احيت نهار اليوم قرية اث لحسن بمنطقة بني يني المتواجد بأعالي جبال جرجرة الشامخة بولاية تيزي وزو و الذكرى الأولى لرحيل ابنها الفنان القبائلي و الجزائري و صاحب الأغنية الشهيرة ابا ابا انوفة الفنان الراحل إيدير. هذا الفنان الذي رحل السنة الماضيةالى الابد تارك فراغا رهيبا في الساحة الفنية . و قد تم بمناسبة الذكرى الأولى لرحيل الأب الروحي للاغنية القبائلية الفنان الراحل ايدير تنظيم نشاطات ثقافية متنوعة . و قد تضمن هذا البرنامج تدشين تمثالا للفنان بوسط ساحة القرية إضافة إلى جانب تنظيم معرض دائم حول عمل و حياة أيقونة الأغنية الجزائرية القبائلية، مع تنظيم نشاطات فنية و الإدلاء بشهادات رفاق دربه و كذلك تنظيم محاضرات لأساتذة جامعيين، في السهرة. تطرقوا الى مسيرة ايدير و الرصيد الفني الذي تركه الفنان و اسمه الحقيقي حميد شريط ، و هو من مواليد سنة 1949 في تيزي وزو، والذي توفي بتاريخ 2 ماي 2020، في مستشفى باريسي، عن عمر يناهز 71 عامًا في 12 جانفي 2018، وبعد أربعين عامًا من الغياب عن المشهد الجزائري، عاود الفنان التواصل مع جمهوره خلال حفل فني احتضنته القاعة البيضاوية لمركب محمد بوضياف الأولمبي، بالجزائر العاصمة و قد حضر في هذه الوقفة الترحمية التي جاءت تكريما للفنان الراحل عشرات من الموطنين وأصدقاؤه وعائلته. كما تجدر اليه الاشارة فقد تم نهار اول امس وضع إكليل من الزهور على قبر المرحوم كما تم خلال هذه المناسبة تنظيم معرض يضم أعمال و المسيرة الفنية لراحل ايدير. و في نفس السياق دائما تم تدشين نصب تذكاري للفنان ايديربواسط قرية بني يني تكريما لهذا الفنان ابذي يعتبر من أحد أشهر الفنانين و الموسيقيين الأمازيغين الجزائريين الذين أنجبتهم منطقة القبائل كما . يعتبر سفير الأغنية الأمازيغية في العالم. مزج بين إيقاعات محلية وغربية وألف وغنى قطعا مطبوعة بحس إنساني عميق فتحت له آفاق العالمية. صاحب مسار متفرد نقله من عوالم الجيولوجيا والنفط إلى أرفع منصات الموسيقى. كما يعتبر الفنان الراحل ايريرالذي هو من مواليد عام 1949 بقرية ايث لحسن بني يني في جبال جرجرة .كما أكتشف الفنان الراحل ايدير مواهبه الموسيقية في المدرسة الابتدائية حيث وجهه أستاذ العلوم الطبيعية إلى تعلم عزف الغيتار. ومع ذلك ظل إيدير مركزا على دراسته التي واصلها متخصصا في شعبة الجيولوجيا حيث كان يفترض أن يخوض حياته المهنية في قطاع البترول، لكنه استسلم في النهاية لشغف الفن والحاجة إلى التعبير عن ذاته عن طريق الغناء فمنذ طفولته كان مشدودا إلى فن الكلمة بعمقها الشعبي التراثي، إيقاعا وشعرا، لكن البداية الممهدة للاحتراف كانت عن طريق الصدفة ابتداء من عام 1973، حينما عوض فنانا مريضا في أداء أغنية للأطفال على أثير الإذاعة مما أثار الانتباه إلى جمال صوته الذي استمعت إليه والدته دون أن تعرف أنه صوت ابنها. مضى في ذات السنة لأداء الخدمة العسكرية وبعد عودته سجل الأغنية التي ما زالت حتى الآن درة أعماله "أفافا إينوفا"، وذلك في أستوديو القناة الأمازيغية بالجزائر العاصمة. و. وفي سنة 1979 أعاد إيدير التجربة بكتابته لمجموعة من الأغاني تضمنها ألبومه الثاني والذي حمل عنوان "أياراش إناغ". وبعد النجاح المدوي للبدايات خصوصا مع أفافا إينوفا التي كانت أول قطعة غنائية من شمال أفريقيا تحقق العالمي. وفي سنة 1993 أطل بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة بلو سيلفيري من خلال توظيف إيقاعات موسيقية تتضمن الغيتار والناي والأورغ، إضافة إلى الدربوكة. وصعد إيدير منصة قاعة الأوليمبيا الشهيرة لمدة ثلاثة أيام على التوالي. يتميز إيدير في اختياراته الفنية بروح الالتزام والحس الإنساني والتشبث بالهوية والأرض والذاكرة .