعب العاصمة السياسية للمغرب الرباط في اللقاء الأول الذي كان نسخة طبق الأصل لأخر نهائي في هذه المنافسة بين المنتخبين المصري والكاميروني الأمر الذي شد إليه أنظار الجميع قوة المنتخب الكاميروني جسدها اللاعب الكهل روجي ميلا فرغم انه كان يبلغ من العمر 40 سنة إلا أنه تمكن من الوصول إلى شباك الحارس المصري إكرامي في الدقيقة الخامسة من المباراة وقد حاول بعدها المنتخب المصري الرد على هدف روجي ميلا لكن جميع محاولات زملاء طاهر ابو زيد باءت بالفشل لتنتهي المباراة بفوز الكاميرون بهدف يتيم لكنه ثمين جعل زملاء روجي ميلا في سدة الريادة بنقطتين مقبلا لاشيء لمصر. اللقاء الثاني عن ذات المجموع شهد فوز المنتخب النيجيري على كينيا بثلاث أهداف دون رد بداية التهديف كانت في الدقيقة السادسة بواسطة رشيدي ايكيني سيطرة زملاء هذا الأخير جسدها اللاعب ايديبور بهدف ثاني في الدقيقة الثالثة عشر وبعدها بعشرين دقيقة يأتي الهدف الثالث والأخير لمنتخب النيجيري بواسطة اوكوسيام وهو الهدف الذي قتل به اللقاء حيث لم نشهد بها تسجيل أي هدف بعد أن اكتفى المنتخب النيجري بهذا الكم الهائل من الأهداف وضع منتخب النسور الخضراء في المرتبة الأولى بنقطتين لكن أفضل من منتخب الكاميروني بزائد ثلاثة لنيجيريا مقابل زائد واحد للكاميرون ولا شيء لكينيا ومصر. الجولة الثانية المغرب تهزم الجزائر في غياب ماجر وتعادل إيجابي بين كوت ديفوار والزائير شهدت مباريات الجولة الثانية في كلا المجموعتين تنافسا كبيرا ففي المجموعة الأولى اتجهت الأنظار إلى المواجهة المغاربية بين منظم البطولة المنتخب المغربي ونظيره الجزائري فأمام أكثر من 60 ألف متفرج بمدرجات ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء وتحت الأضواء الكاشفة انطلقت المباراة والتي غاب عنها من الجانب الجزائري للمرة الثانية رابح ماجر الذي كان يلعب في تلك الفترة لنادي فالنسيا الاسباني حيث رفض الالتحاق بالمنتخب الجزائري دون أي سبب الأمر الذي أثار استياء الجميع بما في ذلك مدرب المنتخب الوطني الروسي روغوف الذي لم يتمالك نفسه وهو يتحدث بعد نهاية لقاء المغرب حيث سالت دموعه وهو الذي كان ينتظر قدوم ماجر ليواسي أحزانه اللاعب لخضر بلومي الذي قال حينها لسنا بحاجة إليك ياماجر. ونعود للقاء المغرب والجزائر فبعد شوط أول انتهى بدون أهداف تمكن المغربي الحداوي من الوصول إلى شباك الحارس نصر الدين دريد في الدقيقة الخامسة هدفا حاول بعده زملاء بلومي الرد عليه لكن قوة دفاع المنتخب المغربي بقيادة الحارس الأنيق بادو زكي حال دون ذلك لتنتهي المباراة بفوز اسود الأطلس بهدف دون رد وضع المنتخب الجزائر في موقع حرج. قبل مباراة الجزائر والمغرب لعبت مباراة كوت ديفوار والزائير وانتهت بالتعادل الإيجابي هدف لمثله المنتخب الزائيري كان السباق إلى التسجيل بواسطة كابونغو في الدقيقة ال37 فيما عدل لكوت ديفوار اللاعب عبد اللاي طراوري في الدقيقة ال 74 وبهذا التعادل اقتسم المنتخبان المركز الثاني بنقطتين مقابل ثلاث نقاط لمغرب ونقطة واحدة. في اليوم الموالي لعبت مباريات المجموعة الثانية حيث تمكن في اللقاء الأول المنتخب المصري من العودة من بعيد بهزمه للمنتخب الكيني بثلاثة أهداف كاملة سجل منها جمال عبد الحميد هدفين الأول في الدقيقة الثانية والثاني في الدقيقة ال65 فيما سجل الهدف الثالث والثاني لمصلحة مصر اللاعب يونس في الدقيقة ال 58 فوز أعاد لمنتخب المصري حظوظه في بلوغ المربع الذهبي. بعد انتهاء مباراة نيجيرياوالكاميرون بالتعادل الايجابي هدف لمثله المنتخب النيجري كان السباق إلى التسجيل في الدقيقة الثانية بواسطة اكوارجي فيما عدل للمنتخب الكاميروني الكهل روجي ميلا. وعلى إثر هاتين النتيجتين خرج المنتخب الكيني من البطولة فيما حافظت منتخبات الكاميرونونيجيريا ومصر بكامل حظوظها في بلوغ المربع الذهبي. الجولة الثالثة القرعة تؤهل الجزائر وتقصي كوت ديفوار جاءت مباريات الجولة الثالثة والأخيرة لمصلحة كل من المغرب والجزائروالكاميرونونيجيريا حيث بلغت المربع الذهبي لكن المنتخب المغربي قد حقق مبتغاها على أرضية الميدان بتعادله أمام المنتخب الإيفواري بدون أهداف حيث رفع رصيده إلى أربع نقاط مقابل ثلاث نقاط لكوت ديفوار فان المنتخب الوطني كان محظوظا بلجوء الاتحاد الإفريقي بإجراء القرعة بينه وبين المنتخب الإيفواري فالفوز الذي حققه زملاء بلومي على المنتخب الزائيري بهدف لصفر من توقيع المحترف فرحاوي في الدقيقة ال 36 من الشوط الأول جعل المنتخبين معا يتساوي في كل شيء لكن القرعة ابتسمت لجزائر وأعطت ظهرا لكوت ديفوار. في المجموعة الثانية جاءت كلا المباريات خالية من الأهداف ففي الأولى تعادل المنتخب الكاميروني مع المنتخب الكيني وفي الثانية تعادل المنتخب النيجيري مع المنتخب المصري تعادل سمح لمنتخبين النيجيري من تصدر ريادة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الكاميروني فيما أقصي المنتخبان المصري والكيني. واثر هاته النتيجتين التقى المنتخب الجزائري مع المنتخب النيجيري فيما واجه المنتخب المغربي نظيره الكاميروني. الدور النصف النهائي ضربات الجزاء تقصي الجزائروالكاميرون يعبر المغرب أسفرت مبارتي الدور النصف النهائي بخروج كل من المنتخبين الجزائري والمغربي من التنافس على لقب البطولة بعد أن أعطت ضربات الجزاء ظهرها للمنتخب الوطني أمام نيجيريا بعد انتهاء الوقت القانوني والصافي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله المنتخب النيجيري كان السباق إلى التسجيل بواسطة الجزائري بلغربي الذي سجل ضد مرماه وذلك في الدقيقة ال 36 وقبل أربع دقائق من صافرة لانهائية المحترف في نادي لانس رشيد معطر يعدل النتيجة لكن أفراح الجزائريين تبددت في ضربات الجزاء. اللقاء الثاني جمع المنتخبين المغربي والكاميروني وانتهى لمصلحة هذا الأخير بهدف دون رد وقعه اللاعب ماكاناكي قبل 12 دقيقة من صافرة النهائية لتنتهي المباراة بفوز الأسود غير المروضة على أسود الأطلس. المباراة الترتيبية المركز الثالث للجزائر قبل إقامة المباراة لعبت المباراة الترتيبية بين المنتخبين الجريحين المغربي والجزائري وهذا من اجل المركز الثالث فأمام مدرجات شبة خاوية من المتفرجين حيث قرر المغاربة مقاطعة ما تبقى من مباريات البطولة كرد فعل منهم لخسارة منتخبهم للبطولة. المنتخب المغربي كان السباق إلى التسجيل بواسطة طاهير حفيظ في الدقيقة ال67 وقبل ثلاث دقائق من صافرة النهاية لخضر بلومي يعدل النتيجة ورغم لجوء المنتخبين إلى الوقت الإضافي إلا أن النتيجة بقيت على حالها ليلجأ الفريقان إلى ضربات الجزاء التي ابتسمت لمنتخب الجزائري 4/3 وبذلك ينتزع المنتخب الوطني المركز الثالث. النهائي الكاميرون للمرة الثانية على حساب نيجيريا اللقاء النهائي جرى يوم 27 مارس بملعب الدار البيضاء بين المنتخبين النيجري والكاميروني نهائي كان نسخة طبق الأصل لنهائيي دورة كوت ديفوار ومرة أخرى جسد المنتخب الكاميروني تفوقه على نسور نيجيريا بفوزه عليه بهدف دون رد من توقيع ايمانويل كيندي في الدقيقة ال55 لتنتهي المباراة بهدف دون رد سمح لمنتخب الكاميروني من استعادة تاجه الضائع من المنتخب المصري. وما ان منح كاس البطولة لقائد المنتخب الكاميروني روجي ميلا يسدل الستار عن الدورة السادسة عشر لتحتضن الجزائر الدورة الموالية عام 1990. النتائج الكاملة: الدور الأول: المجموعة الأولى: الجزائر _ كوت ديفوار 1/1 المغرب _ جمهورية الكونغو الزائر سابقا 1/1 الجزائر _ المغرب 0/1 جمهورية الكونغو _ كوت ديفوار 1/1 الجزائر - جمهورية الكونغو 1/0 المغرب _ كوت ديفوار 0/0 * تأهل المغرب والجزائر الى الدور نصف النهائي المجموعة الثانية: الكاميرون _ مصر 1/0 نيجيريا _ كينيا 3/0 نيجيريا _ الكاميرون 1/1 مصر _ كينيا 3/0 مصر _ نيجيريا 0/0 الكاميرون _ كينيا 0/0 * تأهل الكاميرونونيجيريا الدور نصف النهائي: الكاميرون _ المغرب 1/0 الجزائر _ نيجيريا 0/0- تاهل نيجيريا بضربات الجزاء 9/8 اللقاء الترتيبي: الجزائر _ المغرب 1/1 فوز الجزائر بضربات الجزاء النهائي: الكاميرون _ نيجيريا 1/0 تطالعون في الحلقة المقبلة: العرس القاري يحط رحاله بالجزائر... ترى من هي البلدان التي شاركت في دورة الجزائر سنة 1990 كيف توج منتخبنا الوطني بقيادة المدرب الشيخ عبد الحميد كرمالي بلقبه القاري الأول والأخير؟ من هم نجوم هاته الدورة؟ من هو المنتخب الذي حاول إفساد عرس الجزائر؟ سنجيبكم عن هذه الأسئلة وغيرها في الحلقة المقبلة إن شاء الله.
