عشرية الثمانينيات: الجزائر خارج منصة التتويج وتألق الكاميرون

نتناول في حلقة اليوم من القصة الكاملة لكأس أمم إفريقيا، أربع دورات من عشرية الثمانينيات، ويتعلق الأمر بكل من دورة ليبيا عام 1982 والتي عاد لقبها للمنتخب الغاني، فيما احتل منتخبنا الوطني المركز الرابع، بالرغم من أنه كان المرشح رقم واحد لانتزاع الكأس، وفي الدورة الموالية في كوت ديفوار عام 1984 عاد اللقب لمنتخب الكاميرون، وهو المنتخب الذي أقصى الجزائر في المربع الذهبي بضربات الجزاء، علمنا أن منتخبنا الوطني اكتفى بالمركز الثالث بتغلبه في اللقاء الترتيبي على مصر بثلاثية كاملة·
إعداد: كريم مادي
دورة عام 1986 التي جرت بمصر، عاد اللقب لأصحاب الأرض على حساب الكاميرون، فيما خرج منتخبنا الوطني في الدور الأول، وفي الدورة الموالية وهي الأخيرة من عشرية الثمانينيات، التي جرت بالمغرب، عاد اللقب للكاميرون، على حساب نيجيريا، أما المنتخب الوطني فاحتل المركز الثالث بتغلبه في لقاء الترتيب على المنتخب المغربي بضربات الجزاء·
الدورة الثالثة عشر: ليبيا 1982
... غانا للمرة الثالثة والجزائر بدموع حزينة
بعد تونس عام 1965 التي أسند لها تنظيم الدورة الخامسة والتي عاد للمنتخب الغاني، أعاد هذا الأخير التاريخ بفوزه بلقب الدورة الثانية عشر، التي نظمت بليبيا، وهو ثاني بلد مغاربي يسند له احتضان الأدوار النهائية لكأس أمم إفريقيا وكان بدول المغرب العربي الذي كان فأل خير على الغانيين·
الانطباع الجيد الذي تركه منتخبنا الوطني في دورة نيجيريا التي جرت عام 1980 التي وصل فيها إلى المباراة النهائية، وخسر اللقب الإفريقي أمام منظم الدورة المنتخب النيجيري بثلاثة أهداف لصفر، والنتائج الباهرة التي حققها منتخبنا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم وأمم إفريقيا، على حساب منتخبات كبيرة، آخرها المنتخب النيجيري الذي فاز زملاء بلومي ذهابا في لاغوس بهدفين لصفر وهدفين لواحد في الإياب، الأمر الذي جعله يبلغ نهائيات كأس العالم عن جدارة واستحقاق·
إضافة إلى كل هذا كانت التشكيلة الوطنية تزخر بأسماء رنانة على المستوى العالمي يقودهم صاحب الكرة الذهبية لعام 1981 لخضر بلومي، كل هذه العوامل جعلت الكثيرين يرشحون المنتخب الجزائري لانتزاع اللقب الإفريقي بسهولة، لكن حدث مالم يكن في الحسبان، وظل هذا التاج بعيدا عن (الملكة) التي ظلت تبحث عن تاج·
الجزائر في الأدوار النهائية للمرة الثالثة والثانية على التوالي
الليبي فتعد أول مشاركة له في النهائيات·
يلاحظ في البطولة غياب المنتخب المصري الذي قرر الانسحاب بالرغم من بلوغه الأدوار النهائية، لأسباب سياسية، وتم تعويضه بالمنتخب التونسي في آخر لحظة·
الجزائر في مجموعة حامل اللقب نيجيريا
أفرزت عملية القرعة التي جرت في منتصف شهر نوفمبر من عام 1981 بالعاصمة الليبية طرابلس عن وقوع المنتخب الوطني في المجموعة الثانية إلى جانب كل من نيجيريا حاملة لقب الدورة الأخيرة، إضافة إلى المنتخب الإثيوبي، والمنتخب الزامبي منشط نهائي عام 1974·
أما المجموعة الأولى فازت كل من ليبيا منظم البطولة، وغانا والكاميرون وتونس، ولعبت مباريات هذه المجموعة في العاصمة الليبية طرابلس بملعب 11 جوان، فيما لعبت مباريات المجموعة الثانية بمدينة بنغازي بملعب 28 مارس·
في اليوم الموالي من مباراة الافتتاح كان الموعد مع مبارتي الجولة الأولى من المجموعة الثانية، ففي الأولى التقى المنتخبان النيجيري حامل لقب الدورة الأخيرة مع المنتخب الإثيوبي، وكان الفوز حليف النسور الخضراء بنتيجة ثقيلة ثلاثة أهداف دون رد، وفي اللقاء الثاني الذي انتظره الجزائريون طويلا جمع بين المنتخب الجزائري والزامبي، انتهى لمصلحة الجزائر بهدف لصفر من توقيع مرزقان·
في اللقاء الثاني تمكن المنتخب الجزائري من هزم المنتخب النيجري بهدفين لواحد·
جاءت الجولة الأخيرة قوية ومثيرة، ففي اللقاء الأول الذي جمع بين المنتخبين الغاني والتونسي، فشل هذا الأخير من قلب موازين القوى لمصلحته بعد تلقيه لهزيمة صغيرة بهدف دون رد نتيجة أقصت منتخب تونس من المنافسة والتحق بالمنتخب الإثيوبي الذي كان أول من عرف مصيره المحتوم·
اللقاء الثاني الذي جمع المنتخبين الكاميروني والليبي، انتهى كما انطلق بدون أهداف، تعادل أهل منظم البطولة الى الدور الموالي·
في المجموعة الثانية، اتجهت الأنظار إلى لقاء نيجيريا وزامبيا، على اعتبار أن لقاء الجزائر وإثيوبيا كان شكليا، بعد تأهل الجزائر إلى الدور نصف النهائي وإقصاء إثيوبيا، الأمر الذي جعل اللقاء مملا إلى أبعد حد، انتهى بدون أهداف·
اللقاء الثاني، الذي جمع بين المنتخبين النيجيري والزامبي، كان مثيرا للغاية، انتهى بفوز زامبيا بنتيجة ساحقة 3 - 0، ويرافق هذا الأخير منتخبنا إلى الدور نصف النهائي بعد أن رفع رصيده إلى أربع نقاط مقابل نقطتين لنيجيريا ونقطة واحدة لإثيوبيا·
جمع الدور نصف النهائي بين ليبيا وزامبيا في اللقاء الأول والجزائر وغانا في اللقاء الثاني، ففي المباراة الأولى، تمكن المنتخب الليبي من انتزاع ورقة عبوره للمباراة النهائية، بفوزه بهدفين لواحد، فيما انتهت المواجهة الثانية بين الجزائر وغانا لمصلحة هذا الأخير بنتيجة 3 - 2، بعد الوقت الإضافي·
انتهت المباراة الترتيبية من أجل تحديد المركزين الثالث والرابع، بين الجزائر وزامبيا، لمصلحة الأخير بهدفين لصفر، فيما حسم المنتخب الغاني في اللقاء النهائي بضربات الجزاء، بعد انتهاء 120 دقيقة من اللعب بدون أهداف·
\
الدورة الرابعة: كوت ديفوار 1984
الكاميرون لأول مرة
بعد ليبيا أسند تنظيم الدورة الرابعة عشر إلى دولة كوت ديفوار في ربيع عام 1984 وهي الدورة التي شارك فيها منتخبنا الوطني للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في تاريخ الجزائر·
شارك في دورة كوت ديفوار كل من مصر والنيجير والكاميرون الطوغو ومالاوي، إضافة إلى الجزائر وكوت ديفوار منظم البطولة وغانا بطلة الدورة الأخيرة·
أعطي إشارة انطلاقة الدورة الرابعة عشر يوم 4 مارس بالعاصمة الإيفوارية ابيدجان، انتهى اللقاء الافتتاحي وكما منتظرا لمصلحة المنتخب الإيفواري على حساب الطوغولي بثلاثة أهداف كاملة·
في المجموعة الثانية، شهدت المباراة الأولى بين المنتخبين النيجيري والغاني لمصلحة الأول بنتيجة هدفين لواحد، فيما فاز المنتخب الجزائري على مالاوي بثلاثية كاملة·
جاءت مباريات الجولة الثانية لمصلحة منتخبات مصر ونيجيريا والجزائر، فيما تعقدت مأمورية المنتخب الإيفواري إثر خسارته أمام المنتخب المصري، أما المنتخب الكاميروني فقد أنعش كامل حظوظه في بلوغ المربع الذهبي·
ففي المجموعة الأولى تمكن في اللقاء الأول المنتخب الكاميروني من إلحاق شر هزيمة بالمنتخب الطوغولي بأربعة أهداف لواحد، وبهدفين لواحد فاز المنتخب المصري على المنتخب الإيفواري بهدفين لواحد·
في اليوم الموالي لعبت مبارتا المجموعة الثانية، ففي اللقاء، وعكس كل التوقعات تمكن منتخب مالاوي من فرض التعادل على المنتخب النيجيري بهدفين لمثلهما، فيما فاز المنتخب الجزائري على غانا بهدف دون رد·
أفرزت مباريات الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول عن إقصاء منظم البطولة المنتخب الإيفواري إثر خسارته أمام المنتخب الكاميروني، بنتيجة هدفين لصفر، في المجموعة الثانية، وكما كان منتظرا انتهت مباراة الجزائر مع نيجيريا بدون فائز·
في الرابع عشر مارس، كان الموعد مع مباريات الدور نصف النهائي، ففي اللقاء الأول الذي جمع المنتخبين المصري والنيجيري بملعب ابيدجان، اضطر المنتخبان اللجوء إلى ضربات الجزاء لتحديد هوية المنتخب وكان الكاميرون على حساب الجزائر·
جاءت المواجهة الترتيبية بين المنتخبين الجزائري والمصري لمصلحة (الخضر) 3 - 1·
اللقاء النهائي جمع الكاميرون ونيجيريا، وانتهى لمصلحة الأول ب 3 - 1·
الدورة الخامسة عشر : مصر 1986
ضربات الجزاء تُفرح مصر
على غرار الدورات الخمس الأخيرة، لم يطرأ أي تغيير على نظام البطولة، حيث شارك فيها ثماني منتخبات، كوت ديفوار والمغرب والسنغال والموزمبيق والجزائر إضافة إلى منتخبي مصر باعتباره منظم البطولة والكاميرون بطل الدورة الأخيرة·
في السابع من شهر مارس 1986 أعطى إشارة انطلاق الدورة بمواجهة المنتخبين المصري والسنغالي، وعكس كل التوقعات تمكن المنتخب السنغالي من الفوز بهدف لصفر، فيما انتهت المواجهة الثانية لمصلحة كوت ديفوار على الموزمبيق بنتيجة 3 - 0·
في اليوم الموالي التقى في اللقاء الأول منتخبنا الوطني ونظيره المغربي، انتهى اللقاء كما انطلق بدون فائز، فيما تمكن المنتخب الكاميروني في المواجهة الثانية من هزم المنتخب الزامبي بثلاثة أهداف لهدفين·
جاءت مباريات الجولة الثانية في كلا المجموعتين لمصلحة المنتخب السنغالي بحجزه ورقة العبور إلى الدور الثاني بسهولة، بهزمه للمنتخب الموزمبيقي بهدفين لصفر، اللقاء الثاني عن ذات المجموعة انتهى لمصلحة المنتخب المصري على حساب المنتخب الإيفواري بهدفين لصفر·
في اليوم الموالي لعبت مبارتا المجموعة الثانية، ففي الأولى تعادل منتخبنا الوطني مع نظيره الزامبي بدون أهداف، وفي الثانية تعادل المنتخبان المغربي والكاميروني بهدف لمثله،
استقرت مبارتا الجولة الثالثة والأخيرة عن المجموعة الأولى بتأهل المنتخبين الايفواري والمصري إلى المربع الذهبي، الأول حل ثانيا والثاني حل أولا، بعد فوز مصر على الموزمبيق بهدفين دون رد، فيما فاز المنتخب الإيفواري على السنغال بهدفين دون رد·
جاءت مبارتا الجولة الأخيرة من المجموعة الثالثة لمصلحة المنتخبين الكاميروني والمغربي على حساب المنتخبين الجزائري والزامبي 3 - 2 و 1 - 0 بتأهلهما إلى المربع الذهبي·
شهدت مباريات الدور النصف النهائي لقاءين في قمة الإثارة والتنافس، في اللقاء الأول تمكن المنتخب المصري من بلوغ المباراة النهائية على حساب المنتخب المغربي بهدف لصفر،
وبنفس النتيجة هدف لصفر انتهت مباراة كوت ديفوار والكاميرون·
في الخامس والعشرون من شهر مارس لعبت المباراة النهائية بين مصر والكاميرون، وقبل ذلك بيوم نشط المنتخبان المغربي والإيفواري اللقاء الترتيبي، وعاد الفوز لكوت ديفوار بنتيجة 3 - 2، لقاء مصر والكاميرون الذي لعب بملعب ناصر بالقاهرة أمام أكثر من 80 ألف متفرج، حسمه المصريون لمصلحتهم بضربات الجزاء·
الدورة السادسة عشر: المغرب 1988
الكاميرون للمرة الثانية والجزائر لأول مرة
حجزت ستة منتخبات ورقة العبور إلى البطولة السادسة عشر، من بينها منتخبنا الوطني والمنتخب المغربي منظم الدورة والمصري بطل الدورة الأخيرة، وكوت ديفوار ونيجيريا والزائير والكاميرون وكينيا·
في الثالث عشر من شهر مارس 1988 أعطي إشارة انطلاقة الدورة السادسة عشر بالمملكة المغربية، فأمام حوالي 60 ألف متفرج بملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء التقى في اللقاء الافتتاحي المنتخبان المغربي والزائيري، المنتخب المغربي اكتفى بالتعادل هدف لمثله، وبنفس النتيجة انتهت المباراة الثانية بين منتخبنا الوطني ونظيره الإيفواري·
في اليوم الموالي لعبت مبارتا المجموعة الثانية، بملعب العاصمة السياسية للمغرب الرباط، في اللقاء الأول الذي شد إليه أنظار الجميع، انتهى لمصلحة المنتخب الكاميروني على حساب المنتخب المصري بهدف دون رد وقعه اللاعب الكهل روجي ميلا، اللقاء الثاني عن ذات المجموعة شهد فوز المنتخب النيجيري على كينيا بثلاثة أهداف دون رد·
شهدت مباريات الجولة الثانية فوز المنتخب المغربي على نظيره الجزائري، بهدف لصفر وضع المنتخب الجزائر في موقع حرج·
وقبل مباراة الجزائر والمغرب، لعبت مباراة كوت ديفوار والزائيري وانتهت بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، وبهذا التعادل اقتسم المنتخبان المركز الثاني بنقطتين مقابل ثلاث نقاط للمغرب ونقطة واحدة·
في اليوم الموالي لعبت مباريات المجموعة الثانية، حيث تمكن في اللقاء الأول المنتخب المصري من العودة من بعيد بهزمه للمنتخب الكيني بثلاثة أهداف كاملة·
فوز أعاد للمنتخب المصري حظوظه في بلوغ المربع الذهبي، خاصة بعد انتهاء مباراة نيجيريا والكاميرون بالتعادل الإيجابي هدف لمثله، المنتخب النيجري كان السباق إلى التسجيل في الدقيقة الثانية بواسطة اكوارجي فيما عدّل للمنتخب الكاميروني الكهل روجي ميلا·
وعلى إثر هاتين النتيجتين، خرج المنتخب الكيني من البطولة، فيما حافظت منتخبات الكاميرون ونيجيريا ومصر بكامل حظوظها في بلوغ المربع الذهبي·
جاءت مباريات الجولة الثالثة والأخيرة لمصلحة كل من المغرب والجزائر والكاميرون ونيجيريا، لكن إذا كان المنتخب المغربي قد حقق مبتغاه على أرضية الميدان بتعادله أمام المنتخب الإيفواري بدون أهداف، فإن المنتخب الوطني كان محظوظا بلجوء الاتحاد الإفريقي بإجراء القرعة بينه وبين المنتخب الإيفواري فالفوز الذي حققه زملاء بلومي على المنتخب الزائيري بهدف لصفر من توقيع فرحاوي جعل المنتخبين معا يتساوى في كل شيء، لكن القرعة ابتسمت للجزائر وأعطت ظهرا لكوت ديفوار·
في المجموعة الثانية، جاءت كلا المباريات خالية من الأهداف، ففي الأولى تعادل المنتخب الكاميروني مع المنتخب الكيني وفي الثانية تعادل المنتخب النيجيري مع المنتخب المصري، تعادلٌ سمح للمنتخب النيجيري من تصدر ريادة المجموعة بفارق الأهداف عن المنتخب الكاميروني فيما أقصي المنتخبين المصري والكيني·
وإثر هاته النتيجتين، التقى المنتخب الجزائري مع المنتخب النيجيري فيما واجه المنتخب المغربي نظيره الكاميروني·
أسفرت مباريات الدور النصف النهائي بخروج كل من المنتخبين الجزائري والمغربي من التنافس على لقب البطولة، بعد أن أعطت ضربات الجزاء ظهرها للمنتخب الوطني أمام نيجيريا، بعد انتهاء الوقت القانوني والإضافي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله·
اللقاء الثاني جمع المنتخبين المغربي والكاميروني، وانتهى لمصلحة هذا الأخير بهدف دون رد وقعه اللاعب ماكاناكي قبل 12 دقيقة من صافرة النهائية، لتنتهي المباراة بفوز الأسود غير المروضة على أسود الأطلس·
قبل إقامة المباراة لعبت المباراة الترتيبية بين المنتخبين الجريحين، المغربي والجزائري، وانتهى لمصلحة الجزائر بضربات الجزاء، بعد انتهاء الوقت القانوني والإضافي بهدف لمثله·
اللقاء النهائي جمع المنتخبين النيجيري والكاميروني انتهى بفوز الأخير بهدف دون·