أكلت يوم أكل الثور الأبيض تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب.. الشيخ أبو إسماعيل خليفة روى ابن الأثير- رحمه الله- في كتابه الكامل: أن التتري كان يدخل القرية بمفرده وبها الجمع الكثير من الناس فيبدأ بقتلهم واحداً تلو الآخر ولا يتجاسر أحد من المسلمين أن يرفع يده نحو الفارس بهجوم أو دفاع! . وروى أيضاً أن رجلاً من المسلمين قال له: كنت أنا ومعي سبعة عشر رجلاً في طريق فجاءنا فارس واحد من التتر وأمرنا أن يقيّد بعضنا بعضاً فشرع أصحابي يفعلون ما أمرهم فقلت لهم: هذا واحد فلم لا نقتله ونهرب؟! فقالوا: نخاف فقلت لهم: هذا يريد قتلكم الساعة فنحن نقتله فلعل الله يخلصنا فوالله ما جسر أحد أن يفعل ذلك فأخذت سكيناً وقتلته وهربنا فنجونا . وروى عشرات القصص التي تكشف مدى الانبطاح والمهانة والخوف التي عاشه المسلمون بعد تخليهم عن الحق المشروع في الدفاع عن العرض والأرض وقبل ذلك عقيدتهم وشرفهم. والعِبَر في هذه الحكايات مُمتدة تعكس واقعا سياسيا وإنسانيا نشهده اليوم فقد سقطت القدس يوم سقطت الأندلس وسقطت بغداد يوم سقطت القدس وسقطت صنعاء يوم سقطت بغداد.. وها هو الكيان الصهيونى لم يفوت الفرصة بحرب شاملة دمرت غزة لتصل العمليات العسكرية إلى لبنان فى سيناريو معد مسبقا.. وانهار لبنان بكل ما يعنيه الانهيار فأصبح لا يهش ولا ينش. واليوم جاء الدور على سوريا وقصف في مقر قيادة أركانه في محاولة سيطرته على المناطق المتاخمة له وبمحاولاته تقسيم سوريا وإضعافها عبر استخدام الورقة الطائفية التي فشل فيها في السابق. ولن يكون أحد بعيدا عن أيدي منفذي المخطط اللعين.. وساعتها سيتذكر الجميع عبارة أكلت يوم أكل الثور الأبيض .. الحكاية التي تعرفونها جميعا ولكن عن مغزاها غافلون.. قال إبراهيم اليازجي رحمه الله: تَنَبَهوا وَاستَفيقوا أَيُّها العَرَب * فَقَد طَمى الخَطبُ حَتّى غاصَتِ الرُّكَبُ فيمَ التَعلُّلُ بالآمالِ تَخدَعَكُم * وَأَنتُم بَينَ راحاتِ الفَنا سلُبُ اللَّهُ أَكبرُ ما هَذا المَنام فَقَد * شَكاكُمُ المَهد وَاِشتاقَكُمُ الترَّبُّ كَم تُظلمون وَلَستُم تَشتَكون وَكَم * تُستَغضَبونَ فَلا يَبدو لَكُم غَضَبُ ألا إن الفرقة والتخاذل يضعف الأفراد ويكسِرهم ويمكّن الأعداء ويحقِّق لهم مآربهم. فمتى نفهم أننا حين ندافع عن الآخرين فنحن في الحقيقة ندافع عن أنفسنا؟. أما آن للأمة أفراداً وشعوباً وقادةً أن يعيدوا صياغة علاقاتهم فيما بينهم بمنظور إسلامي وأن يضعوا نصب أعينهم مقولة الخليفة الحازم نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله .. فاللهم أبرم لهذه الأمة أمراً رشداً يُعز فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل معصيتك.. ولا حول ولا قوة إلا بك.. وصلى الله على سيدنا محمد وسلم..