إن من أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرّب بها العبد المسلم إلى ربه جلّ وعلا ذكر الله -سبحانه- وتعالى، إذ إن الذكر من أنواع العبادات التي جاء الدين الإسلامي بالحثّ عليه والإكثار منه، حيث نبّه على أهميته وأعطاه المنزلة الرفيعة العالية، فذِكر الله نعمة وفضل منه -سبحانه- للعبد؛ إذ إنه عبادة يسيرة يترتب عليها عظيم الأجر وجزيل الثواب، تؤدى في أي وقت وأي مكان، فحريّ بالعبد المسلم أن يُشغل وقته بذكر الله، فقال الله في كتابه: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).[1] فضائل قول سبحان الله والحمد لله إن من ذكر الله -سبحانه وتعالى- قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، وقد رتّب الشارع العديد من الفضائل المترتبة على قولهنّ والمحافظة عليهنّ، فيما يلي بيان أهم هذه الفضائل: أنهنّ أحب الكلام إلى الله تعالى ورد في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه المروي عن الصحابي الجليل سمرة بن جندب -رضي الله عنه- أن أحبّ الكلام إلى الله تعالى قول: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"، حيث قال عليه الصلاة والسلام: (أَحَبُّ الكَلامِ إلى اللهِ أرْبَعٌ: سُبْحانَ اللهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ، ولا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، واللَّهُ أكْبَرُ. لا يَضُرُّكَ بأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ)؛ حيث إن هؤلاء الكلمات الأربع تتضمن تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وكماله سبحانه، والثناء عليه، وإظهار شكره ومدحه، وإفراده بالوحدانية والألوهية، واستحقاقه بالعبادة، وإثبات عظمته وكبريائه.