مجهودات ''جبّارة'' تُبذل لدفع أسعار الدجاج إلى الارتفاع

الحديث عن العرض والطلب أصبح مُجرد شعار

أفادت مصادر مطلعة أن مجهودات »جبارة« وتحركات غير منقطعة يقوم بها مهنيو شعبة الدواجن منذ حوالي 20 يوما بهدف إعادة دفع أسعار الدجاج إلى ما فوق 300 دج للكيلوغرام الواحد كحد أدنى، وحسب مصادرنا، فإن التحركات تتم بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، علما أن أسعار هذه المادة تراوحت أمس بسوق »كلوزال« بين 280 و290 دج للكيلوغرام بينما تتراوح في أسواق ضواحي العاصمة بين 230 و260 دج. يبدو أن قانون العرض والطلب الذي كثيرا ما يلجأ إلى تذكيرنا به مهنيو قطاع الدواجن وكذا وزارة الفلاحة والتنمية الريفية لتبرير الارتفاع الذي تشهده أسعار اللحوم البيضاء تقريبا طوال أشهر السنة، لا يجد له مكانا عند هؤلاء عندما يتعلق الأمر بانخفاض أسعار هذه المادة وهي حالة ناذرا ما تحدث، علما أن الأسعار بلغت منذ حوالي شهرين فقط 480 دج للكيلوغرام.. في هذا السياق، أكدت مصادرنا أن مهنيو القطاع أثاروا ضجة كبيرة بسبب انخفاض أسعار الدجاج وطالبوا بقوة من وزارة الفلاحة ضرورة إيجاد حلول عاجلة لتفادي ما أسموه »خسائر المربين جراء انخفاض الأسعار في السوق«. ومن هذا المُنطلق، دعت مؤخرا اللجنة المهنية المشتركة لفرع الدواجن المذابح إلى امتصاص الفائض في إنتاج اللحوم البيضاء وتفادي ما يُسمونه ب»الخسائر للمربين«، كما يجري التنسيق من أجل دفع المذابح الخاصة إلى ضم المربين من حولهم وكذا منتجي الأغذية والكتاكيت لإنشاء مُجمعات ذات الاهتمام المشترك حتى يتسنى لهم، كما عبرت اللجنة المهنية »الاستفادة من مرافقة تقنية ومالية« و »الإبقاء على استمرارية تربية الدواجن« ومنه، التحكم بشكل جيد في الأسعار، وهو طبعا الهدف الأساسي لهؤلاء. ويرى عديد المُتتبعين لهذا الملف، أنه بالنظر إلى التصريحات السابقة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، فإن سعر الدجاج بين 200 و250 دج هو سعر مقبول جدا، بحيث كان وزير الفلاحة والتنمية الريفية، رشيد بن عيسى، التزم في أوقات سابقة بأن تستقر الأسعار في هذا الحدود، وأوضح هؤلاء أن الدعم الهام الذي تُقدمه الحكومة لشعبة تربية الدواجن بهدف تمكين الطبقة المتوسطة والفقيرة من تناول اللحوم البيضاء، كافي كي تكون الأسعار بين 200 و250 يبقى قانون العرض والطلب قد يتسبب في بعض الأحيان بارتفاعها أو انخفاضها..وهو شيء يُضيفون بقولهم، طبيعي، وانتقد هؤلاء الارتفاع غير العادي الذي تشهده أسعار الدجاج على طوال فترات السنة بحيث بلغت حدود 480 دج وهو أمر يرونه غير مقبول بالنظر إلى الدعم المُقدم من قبل الحكومة. والغريب في الأمر أن انخفاض أسعار الدجاج الذي تشهده السوق منذ فترة قصيرة لم يشمل كافة المناطق بنفس السعر، فعلى مستوى العاصمة مثلا هناك بعض الأسواق بلغ فيها سعر الكيلوغرام الواحد 200 دج وارتفع فيما بعد إلى ما بين 230 و260 بينما بقي في مناطق أخرى يتراوح بين 260 و 280 دج، وقد عادت الأسعار تدريجيا نحو الارتفاع، فبسوق »كلوزال« وسط العاصمة بلغ أمس سعر الكيلوغرام بين 280 و290 دج بينما بلغ في ضواحي العاصمة بين 230 و260 دج.