أشلاء الشهداء تطايرت في ليلة كارثية غزّة.. ساعات إضافية من الموت! شهد قطاع غزّة خلال 12 ساعة موجة غارات مكثفة استهدفت مناطق مختلفة في شماله ووسطه وجنوبه مما أسفر عن سقوط أكثر من 100 شهيد بينهم نحو 46 طفلا وإصابة أكثر من 250 آخرين حسب وزارة الصحة وفي الجنوب شملت الغارات المكثفة مناطق المواصي في خان يونس ورفح بالإضافة إلى قصف متواصل بالزوارق الحربية حيث سقط عشرات الشهداء والمصابين بينهم نحو 20 شهيدا في خان يونس وحدها وقد قصفت مقاتلات حربية مخيم الشاطئ غربي مدينة غزّة ومربعات سكنية كاملة في مناطق اليرموك والصبرة والزيتون في المدينة ذاتها مما أوقع شهداء ومصابين ولا تزال طواقم الدفاع المدني تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض وجاء هذا التصعيد بعد إعلان جيش الاحتلال مقتل جندي من الاحتياط في منطقة قريبة من رفح واعتبر موجة القصف ردا على ما وصفه ب انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل أن يُعلن لاحقا التزامه بالاتفاق. ق.د/وكالات قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزّة الرائد محمود بصل إن قطاع غزّة شهد موجة قصف عنيفة خلال أقل من 12 ساعة استهدفت مراكز إيواء وخياما ومدارس ومنازل سكنية مؤكدا وجود مفقودين تعجز الطواقم عن انتشال جثامينهم لقلة الإمكانات. واستشهد أكثر من 100 فلسطيني -بينهم 46 طفلا- خلال غارات جوية قال جيش الاحتلال إنها رد على ما وصفه خرق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل أن يعلن لاحقا التزامه بالاتفاق. وأوضح الرائد بصل أن الأطفال والنساء يشكلون أكثر من 70 من إجمالي الشهداء نتيجة الغارات الأخيرة مؤكدا أن طواقم الدفاع المدني تواصل عملها الإنساني منذ اللحظة الأولى. ووفق المتحدث تتحرك هذه الطواقم لانتشال الشهداء من تحت الركام والأنقاض رغم الظروف الصعبة وانهيار المنظومة ونقص الإمكانات والمقدرات اللازمة واصفا ما حدث بأنه كارثي . وكشف عن استمرار عمليات البحث والانتشال في عدة مناطق بينها أحياء الصبرة والشيخ رضوان وتل الهوا وأيضا في شمال قطاع غزّة في ظل معلومات عن وجود مفقودين قد تكون أجسادهم تبخرت أو تطايرت لمسافات بعيدة نتيجة قوة الغارات. وأكد أن ما يجري انتهاك واضح وصارخ لكل المبادئ الإنسانية وأيضا لاتفاق وقف إطلاق النار متسائلا في الوقت ذاته عن موقف الوسطاء والضامنين للاتفاق بعد استشهاد 100 فلسطيني خلال ساعات . واعتبر الرائد بصل عودة الغارات بعد توقفها على قطاع غزّة بمثابة صدمة بعد لحظة كان ينتظر فيها السكان والطواقم المعنية توقف الحرب لأخذ نفس على حد تعبيره. وواصل الاحتلال غاراتها على قطاع غزّة رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال في العاشر من أكتوبر الجاري وفق خطة للرئيس الأمربكي دونالد ترامب وبوساطة من قطر ومصر وتركيا. وأدت الغارات إلى استشهاد 211 فلسطينيا و597 مصابا منذ إعلان الاتفاق حسب وزارة الصحة في قطاع غزّة. أما بشأن المساعدات فقد قال المتحدث باسم الدفاع المدني إن طواقمه لم تتلقَ أي معدات أو دعم رغم دخول بعض الشاحنات لغزّة عبر تنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتعامل مع جثث الأسرى مؤكدا أن الدفاع المدني لم يصله شيء للتعامل مع نحو 10 آلاف شهيد ما زالوا تحت الأنقاض. وشدد على ضرورة فتح ممرات إنسانية آمنة تسمح بدخول المعدات والوقود وحماية المدنيين وطواقم الإنقاذ وفق القانون الدولي الإنساني. واعتبر الرائد بصل أن عدم توفير الدعم اللازم سيقود إلى انتكاسة كبيرة بعد عامين من ظروف وصفها بأنها كارثية عاشها سكان القطاع الفلسطيني المحاصر. وخلّفت حرب الإبادة -منذ السابع من أكتوبر 2023- 68 ألفا و531 شهيدا فلسطينيا و170 ألفا و402 جريح معظمهم أطفال ونساء حسب أحدث إحصاءات وزارة الصحة بالقطاع. كما قتل الاحتلال أكثر من 9 آلاف و500 فلسطيني لا تزال جثثهم تحت الأنقاض وتسببت في دمار طال 90 من البنى التحتية المدنية مع تكلفة إعادة إعمار قدرتها الأممالمتحدة بنحو 70 مليار دولار.