طالب الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، مواطني بلده بالاجتهاد في اختيار الرئيس القادم، ثم (الرضا بقضاء الله)، بعد النتيجة. وقال المفتي، في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد فاضل بالسادس من أكتوبر، إن القضاة المسلمين عبر التاريخ (كانوا يحكمون بما يرضي الله، فتأسست دولة الإسلام منذ نشأت على العدل وكان شعارُها العدل أساس الأمة). وأضاف المفتي، أن المسلمين (وضعوا القضاء متدرجا، فإذا أخطأ القاضي الأول ذهب الحكم إلى الذي يليه فيقره أو يغيره، وكان الشيخ محمد عبده يدرس في الرباط العباسي سورة يوسف، ويستخرج منها أسس العدل حتى يصلح من شأن المجتمع، ونحن نستقبل مستقبلاً نتمنسى أن يسود فيه العدل، فلا يكون المجتمع متينا إلا إذا قام على قضاء محترم يحترمه الجميع، ومن فضل الله علينا أن رزقنا بقضاء يعتبر نبراساً للمنطقة كلها). وأوضح المفتي (لا نريد أن نشيع ثقافة الفوضى والهدم، بل نريد إشاعة ثقافة البناء والتفكر والتدبر والاهتداء بالرسول)، وأضاف: (إنني من فوق هذا المنبر أحيي قضاء مصر، وأشد على أيديهم، وأدعوهم إلى أن يثبتوا على الحق كما ثبتوا دوما وألا يختل ميزان العدل في يد أحدهم). وهو تأييد ضمني لقرار حل البرلمان ومساندة للقضاء إزاء ردود الأفعال العاصفة ضد قراره. وفي رسالة وجهها للشعب المصري، قال المفتي (هيا بنا نجتهد جميعاً في الاختيار أمام الصندوق، ونسأل الله أن يولي الأصلح، ومن يخطو بهذه البلاد إلى الأمام، وعلينا أن نبحث ونجتهد ولنا أجران إن أصبنا ولنا أجر أيضا إن أخطأنا، ثم لا نعترض بعد ذلك بل نقبل ما قدره الله وولاه علينا). وفي ختام خطبته، قال المفتي بخصوص قرار القضاء بحل البرلمان (أدعو هنا إلى احترام القضاء وإلى المشاركة الفعالة وإلى التعاون على البر والتقوى وإلى التجمع على قلب رجل واحد، لله ولمصلحة البلاد والعباد).