تتواصل بمقر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة مغنية، فعاليات المعرض التاريخي الخاص بالمصاحف الشريفة المخطوطة والمطبوعة القيّمة والنادرة التي جمعها الشيخ فتحي بودفلة، أستاذ بجامعة الجزائر، ومتخصص في المصاحف والرسم القرآني من مختلف أنحاء العالم. ويُعدّ أبرز أجنحة المعرض الجناح الخاص بالجزائر، الذي يتتبع تاريخ طباعة المصحف الشريف في البلاد. وقد استُهل العرض بمخطوطات مهمة، من بينها ورقة مصورة من مصحف الأمير عبد القادر رحمه الله، ثم تم استعراض مختلف الطبعات، بدءا من "مصحف رودوسي"، و«مصحف الثعالبية" منذ أول طبعة سنة 1908 إلى غاية طبعة سنة 2023، بالإضافة إلى أول مصحف طُبع بعد الاستقلال، وصولًا إلى "مصحف البراي". كما خُصص جناح آخر لمصاحف شمال إفريقيا، ومصاحف من مختلف بلدان العالم. وكان من أبرز المعروضات أقدم مصحف طُبع طباعة إسلامية خالصة، وهو "مصحف قازان" الذي طُبع سنة 1803م، ويحتفظ منه العارض بسبع نسخ. كما عُرضت نسخ من المصاحف العتيقة المنسوبة إلى الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وأوائل ما طُبع في مصر، ومصاحف من الجزيرة العربية، والعراق، وبلدان الأعاجم. وقد تميز المعرض بعرض قصص عشرات المصاحف، وُضعت بين أيدي الزوار، ما أضفى على المعرض بعدا تربويا وتاريخيا عميقا. وعُقدت على هامش المعرض محاضرة قيّمة لفضيلة الشيخ فتحي بودفلة، تناول فيها تاريخ كتابة المصحف الشريف بداية من تدوين الآيات القرآنية على الرقاع، إلى أحدث الطبعات المعاصرة، مسلطا الضوء على المساهمات الكبيرة لعلماء الجزائر في مجال العناية بكتابة المصحف الشريف. وقد تركت هذه المحاضرة أثرا بالغا في نفوس طلاب النوادي القرآنية، لما اكتسبوه من معارف جديدة حول تاريخ كتابة المصحف الشريف. وشهد المعرض إقبالًا واسعا من طلبة النوادي والمدارس القرآنية المنتشرة عبر تراب مدينة مغنية. المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بتلمسان ورشة لصناعة الفخار في إطار "ليلة المتاحف" تجسيدا للبرنامج الثقافي والفني الخاص بموسم الاصطياف لسنة 2025، نظّم المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لمدينة تلمسان، ورشة عمل مفتوحة لصناعة الفخار بالتنسيق مع جمعية بيدر للفخار، وتحت إشراف الحرفيين بوريش بومدين وقلقول فاطمة، ضمن فعاليات "ليلة المتاحف". وقد أتيحت للزوار فرصة مميزة لمشاهدة وممارسة تقنيات صناعة الفخار التقليدي، حيث شهدت الورشة إبداعات متنوعة صاغتها أنامل كبيرة وصغيرة، في بيئة مثالية تُثري الثقافة العامة، وتُشجع على الابتكار والإبداع الفني. كما تم عرض مجموعة كبيرة من القطع الفنية التي تميزت بتقنيات عالية، وفكرة حرفية مدروسة، عبّرت عن قدرات المشاركين ومواهبهم المدهشة؛ من خلال أعمال فنية تعكس خيالهم الواسع، وإحساسهم الصادق. وهدفت الورشة إلى تعريف الجمهور بفن صناعة الفخار ومراحله المختلفة، من خلال عروض تطبيقية حيّة، أُتيحت خلالها للمشاركين فرصة تجربة تشكيل الطين، والتعرف على تقنيات التعامل معه، وطريقة تجفيفه، وكيفية الرسم عليه بالألوان. كما خُصصت غرفة للأطفال والمبتدئين، تمكنوا فيها من خوض تجربة جديدة باستخدام مواد مختلفة، وتشكيلها وفق ما يمليه خيالهم، ما ساعدهم على اكتشاف ذواتهم، وتنمية مهاراتهم الفنية.وقد عبّر الزوار عن سعادتهم الكبيرة بهذه التجربة التفاعلية، حيث أتيحت لهم فرصة تصميم قطعهم الخاصة بعد التعرف على مراحل الصناعة، وأنواع الطين المستعملة، مع عرض نماذج متنوعة من الأواني والتحف الفنية التي أبدعها المشاركون أنفسهم. وتأتي هذه المبادرة في إطار تعزيز الأنشطة الفنية والحرفية، الهادفة إلى الحفاظ على الهوية الوطنية والموروث الثقافي الجزائري، من خلال إحياء فنون تقليدية أصيلة، وربطها بالجيل الجديد عبر التجربة المباشرة، والممارسة الإبداعية.