أعربت أجهزة الأمن والاستخبارات الصهيونية عن ندمها لإبعاد معتقلين فلسطينيين ضمن صفقة شاليط إلى قطاع غزّة، حيث منحهم ذلك حرّية الحركة في التخطيط لعمليات المقاومة عن بُعد. وقال مسؤول عسكري صهيوني: (تبيّن أن جزءًا من المعتقلين المبعدين إلى قطاع غزّة يصدِّرون الإرهاب إلى الضفّة الغربية، لو كانوا في الضفّة لكان من الممكن اعتقالُهم أمّا في غزّة فهم يعملون دون إزعاج لأنهم على خبرة ومعرفة بالأماكن والأشخاص ويقومون بتوجيه الخلايا العسكرية في الضفة الغربية). وأوضح المصدر لموقع (والاه) الإخباري الصهيوني أن تحليل المعطيات ومحاولات العمليات الأخرى أكّد أن المحرَّرين المبعَدين إلى غزّة يقومون بتوجيه وتمويل ما وصفه ب (الإرهاب) في الضفة الغربية، وأضاف: (النواة الأصعب والمؤثّرة في الضفّة الغربية هم من أبعدناهم إلى قطاع غزة، فقد تحوَّلوا إلى مصدر مطاع ومسموع للتجهيز للإرهاب)، وأشار إلى اعتقال ثمانية فلسطينيين من الضفّة الغربية ممّن أُطلق سراحُهم ضمن صفقة شاليط بعد عودتهم للمقاومة. وقال مصدرٌ بجهاز أمني صهيوني: (المعتقلون المفرج عنهم إلى الضفّة الغربية يخضعون لرقابة مشدّدة من الجيش، والمخابرات تداهمهم في بيوتهم، وحركتهم مقيّدة في شوارع الضفّة الغربية، وقد تبيّن خطأ إبعاد كبار المعتقلين إلى غزّة بضغط من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، ولو كانوا في الضفّة الغربية لكان من الممكن اعتقالهم)، وأضاف: (توجد مساعٍ لضخّ الأموال للضفّة الغربية، خصوصًا من غزّة، في كلّ مكان نعلم فيه عن وجود أموال ونرى الفرصة مواتية نتوجه للعملية بسرعة، كلّ أجهزة الاستخبارات تتعقّب هذا الأمر، هذا المال هو أكسجين الإرهاب وإذا أوقفناه سيؤثر جدًّا على المنطقة)، وفقًا لوكالة الأناضول للأنباء. جدير بالذّكر أن قادة حركة (حماس) وكتائب القسّام توعّدوا الكيان الصهيوني بأنهم سيجعلونه يندم على إبعاد الأسرى المحرّرين إلى قطع غزّة، وأكّدوا أنه سيأتي اليوم الذي يتمنّى فيه لو لم يبعدهم. ومن جهة أخرى، أمهلت السلطات الإسرائيلية أمس الثلاثاء، أربع عائلات فلسطينية 24 ساعة لإخلاء منازلها في منطقة الأغوار الشمالية والرّحيل عنها. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)عن رئيس مجلس محلّي وادي المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة قوله، أن العائلات الأربع تسكن في منطقة خربة الميتة في وادي المالح. وأوضح دراغمة أنه بموجب الإخطار الإسرائيلي يتعيّن على العائلات الرّحيل عن المنطقة خلال 24 ساعة، مشيرا إلى أن هذه الإخطارات تضاف إلى قائمة كبيرة من إنذارات الترحيل والتهجير من المنطقة. وسبق وأن هدّمت القوّات الإسرائيلية في منطقة الغور عددا كبيرا من المنازل ومنعت السكان من دخول أراضيهم والعمل فيها.