غريب بعض خلق الله من فصيلة الرياضيين في الجزائريين، أحدهم رئيس كبير في السن وليس في أشياء أخرى لفريق كبير، حقق نتائج كبيرة في منافسة قارية كبيرة للنوادي، ظل يهاجم المدرب السابق للمنتخب الوطني لكرة القدم ويصفه بالفاشل، ويرى أنه على ضلال لأنه يفضل الاعتماد على اللاعبين المحترفين ويهمش المحليين، ولم يتردد الرئيس المذكور الذي يحب الجلوس على مقاعد الاحتياطيين في تقديم "تشكيلة مثالية" من اقتراحه للخضر، متمنيا وجود اللاعب الفلاني وزميله العلاني في التشكيلة الأساسية للمنتخب الوطني وزاعما أنه لو تم الأخذ برأيه واعتماد التشكيلة التي في رأسه لفاز "الخضر" بسهولة أمام تنزانيا ولم تعرضوا للبهدلة في ذلك اليوم المشهود، وأنه لو يتم أخذ رأيه قبل مقابلة إفريقيا الوسطى فسنقهره في عقر داره بنتيجة كبيرة، وقد بدا للمتتبعين أن الرجل إياه لن يسكت حتى يتم ضم لاعب محلي للمنتخب الوطني، وحين أعلن المدرب الجديد عبد الحق بن شيخة استدعاء اللاعب المبدع عبد المؤمن جابو ظن المتفائلون أنه سيصمت لكنه لم يفعل، فقط لأن اللاعب الذي تم استدعاؤه لا ينتمي لفريقه! هذا "الرئيس المدرب" الذي لا يعي ما يقول ولا ما يفعل لا يفوقه جنونا إلا ذلك المدرب الذي قيل أنه رفض عروضا من فرق كبيرة بعد استقالة سعدان، لأنه رأى نفسه الأحق بخلافته، وهو المدرب الذي خسر مع فريقه في عقر داره وأمام جمهوره أمام خصم عادي، وحين تمت إقالته قال أنه لو بقي مدربا لعاد بفوز عريض من عقر دار الخصم نفسه! وهكذا يتحول رئيس الفريق الذي يعجز عن تأمين الإنارة بالشكل السليم خلال مباراة رسمية تقام في الليل إلى مدرب ورئيس للاتحادية وكبير المناصرين في الوقت نفسه، ويتحول مدرب بلا تجربة إلى عملاق في كرة القدم، وهو نفس ما يحدث في مجالات وقطاعات أخرى حين يرتدي البعض رداء غير ردائهم، مع أنهم فاشلون في القيام بمهماتهم الأصلية، وبلا شك فإن ذلك من أهم أسباب بقائنا دائما في دائرة بلدان العالم الثالث..