نجح المنتخبان الألماني والبرتغالي في بلوغ الدور ربع النّهائي، فيما ودّعته الدانمارك وهولندا من الباب الصغير بعد إسدال الستار أوّل أمس الأحد على منافسات المجموعة الثانية في النّسخة الرّابعة عشر لكأس الأمم الأوربية لكرة القدم. وبذلك سيواجه المنتخب التشيكي أوّل المجموعة الأولى المنتخب البرتغالي ثاني المجموعة الثانية، فيما سيلتقي المنتخب الألماني أوّل المجموعة الثانية مع المنتخب اليوناني ثاني المجموعة الثانية، والفائزان من المباراتين سيبلغان المربّع الذهبي، ممّا يضعهما على بعد خطوة واحدة من المحطّة النّهائية. بن عبد القادر البرتغال 2 - هولندا 1 رونالدو يقضي على أحلام الهولنديين على ملعب (متاليست) بمدينة خاركيف الأوكرانية حوّل منتخب البرتغال تأخّره أمام نظيره الهولندي بهدف متوسّط ميدان توتنهام هوتسبير الإنجليزي رفائيل فان دير فارت في الدقيقة ال 11 إلى فوز ثمين بهدفين أمضاهما نجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو في الدقيقتين ال 28 وال 74 من عمر اللّقاء الذي أداره الدولي الإيطالي نيكولا ريزولي. مباراة الفرصة الأخيرة كانت واعدة مباراة الفرصة الأخيرة أمام البرتغال كانت واعدة في بدايتها بعد أن افتتح رافاييل فان دير فارت التسجيل بتسديدة جميلة جدّا، وبدا أن الأمور تسير على ما يرام وأن المنتخب البرتقالي الفائز بلقب المسابقة عام 1988 سيتمكّن من إنهاء المباراة في مصلحته أمام منافس برتغالي أضعف منه على الورق، لكن في يوم الامتحان لم يكرم المدرّب بيرت فان مارفيك وعجز عن تطبيق خطّة دفاعية توقف قائد البرتغال كريستيانو رونالدو الذي سجّل مرّتين، فيما لم يوفّق أيضا في نهجه الهجومي لتخرج بلاده من الدور الأوّل للبطولة للمرّة الأولى منذ العام 1980 وتفشل حتى في الثأر من البرتغال التي أخرجتها من نصف نهائي بطولة 2004 والدور الثاني في مونديال 2006. الانهيار المفاجئ لوصيف بطل العالم لم يكن أشدّ المتشائمين في عالم الساحرة المستديرة يتوقّع انهيار وصيف بطل العالم المنتخب الهولندي بهذا السيناريو الدراماتيكي خلال عشرة أيّام أمضاها في مدينة خاركيف الأوكرانية، حيث تعطّلت الطواحين في أولى أيّام الحصاد وعاد الفريق البرتقالي من حيث أتى يجرّ ذيول الخيبة وراءه. هولندا المرشحّة السابقة، والتي كانت حجزت تذكرتها إلى نهائيات كأس أوروبا 2012 بتحقيقها تسعة انتصارات في عشر مباريات، أخفقت في أوّل المشوار أمام الدانمارك وحاولت تدارك الموقف أمام ألمانيا في الجولة الثانية، لكنها تعثّرت مجدّدا وسقطت وتشبّثت بالأمل الأخير المتمثّل في الفوز على البرتغال في الجولة الأخيرة وانتظار نتيجة إيجابية بين ألمانيا والدانمارك. دهشة واستغراب ما يثير الدهشة ويدعو إلى الاستغراب هو أن منتخبا كالمنتخب الهولندي يضمّ في صفوفه كوكبة من النّجوم مثل ويسلي سنايدر واريين روبن ورافاييل فان دير فارت ويان كلاس هنتلار وروبن فان بيرسي ومارك فان بوميل الذين أسدلوا الستار على التصفيات كأقوى هجوم في أوروبا بتسجيلهم 37 هدفا، عجزوا عن تسجيل أكثر من هدفين في ثلاث مباريات خاضوها في البطولة الحالية. هولندا التي أنجبت في الماضي يوهان كرويف ويوهان نيسكنز ورود غوليت وماركو فان باستن تتحسّر اليوم على جيل ذهبي لامس لقب كأس العالم من سنتين من دون معانقته، ودخل إلى هذه البطولة بطموحات كبيرة حدودها اللّقب، لكنه نسي أن عالم الساحرة المستديرة لا يعترف بالأسماء اللاّمعة ولا بالسمعة العطرة وإنما بالأهداف والنقاط والنتائج لأن الطريق إلى المجد يمرّ عبرها فقط. روبن يلمّح إلى مشاكل داخلية في صفوف هولندا لمّح جناح منتخب هولندا أريين روبن إلى وجود مشاكل داخل صفوف المنتخب الهولندي الذي ودّع كأس أوروبا 2012 في الدور الأوّل بعد تعرّضه لثلاث هزائم متتالية أمام الدانمارك (صفر-1)، وأمام ألمانيا (1-2) وأمام البرتغال بالنتيجة ذاتها. ولدى سؤال روبن عن أسباب ظهور فريقه بشكل سيّئ في النّهائيات القارّية قال روبن: (لقد خسرنا ثلاث مرّات، وهو أمر من الصعب تقبّله. نكاد لا نجرؤ على النّظر إلى أنفسنا في المرآة، لقد فشلنا جميعا ومن الصعب إيجاد تفسيرات لما حصل)، وتابع: (في المباراة ضد البرتغال بدأنا بشكل جيّد، لكن سرعان ما نسينا تطوير مستوانا. حصلت أمور كثيرة بين مختلف أفراد الفريق وراء الكواليس وسنبقيها بيننا). علامات استفهام حول مستقبل مدرّب هولندا لا شكّ في أن الهزائم الثلاث رسمت علامة استفهام حول مصير المدرّب بيرت فان مارفييك الذي مدّد عقده حتى عام 2016، حتى أن قائد الفريق مارك فان بومل وهو صهر المدرّب، اعتبر أن خيارات المدرّب أثارت علامات استفهام. لكن ويسلي سنايدر يعتبر أن فان مارفييك هو الرجل المناسب لقيادة المنتخب (البرتقالي) في الفترة القادمة، وقال في هذا الصدد: (هل يتعيّن علينا الاستمرار مع فان مارفيك؟ لِم لا؟ أنا أقول نعم يجب الاستمرار معه)، وأوضح: (قبل سنتين سارت الأمور بشكل جيّد وبلغنا المباراة النّهائية، لكن هذه المرّة لم تسر الأمور كما نشتهي، لقد أثبت أنه يملك القدرة على حلّ المشاكل الداخلية بالطريقة الصحيحة). الخسارة أمام الدانمارك فجّرت هولندا بوادر أزمة ظهرت داخل صفوف المنتخب الهولندي في الأسبوع الأوّل من البطولة بعد أن سمح الاتحاد الهولندي لجميع لاعبيه بلقاء رجال الصحافة، لكنه منع ذلك على المهاجم كلاس يان هونتيلار الذي كان لعب احتياطيا في المباراة الأولى. وكان هونتيلار هدّاف الدوري الألماني برصيد 29 هدفا في صفوف شالك، أعرب عن غضبه لعدم إشراكه أساسيا في المباراة الأولى ضد الدانمارك، حيث فضّل المدرّب بيرت فان مارفييك الزجّ بمهاجم آرسنال روبين فان بيرسي، لكن الأخير أهدر العديد من الفرص في المباراة التي خسرها فريقه أمام الدانمارك (صفر-1). كما أن رافايل فان در فارت أعلن أكثر من مرّة عن عدم رضاه للجلوس على مقاعد اللاّعبين الاحتياطيين. المنتخب الهولندي ليس غريبا عن الأزمات المنتخب الهولندي ليس غريبا عن الأزمات التي تعصف بصفوفه في البطولات الكبرى، فقد حصل الأمر في كأس أوروبا عام 1996 عندما أبعد المدرّب آنذاك غوس هيدينك أدغارد دافيدز لأسباب مسلكية، ثمّ حين كان الودّ مفقودا بين رود جوليت والمدرّب ديك أدفوكات في كأس العالم 1994. المانيا 2 الدنمارك 0 ستّة على ستّة ل "المانشافت" شهد ملعب (أرينا) بمدينة لفيف المواجهة الثانية في هذه المجموعة بين ألمانيا والدانمارك وفيها تقدّم مهاجم كولن المنتقل إلى آرسنال الإنجليزي لوكاس بودلسكي بهدف ل (المانشفت) بعد 19 دقيقة، ثمّ تمكّن متوسط ميدان فريق بروندي مايكل كرون ديلي من تعديل الكفّة بعدها بخمس دقائق قبل أن يحرّر لارس بيندر لاعب وسط باير ليفركوزين زملاءه ويحرز هدف الفوز قبل عشر دقائق على صافرة الدولي الإسباني كارلوس كاربلو. أوّل مباراة دولية كأساسي للألماني لارس بندر احتفل الظهير الأيمن لارس بندر بمباراته الدولية الأولى أساسيا، بتسجيل هدف الفوز لألمانيا قبل 10 دقائق من نهاية المباراة. وخاض بندر (23 عاما) مباراته الدولية التاسعة بعدما خاض مباراته الأولى في لقاء ودّي مع بولونيا في سبتمبر الماضي انتهى بالتعادل (2-2)، مع الإشارة إلى أن شقيقه التوأم سفن الذي يلعب مع بوروسيا دورتموند استعبد من التشكيلة النّهائية. وقال بندر نجم فريق باير ليفركوزن: (بغض النّظر عن الهدف كان يوما رائعا بالنّسبة لي، كانت مشاركتي الأولى في كأس أوروبا وسجّلت هدف الفوز الذي أهّلنا إلى ربع النّهائي، سأذكر هذا اليوم لوقت طويل جدّا). المباراة رقم 100 لبودولسكي احتفل لوكاس بودولسكي بمباراته رقم مائة مع المنتخب الألماني بتسجيله الهدف الأوّل في الدقيقة ال 19، قبل أن يسجّل ميكايل كرون-ديهلي هدف التعادل للدانمارك بعد 5 دقائق. وقال بودولسكي المنتقل إلى آرسنال الإنجليزي: (الوصول إلى الدور ربع النّهائي كان الأهمّ، كانت مباراة قوية ضد خصم جيّد)، مضيفا: (كان الهدف مميّزا بالنّسبة لي لأنني سدّدت بالقدم اليمنى. نحن مسرورون لأننا فزنا في المباريات الثلاث ونتطلّع إلى التحضير بشكل جدّي لمباراة اليونان). الصحافة الألمانية مرتاحة لتأهّل منتخب بلادها أبدت الصحف الألمانية ارتياحها لتأهّل منتخب بلادها إلى الدور رُبع النّهائي لبطولة كأس أوروبا 2012 لكرة القدم بعد فوزه على الدانمارك (2-1) يوم الأحد. وعنونت صحيفة (سوديتشيه تسايتونغ) على موقعها الالكتروني: (ألمانيا تحرز النّهائي الأوّل). ورغم أن اللاّعبين رفعوا سواعدهم في نهاية المباراة احتفالاً، إلاّ أنهم خرجوا سريعا من أرض الملعب إلى غرف تبديل الملابس. وأضافت الصحيفة البافارية: (يعرفون أنهم لم يبدعوا في فوزهم الذي نالوه بعد منافسة قوية ضد الدانمارك). من جهتها، كتبت جريدة (كيكر) الرياضية: (وضع بندر حدّا للرّقصة الصعبة)، في إشارة إلى هدف الظهير الأيمن الذي منح (المانشافت) تقدّما حاسما قبل 10 دقائق من نهاية المباراة. وكتبت (بيلد): (اللّعنة، كم ارتعدنا، يوغي)، في إشارة إلى مدرّب المنتخب يواكيم لوف. وأشارت (سوديتشه تسايتونغ) إلى أنه كان في إمكان المنتخب الدانماركي الذي عادل النتيجة بعد دقائق من افتتاح الألمان التسجيل، أن يعيد الأخير إلى بلاده رغم فوزه في المباراتين الأوّليين اللتين خاضهما، فيما لو نجح في التقدّم. وأضافت الصحيفة: (لكن ألمانيا نجحت في الاختبار) الذي واجهته ليل الأحد، وذكرت أن المنتخب جمع في الدور الأوّل 9 نقاط من تسعٍ ممكنة في المجموعة الأصعب في البطولة. ولم تخفِ (بيلد) فرحتها بخروج المنتخب الهولندي، وصيف بطل العالم والمنافس التاريخي للألمان، من المجموعة نفسها في الدور الأوّل من دون إحراز أيّ نقطة، علما بأنها المرّة الأولى يحقّق (المانشافت) ثلاثة انتصارات في الدور الأوّل خلال 11 مشاركة متتالية في بطولة أوروبا. لوف يتوقّع لقاء صعبا مع اليونان توقّع مدرّب المنتخب الألماني يواكيم لوف لقاء صعبا مع اليونان في ربع نهائي كأس أوروبا 2012 لكرة القدم بعد تأهّل الألمان بفوزهم على الدانمارك (2-1) الأحد في ختام الدور الأوّل للمجموعة الثانية. وقال لوف: (ضد اليونان ستكون المباراة مختلفة تماما. ستكون صعبة، فاليونانيون يقدّمون أسلوبا قريبا إلى الدانماركيين، وهم خطرون في الهجوم وأقوياء في الدفاع)، وأضاف: (نحتاج إلى أن نكون أفضل قليلاً في الهجوم، لكننا فزنا في ثلاث مباريات صعبة ولن نضطر إلى السفر لخوض ربع النّهائي). وأمضى المنتخب الألماني غالبية وقته في البطولة في الانتقال من غدانسك شمال بولونيا إلى أوكرانيا، حيث أقيمت مباريات الدور الأوّل للمجموعة.
