وسط تحذيرات من مخاطر الألعاب النارية هكذا تحيي أسر جزائرية ليلة المولد النبوي الشريف حركية واسعة عبر الأسواق والتهاب في الأسعار تطل علينا في كل سنة مناسبة عظيمة وهي مناسبة مولد خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم والتي تحييها كثير من الأسر الجزائرية وتطغى عليها مظاهر الفرحة والابتهاج ما تعكسه العادات الممارسة على غرار تحضير الأطباق التقليدية وإشعال الشموع والعنبر إلى جانب الأجواء الروحية عبر المساجد للتذكير بسيرة نبينا الكريم وخصاله وتربية النشء عليها فالمولد مناسبة عظيمة لا يجب تفويتها لما تحمله من أهداف وأبعاد سامية. نسيمة خباجة تحيي العائلات الجزائرية اليوم ليلة المولد النبوي الشريف كمناسبة تطغى عليها الكثير من العادات الحميدة الضاربة في الأعماق فالجزائر كبلد إسلامي لا يفوت إحياء مناسبة المولد النبوي الشريف التي ترافقها العديد من الفعاليات والندوات الدينية والمظاهر الإيمانية عبر مختلف ربوع الوطن والتي تستمر لأكثر من أسبوع بالنظر إلى أهمية المناسبة العظيمة. حركية عبر الأسواق شهدت الأسواق حركية واسعة تحضيرا للمولد النبوي الشريف من أجل اقتناء المستلزمات التي تحتاجها ربات البيوت وكان الغلاء سمة شائعة بعد انتهاز المناسبة لإلهاب الجيوب بحيث ارتفع سعر الدجاج إلى 580 دينار للكيلوغرام الواحد ووصل لدى بعض المحلات المختصة في بيع الدواجن إلى 600 دينار والكوسة المطلوبة جدا خلال المناسبات الدينية لتحضير الأطباق التقليدية ارتفع سعرها هي الأخرى وتراوح ما بين 250 و300 دينار للكيلوغرام ما جعل المواطنين في حيرة لاسيما مع اقتران مناسبة المولد النبوي مع الدخول المدرسي الذي استنزف نفقات كبيرة. بسوق بئر توتة بضواحي الجزائر العاصمة اقتربنا من بعض المواطنين الذين كانوا في خضم اقتناء بعض المستلزمات لإحياء المولد النبوي وكانت علامات التذمر والاستياء بادية على وجوههم بسبب الغلاء المسجل والذي عرفته العديد من السلع وصنع الدجاج والكوسة الحدث بارتفاع سعريهما غير المسبوق بسبب الطلب الكبير عليهما خلال المناسبات. تقول السيدة فاطمة في العقد السادس إنها تحضر لمناسبة المولد باقتناء المستلزمات الضرورية على غرار العسل والزبدة والدقيق لتحضير الطمينة إلى جانب الدجاج والكوسة لتحضير الطبق التقليدي. وعن الأسعار قالت إنها نار وجنونية بحيث استغل بعض التجار ان لم نقل اغلبهم المناسبة لإلهاب الجيوب فالدجاج وصل سعره إلى 600 دينار للكيلوغرام والكوسة إلى 300 دينار للكيلوغرام الواحد وهي أسعار مرتفعة جدا لا تتوافق والقدرة الشرائية للموطنين لاسيما من الطبقة المحدودة الدخل. فعلا الأسعار عشية المولد النبوي الشريف ارتفعت ارتفاعا صاروخيا في ظل السبات العميق للجان الرقابة وانخفاض الأسعار خلال المناسبات وفي سائر الأيام يبقى حلما للمواطنين. أطباق تقليدية وشموع ترافق مناسبة المولد النبوي الشريف مجموعة من العادات والطقوس التي تتمسك بها العائلات الجزائرية لإضفاء أجواء الفرحة والبهجة بحيث يتم تحضير الاطباق التقليدية في ليلة المولد على غرار الشخشوخة والرشتة والكسكسي والتريدة وغيرها كما تشترك جل الاسر في تحضير الطمينة كطبق حلو فرحا بمناسبة مولد النبي صلى الله عليه وسلم دون ان ننسى حضور الشموع والعنبر والجاوي خلال ليلة المولد بحيث تعبق البيوت بالروائح الزكية. تقول السيدة وردة إن مناسبة المولد النبوي الشريف هي مناسبة عظيمة لا تفوتها كبقية الأسر بحيث تحضر الطبق التقليدي الذي يعتلي عرش المائدة في ليلة المولد النبوي الشريف وقررت تحضير طبق الشخشوخة الذي يحبه زوجها وافراد عائلتها كما اقتنت الشموع والعنبر لإشعالهما خلال السهرة في أجواء ممتعة مع أبنائها ومن دون ان تنسى الطمينة وهي الحاضرة الأولى أيضا بحيث تقترن بالمولود الجديد في مجتمعنا ولا تفوت تحضيرها احتفالا بمولد رسولنا الكريم. المفرقعات.. عادة سلبية على الرغم من المظاهر الإيجابية التي تقترن بالمولد النبوي الشريف في مجتمعنا إلا أننا لا ننفي بروز بعض المظاهر السلبية والتي لا تمت الصلة للمولد وهي استعمال الألعاب النارية والعبث بأخطر الأنواع مما يؤدي إلى حوادث مأساوية تصيب الأطفال وحتى الكبار الذين ليسوا في منأى من تلك المخاطر وهو الوجه السلبي الذي ألحقه البعض بالمناسبة العظيمة بحيث انطلقت الكثير من الحملات التحسيسية والتوعوية للتحذير من مخاطر الألعاب النارية والتي نظمتها مصالح الحماية المدنية ووزارة الصحة قصد حماية المواطنين وممتلكاتهم ومنع الاستخدام العشوائي للألعاب النارية وحتى الشموع كمصدر خطر في حال سقوطها والتهابها مما يجبر على استعمال دعائم لتثبيتها. بهذا الصدد حذرت وزارة الصحة من مخاطر استعمال المفرقعات والألعاب النارية بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف وما قد ينجر عنها من حوادث تهدد سلامة المواطنين. وأوضحت في بيان لها أن المواد النارية كالمفرقعات والألعاب النارية قد تتسبب في حوادث خطيرة تهدد سلامة المواطنين من بينها الحرائق الصخب الناجم عن انفجار المفرقعات والقذائف وآثاره السلبية على راحة الأفراد خاصة المسنين المرضى والنساء الحوامل والأطفال كما قد يؤدي صوت الانفجارات إلى إتلاف السمع ويتسبب في الإزعاج والقلق. ومن بين الأخطار الأخرى للألعاب النارية أشارت الوزارة إلى إصابة الأشخاص الذين يتعاملون مباشرة مع هذه المواد (إصابات ذاتية) بأضرار وقد تلحق بالآخرين كما أن انفجار المفرقعات في اليد قد يؤدي إلى فقدان الأصابع وفي حالة إصابة العين قد يؤدي إلى العمى وفي ذات السياق شددت على أن الألعاب النارية قد تتسبب أيضا في حروق شديدة الخطورة غالبا ما تصيب الأصابع والذراعين والأعين والوجه ما قد يجعل العودة إلى الحياة الطبيعية أمرا مستحيلا. وبالنسبة لإصابات العين بسبب المفرقعات فقد حذرت الوزارة بأنها تؤدي إلى رضوض بصرية مع إصابات خطيرة مما يؤدي إلى تعقيدات وعواقب وخيمة لافتة إلى أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر عرضة لهذه الحوادث. حملات تحسيسية كما نظمت المديرية العامة للحماية المدنية عشية المولد النبوي حملات توعوية تحسيسية حول مختلف الأخطار الناجمة عن استعمال المواد النارية والمفرقعات وكذا الشموع من أجل الاحتفال بالمولد النبوي الشريف دون حوادث وكان التركيز على الفئة الأكثر عرضة وهي الأطفال مع توجيه غالبية النشاطات التحسيسية لفائدة المتمدرسين والطلبة عبر المساجد بإلقاء دروس قبل صلاة الجمعة وفي المدارس وفي الساحات العمومية وأماكن بيع هذه المواد الخطيرة وتم خلال الحملة التوعوية اسهام وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى جانب التنسيق مع المؤسسات العمومية للتذكير بالمسؤولية الملقاة على عاتق الأولياء في حماية أبنائهم والوصول إلى الهدف المنشود مولد نبوي دون حوادث . وأوضحت في بيان لها انه ككل سنة مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وإذ هي فرصة من أجل الاقتداء به وذكر سيرته الحميدة تسجل مصالح الحماية المدنية عدة حوادث مأساوية خاصة لدى الأطفال وحرائق تعرض حياة الناس وممتلكاتهم للخطر إلى جانب حالات الهلع عند الأشخاص المسنين والمرضى والنساء الحوامل. كما أوصت مصالح الحماية المدنية بالالتزام بالتدابير الوقائية وتوعية الأبناء من خطورة هذه المواد الممنوعة (الانفجار في اليد والحروق على مستوى العين وفقدان حاسة السمع) إضافة إلى إصابات خطيرة تؤدي غالبا إلى بتر أصابع اليد والأطراف زيادة على احتراق الملابس وحرائق على مستوى الغرف وخارج البيت. كما شددت الحماية المدنية على تجنب رمي المواد النارية على الأشخاص والسيارات أو بالقرب من المستشفيات والمراكز الصحية ومواقف السيارات ومحطات البنزين وبخصوص استعمال الشموع دعت إلى وضعها على دعائم ثابتة غير قابلة للالتهاب واستعمالها من طرف أشخاص بالغين وعدم تركها مشتعلة من دون مراقبة. ومن بين التعليمات المقدمة عدم ترك الشموع وعلب الكبريت في متناول الأطفال وتنبيههم بأنّ هذه الشموع ليست لعبة أو أشياء تستهلك ودعت المديرية العامة في ختام بيانها إلى الاتصال بالحماية المدنية على رقم النجدة 14 أو الرقم الأخضر 1021 مع تحديد طبيعة الخطر والعنوان وذلك في حالة حدوث أي طارئ.