فضلت بعض العائلات على غير العادة اختيار فصل الشتاء لإقامة حفلات زفاف أبنائها ورأت أن ذلك يخدم جيبها بسبب انخفاض تكاليف القاعات التي لا تتوحد فيها الأسعار وتكون على حسب الفصول، إذ تنزل تزامنا مع الفصول الشتوية الباردة وقلة الإقبال على القاعات، فيما ترتفع أسعارها في فصل الصيف وما يفرضه تنافس العائلات على الظفر بقاعة مما يفتح الباب واسعا لأصحاب القاعات من أجل فرض أسعارهم الخيالية، كل تلك المعطيات حوّلت اهتمام العائلات إلى إقامة أفراحها في الفصول الباردة. تعرف أزياء العروس وحتى مستلزمات الأعراس الأخرى، في الآونة الأخيرة انخفاضا محسوسا، في مختلف الأسواق بالمقارنة عما كانت عليه في فصل الصيف، إلى جانب مستلزمات تحضير الحلويات التي تعرف هي الأخرى انخفاضا في أسعارها كاللوز والجوز والفستق فكل المعطيات تساعد العائلات على تحويل تواريخ إقامة الأعراس واستبدالها واختيار شهور آخر السنة أو حتى بداية السنة الجديدة وترى أنه ليس هناك أحلى من إقامة العرس في فصل بارد لاسيما وأن حرارة الفصل تزيد من التعب بالنظر إلى ما تتطلبه الأعراس الجزائرية من تحضيرات مكثفة تلزم العروس خاصة وحتى العريس أيضا بعد تركيز أغلب العائلات على الشكليات وتحول الأعراس إلى محل مقارنة بين العائلات من باب التنافس. وفي زيارة لنا عبر بعض القاعات في العاصمة تبين لنا الفارق الكبير الذي يفرضه أصحاب القاعات والذي يختلف كثيرا عن المبلغ المحدد في فصل الصيف عنه في فصل الشتاء، وقد يتعدى الفارق العشرة ملايين بالنظر إلى تضاءل الإقبال في فصل الشتاء، بحيث يستطيع الزبون الاستفادة من قاعة فخمة بمبلغ زهيد ما تنتهزه الأسر لضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة الاستفادة من قاعة راقية ومن جهة الاستفادة من معقولية الثمن. اقتربنا من بعض العائلات المقبلة على إقامة أعراس فأكدت لنا الظاهرة وتحوّل اهتمامها إلى فصل الشتاء كون أن القاعات تعرف انخفاضا في السعر، ما قالته السيدة عايدة التي ستقيم حفل زفاف ابنها في أوائل شهر ديسمبر بحيث اختارت قاعة جميلة وراقية ينخفض ثمنها عن الثمن المفروض صيفا بفارق كبير يتعدى عشرة ملايين سنتيم، بحيث وحسب علمها فإن سعر القاعة كان ب 18 مليون في أوج أشهر الحر، أما الآن فنزل إلى 8 ملايين سنتيم وهو مبلغ ملائم لذلك اختارت إقامة عرس ابنها في هذه الآونة للاستفادة من المبلغ المنخفض. وحدثتنا بعض المقبلات على الزواج أن أعراس الفصول الباردة تساعدهن أكثر، بحيث تبتعد المحلات عن اللهيب المعلن، فيما يخص الأزياء وغيرها من المقتنيات التي تلزم كل عروس بعد أن تنتهز فصل الصيف لإلهاب الجيوب بما أنه موسم للأعراس والحفلات. وهو ما لاحظناه على مستوى زنيقة العرايس بساحة الشهداء على اعتبار أنها قبلة العرائس لتحضير الجهاز، بحيث وقفنا على الأسعار الملائمة والتي تختلف بكثير عن الأسعار التي أعلنتها المحلات في بداية موسم الأفراح صيفا. وبذلك مالت العائلات إلى الفصول الشتوية لأجل إقامة أعراسها على غير العادة حسب ما تفرضه الظروف المادية ونزول الأسعار قليلا بعد انتهاء موسم الأفراح الذي يبدو أنه امتد حتى إلى فصل الشتاء.