عادة ما تصدر من بعض المسافرين مواقف مدهشة ومثيرة للضحك في بعض الأحيان خاصة وأن سيناريوهات عديدة باتت تطبع وسائل نقلنا بما فيها العامة والخاصة، وتصدر تلك التصرفات أحيانا من طرف أصحاب الحافلة وأخرى من طرف المسافرين أنفسهم كل ذلك ناجم عن الاكتظاظ الذي عادة ما تسجله حافلات النقل الخاص التي تتميز في معظمهم بحجمها الصغير على خلاف الحافلات الكبيرة التي لا تنجم عنها مشاكل أو تكون أقل حدة من سابقتها· وعادة ما تلفق التهمة لسائق الحافلة الذي يذهب إلى ملئها عن آخرها بالركاب دون مراعاة الإفرازات السلبية المنجرة عن ذلك على غرار فقدان التوازن عند الوقوف والتمايل يمينا وشمالا إلى حد السقوط في بعض المرات· وبالنظر إلى تلك السيناريوهات المتعددة التي باتت تطبع وسائل نقلنا ولّدت لدى البعض عادات لاسيما وأن الاكتظاظ والتدافع صار مشكلا متكررا أرقهم كثيرا وعكر مزاج المسافرين ودفع بالبعض إلى استعمال سيارات الأجرة لاسيما من يسعون إلى المحافظة على هندامهم وهيأتهم الخارجية والحالة التي هي عليها الحافلات لا تضمن ذلك ولا تتوافق أصلا مع تلك الشروط التي يشترطها البعض المكرهين في نفس الوقت على استعمال تلك الوسائل بكل ما يطبعها من فوضى، وكذا اجتماع مختلف الأصناف على مستواها واتصاف البعض منهم بطباع شريرة للغاية على رأسها التحرش بالنسوة وهو المشكل الذي أضحى شائعا وللأسف بوسائل نقلنا العمومية والخاصة· في هذا الإطار اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى محطة بن عكنون للاستفسار عن بعض الأمور الحاصلة بوسائل النقل فاغتاظ الكل لما هو جار بها على غرار الاكتظاظ والتدافع وانتهاز الفرص من بعض منعدمي الضمير، عن هذا قالت إحدى السيدات إن وظيفتها تفرض عليها استعمال وسائل النقل بصفة يومية وهي ترى الكثير على مستواها فمن التحرشات إلى البهدلة والتدافع، أما عن الهيأة فحدث ولا حرج، وأضافت أن لا شعرها ولا ملابسها ولا ماكياجها يبقون على حالهم بفعل التدافع الحاصل والدهس المستمر بالأرجل من طرف المسافرين حتى يتحول حذاؤك إلى شبه حجر متنقل بفعل التراب الذي يملأ سطح الحذاء كله على حد قولها، وأضافت أن النقطة التي تثير إزعاجها دوما هي لحظة الصعود الذي يهب فيها رجال بكامل خشونتهم وقواهم الجسدية على التدافع، وفي تلك اللحظة تقاذف الفتيات والنسوة هنا وهناك إلى حد السقوط في مرات عدة فكيف يتقبل صدور تلك الأفعال من طرفهم، وأي هيأة سليمة تبقى للمرء في ظل كل ذلك· الموقف الذي أثار دهشتنا واستغرابنا صادفناه من خلال القصة التي سردها أحد القباض والذي قال عن أحد المسافرين إنه طلب منه وترجاه أن لا يستقبل أعداد المسافرين محافظة على شعوره خاصة وأنه كان يلبس حذاء رياضيا ناصع البياض، وقال إنه بالفعل أخذ بخاطره هو والسائق وألغيا بعض المحطات مرضاة له كما أضاف أنهم في بعض الأحيان يكونوا مضطرين إلى حمل المسافرين خاصة وأن تركهم سيعرضهم إلى لومهم المستمر مما جعلهم بين نارين كلتاهما أشد من الأخرى·