يستقطب الملتقى الوطني الذي سينظم بجامعة أكلي محند أولحاج بالبويرة يوم 3 نوفمبر 2025 حول "الأدب الشعبي في عصر الذكاء الاصطناعي: من شفوية الأداء إلى آفاق التدوين"، أساتذة جامعيين، وباحثين مختصين، وطلبة دكتوراه مهتمين بدراسة التراث الشعبي بمختلف أشكاله وتجلياته، كما يُعدّ فرصة لطرح رؤى جديدة حول كيفية دمج التقنيات الحديثة في حماية وصون الذاكرة الثقافية الوطنية. يطرح الملتقى تساؤلات حول دور التكنولوجيا في تحويل التراث الشفوي إلى قواعد بيانات وأرشيفات إلكترونية، مما قد يسهم في تعزيز التنوع الثقافي من جهة، أو يهدد أصالته من جهة أخرى، انطلاقا من ديباجة تذكر ان المجتمعات تعتبر التراث الثقافي ركيزة أساسية لهويتها، وقد اعتمدت على مدى العصور على الرواية الشفوية خاصة الشعر الشعبي كوسيلة لحفظ هذا الإرث ونقله بين الأجيال، ومع تطور الدراسات الأنثروبولوجية واللسانية ظهرت مرحلة التدوين بوصفها وسيلة فعالة لحماية الأدب الشعبي من الاندثار، فضلاً عن دوره في بناء جسور التواصل بين الثقافات من خلال الترجمة غير أن التحولات الرقمية المتسارعة، وظهور الوسائط الذكية والذكاء الاصطناعي طرحت تحديات جديدة تهدد أصالة هذا التراث، ورغم هذه المخاوف يرى الباحثون في التكنولوجيا فرصة واعدة لإعادة إحياء الأدب الشعبي عبر تحليل نصوصه وتوثيقها، بالاعتماد على قواعد بيانات ذكية قد تسهم في حفظه وتعزيزه للأجيال القادمة. لذلك يكمن الهدف من هذا الحدث العلمي في مقاربة التحديات الجديدة التي تواجه الأدب الشعبي في ظل تسارع التطور التكنولوجي وتنامي دور الذكاء الاصطناعي في توثيق وتحليل المرويات الشفوية، حيث يُعد هذا النوع من الأدب مخزونًا ثقافيًا مهمًا يسعى الباحثون إلى حمايته من الزوال والتشويه، كما تسعى الجامعات والمخابر البحثية من خلال هذا الملتقى إلى البحث في وسائل تدوين الأدب الشعبي، والوقوف على تحديات الحفاظ على الهويّة الثقافيّة أمام زحف الوسائط الرقمية والوسائل الذكية. يسعى الملتقى لهذا عبر جملة المحاور المنظمة، يتطرق الاول منها ل" الأدب الشعبي ومصير الهوية في عصر الرقمنة "، و يبحث الثاني في "الأشكال الشعبية بين الثبات والتحول في العصر الرقمي "، و يخص ثالث محور " استثمار تقنيات الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأدب الشعبي الموجه للطفل "، و يلتفت الملتقى عبر رابع محور ل" المعالجة الآلية للمصطلحات التراثية وصناعة المعاجم الإلكترونية".