بقلم: سلوى الملا لم أكن أتصور وأتخيل يوما ما أن أكون متابعة دائمة وباهتمام لقناة الجزيرة الفضائية بكل أشكال المتابعة الصوتية والمرئية والمقروءة، إذاعة وتلفازاً وعبر تويتر وشبكة الأنترنت بكل زمان ومكان وفرصة تمكنني من المتابعة خاصة في ظل الأحداث المهمة والأخبار والتغطيات الحصرية. جاء هذا الاهتمام بقناة الجزيرة وبرامجها بعد الثورة المصرية في 25 يناير ومرورا بالمليونيات والتجمعات والأحداث المتلاحقة ووصلا إلى متابعة محاكمة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي..أول رئيس منتخب.. فرج الله عنه وعن المظلومين في كل مكان! - منذ أيام احتفلت شبكة الجزيرة بانطلاقها منذ 17 عاما كان احتفالا ضمن أجواء إنسانية وأسرية كرمت فيه الأحياء والأموات والمعتقلين في السجون.. فالجزيرة مع الإنسان وتغطي الخبر والحدث بإنسانية وموضوعية وحرفية ولا أنسى في هذا المجال ما وجدته من مرجع لرسالة الماجستير من خلال تغطية مراسل الجزيرة لأخبار المجاعة والمآسي في أفريقيا وتحديدا في النيجر. من مزايا قناة الجزيرة مباشر نقل المؤتمرات والمحاضرات والاجتماعات التي لا نتمكن من حضورها، ومن مزاياها أيضا تعريفنا بعدد من العلماء والأساتذة والمحللين والمؤرخين كالمؤرخ الدكتور محمد الجوادي بعلمه وتميز حضوره على الشاشة ومخزون ذاكرته التاريخية والسياسية وما يتميز به من رؤية شاملة وتوقع للأحداث السياسية الجارية يحتاج تخصيص برنامج له على غرار برنامج (مع هيكل) لمحمد حسنين هيكل ليكون (التاريخ مع الجوادي)، والأساتذة وائل قنديل ومحمد القدوسي وسليم عزوز ود.جمال نصار ود.حمزة زوبع وغيرهم مما يحسبون على الإخوان أو معارضي الانقلاب من العقلاء والحكماء. ومن يحمل وجهة نظر مغايرة من مؤيدي الانقلاب. وعرفتنا الجزيرة على شخصيات ومحللين لا أظن أن هناك من كان يعرفهم لولا ظهورهم على قناة الجزيرة، فالجزيرة ساهمت في شهرة عدد من الأسماء لتحتل مناصب عليا في دولها، وآخرون انتظرهم الأمن ليودعوهم السجون بعد ظهورهم على الجزيرة!! وسعى الخبثاء وقتها للتصيد في الماء العكر مع الاستقالات الجماعية التي كانت لمذيعات الجزيرة منذ سنوات بسبب ما كتب وصرح به آنذاك من تدخل مدير القناة وغيره من مسؤولين في مظهر المذيعات وما يجب أن يرتدينه على الرغم من أن القناة كانت لا تظهر من المذيعة سوى النصف العلوي من جسدها عند تقديمها للأخبار.. وكان هذا التدخل محل غضب ونقد واستقالات جماعية وسعي بعضهن للتشهير بالقناة والإساءة إليها على الرغم مما سببته لهن من شهرة لم يكن ليحلمن بها يوما ما! - ومع تغيير المدير العام وتعيين مدير عام من الشباب.. وتقديم استقالته لتعيينه وزيرا وتكليف المهام لغيره.. إلا أن مذيعات الجزيرة بدأن في التنافس في قصر ملابسهن وفي الكعب العالي!! لم نكن نشاهد طول المذيعة ولا حذاءها - أجلّكم الله- ولا طول الفستان أو التنورة.. ولا نعرف وزن ومقاس المذيعة وطولها...!! إلا أن الفترة الأخيرة مع طبيعة الأخبار وسخونتها.. وأحداثها.. تظهر مذيعات الجزيرة في إحدى النشرات واقفات لنراها كاملة الصورة!! يمكن سعيا من المخرج أو الإدارة لكسر الروتين.. والنمطية..!! إلا أن طبيعة القناة والبرامج لا يستدعي أن تقف المذيعة بملابس قصيرة أو تجلس أمام الضيف بصعوبة لارتفاع الفستان أو التنورة لفوق الركبة ضمن ديكور يكشف.. ناهيك عن طول ارتفاع الكعب بين مذيعة وأخرى!! - من الصور التي استوقفتني يوم احتفال الجزيرة وتكريم موظفيها كان هناك تكريم لموظفات أجنبيات صعدت أحداهن على المسرح بفستان طويل وأخرى ببذلة عملية تستر جسدها.. ومن ضمن المكرمين إحدى مذيعات الجزيرة خرجت على المنصة لتتسلم شهادة التكريم بفستان أو تنورة قصيرة جدا...!! حرية شخصية، شأن خاص وأن المظهر مهم لجذب المشاهدين.. وتلطيف جو الأخبار الساخنة والتوتر والأحداث المتلاحقة وغيرها من مبررات وأعذار.. إلا أن الجزيرة تميزت منذ انطلاقتها بالمهنية والمهنية توجب مهنية ومعايير لما يجب أن ترتدي وتظهر به المذيعة. ظهور المذيعة كضيفة على القناة في كل بيت ودول وقارات.. يستدعي منها شخصيا قبل الإدارة تقدير المشاهدين بفئاتهم وأعمارهم. آخر جرة قلم: تبقى الجزيرة قناة المظلومين والمستضعفين في الأرض ومهنيتها تفرض الاحترام والحقد والغيرة والحسد..بعيدا عن الكعب العالي والفستان القصير.. فهي الكاشفة الفاضحة في زمن قنوات الردح والإعلام المضلل وخاصة المتعلقة بأحداث مصر ومظاهراتها وما ينقل من زيف وتضليل للرأي العام وشعب قد لا يصل لعدد منه إلا القناة المصرية والأرضية.. وهو بحد ذاته قمة في العذاب النفسي والكذب!! وتبقى الجزيرة.. كايدة العزال!!