كشفت جلسة أحد المتّهمين بالانخراط إلى جماعة إرهابية تنشط داخل الوطن أن مجموعة من الإرهابيين التائبين كانوا يترصّدون تحرّكات الجماعات الإرهابية المسلّحة بغرض نقل أخبارهم إلى مصالح الأمن وتمكينها من إحباط جميع مخططاتهم، حيث اتّصل عدد من الإرهابيين التائبين بالمتّهم وهو تاجر جملة بالسمّار بمجرّد خروجه من السجن بعدما استفاد من خفض عقوبته عن تهمة الانتماء من 15 سنة إلى 05 سنوات حبسا نافذا لمساعدتهم في مراقبة الإرهابيين الذي كان على اتّصال بهم، قبل أن يقرّر العودة إلى الجبل بعد المضايقات التي شهدها من عناصر الأمن· تفاصيل القضية تعود إلى شهر ماي 2008 عندما تمكّن المتّهم (ز· مسعود) من ربط الاتّصال مع الإرهابي المسمّى (ي· ياسين) المكنّى (مروان) الذي ينشط في كتيبة أبي بكر الصديق بتيزي وزو، غير أن مصالح الأمن تمكّنت من الإيقاع به لتطلق سراحه بعد التحرّيات شرط أن يتعاون معهم. غير أن المتّهم كام متحمّسا للعودة إلى صفوف الجماعات الإرهابية المسلّحة، حيث اتّفق مع الإرهابي (ب· عبد الرحمن) المكنّى (عبد الغفّار) والإرهابي (ياسين) على الالتحاق بمعاقل الجماعات الإرهابية أين تنقّل بواسطتهم إلى مقرّ سرية بوغني، وهناك التقى بثلاثة إرهاببيين يلقّبون ب (يوية) و(أويس) و(طلحة) أطلعهم على رغبته في الانضمام إليهم، وبعد ثلاثة أيّام اتّصل بابن عمّه مخبرا إيّاه بأنه التحق بالجماعات الإرهابية وطلب منه ملاقاته لتسليمه رخصة سياقة وملابسه أين مكث هناك 15 يوما· وأكّد المتّهم خلال اعترافه أنه أثناء تواجده في الجبل أطلعه الإرهابي (عبد الغفّار) على أن سرية بوغني تستعدّ لتنفيذ عملية إرهابية ورافقه إلى غاية مخبأ الأسلحة، حيث شاهد أربعة براميل سيعة كلّ منها 25 كيلوغراما من مادة (الآمونياك) بسعة إجمالية 100 كليوغرام، إضافة إلى قارورات (بوتان) معبّأة بالصواعق المتفجّرة وثلاثة لفائف أسلاك شائكة، كما صرّح بأن (عبد الغّار) لم يطلعه على مكان وتوقيت العملية، ليقرّر بعدها الهروب حيث اتّصل بعدد من أفراد عائلته الذين قاموا بتسليمه لمصالح أمن برج منايل التي سلّمته للمخابرات ببومرداس· كما أظهرت التحقيقات الأوّلية أن المتّهم كان بين سنتين 97 و96 منخرطا ضمن الجماعات الإرهابية التي كانت تتمركز عبر محور (شراربة مفتاح وتابلاط)، وهو ملف الذي أدين بسببه ب 15 سنة سجنا· وهي التصريحات التي تراجع عنها المتّهم مؤكّدا أنه مع بداية 2008 اتّصلت به مجموعة من الإرهابيين التائبين الذين طالبوه بتزويدهم بجميع تحرّكات الإرهابيين لإبلاغها لمصالح الأمن، لكنه في رمضان 2008 وصلته رسالة من الإرهابي (ياسين) المكنّى (مروان) أطلعه فيها على أنه بحاجة ماسّة إلى مساعدته، حيث سلّم الرسالة لرجال الأمن العسكري الذين طلبوا منه الاتّصال به عدّة مرّات، كما طلبوا منه الالتحاق بالجماعة الإرهابية لكنه رفض ذلك وخوفا من مصالح الأمن اختبأ في منطقة برج منايل في منزل صهره لمدّة 15 يوما، وهناك اتّصل به شقيقه مخبرا إيّاه بأن مصالح الأمن تبحث عنه للاشتباه في تورّطه مع الجماعات الإرهابية وطلب منه تسليم نفسه، حيث حدّدت عائلته موعدا له وتمّ تسليمه لمصالح الأمن· وهي التصريحات التي لم تقنع ممثّلة النيابة العامّة التي طالبت بتسليط عقوبة 10 سنوات سجنا نافذا، قبل أن تقرّ هيئة المحكمة ببراءة المتّهم من التّهم المنسوبة إليه·