لقد قرأت تصريحك الأخير في جريدة الشروق الذي أكدت فيه مساندتك لأحد المترشحين وأنت حر في اختيارك وقناعاتك.وقد استوقفني، بأسف شديد، تصريحك الذي أردت من ورائه تضليل الرأي العام ومحاولة تشويه صورة وسمعة مجاهد، قدم الكثير لوطنه ولشعبه خلال ثورة التحرير المجيدة وخلال مرحلة البناء والتعمير، ولا يزال على ذلك العهد.لذلك، رأيت من واجبي أن أصحح بعض المغالطات التي وردت في تصريحك وثم أدعوك للعودة إلى جادة الصواب، خاصة وأنت في هذا السن المتقدم، حيث تعمدت تلفيق الاتهامات وتشويه الحقائق والتنكر المفضوح لمواقف الرجل ورفيق السلاح الأخ عبد العزيز بوتفليقة، سيما وأنك تعلم علم اليقين أنه كان له الشرف رفقة مجموعة من المجاهدين أمثال المرحومين محمد الشريف مساعدية وأحمد دراية وعبد الله بلهوشات، بفتح أكبر جبهة وأخطرها على الأعداء المستعمرين أثناء الثورة التحريرية، ألا وهي جبهة الحدود المالية في أقصى جنوب البلاد.هل نسيت، أم خانتك الذاكرة، لأذكرك ثانية بموقع هذا المجاهد في الولاية الخامسة وقيادة أركان جيش التحرير الوطني إلى جانب القائد الكبير لمسيرة جزائر الاستقلال المرحوم الرئيس المجاهد هواري بومدين، رحمه الله وطيب ثراه.ثم، كيف تتجاهل أم أنك لا تعي بأن المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لعله قد يكون آخر مجاهد يترأس الدولة الجزائرية ويقودها إلى بر الأمان ويضمن لها الاستقرار، وعلينا نحن الثوار الملتزمين الحقيقيين الوقوف إلى جانب هذا الرجل لضمان الاستمرارية لقيم الثورة وتحقيق ما يشرف الثوار ويجسد آمال الشهداء الأبرار. إنك، بدافع الحقد، تعمل بتصريحاتك المزيفة والباطلة على تشويه سمعة الثوار الحقيقيين، لأن هذا الفعل المشين ليس هو الأول، بل لقد سبق لك في تصريح سابق أن تنكرت حتى لوجود الولاية السادسة التاريخية، ونحن مجاهدي الولاية السادسة نعرف تماما ما قمت به حينما كنت قائدا للدرك الوطني من تعسف وإهانة في حقنا. في الوقت الذي كنت تهرول لإهانة عظماء هذا الشعب في الحدود الجزائرية- التونسية، وشهادة الضابط الشجاع الشريف مهدي كافية لإدانتك تاريخيا. لقد استغليت نفوذك لإهانة قائد الولاية السادسة محمد شعباني، ابن مدرسة العروبة والإسلام والوطنية في وقت ضعفه ك»رهينة«.وأصدقك القول أنني كتبت هذه الشهادة دون أن أنتظر جزاء أو شكورا، والكل يعلم أنني لم أكن من المحظوظين طيلة عهدات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بل على العكس فقد كنت والكثير من أمثالي من الذين تعرضوا للتهميش. أعاتبك اليوم بصفة المجاهد من الجيل الثاني، حفاظا على مكانة جيل الثورة التحريرية لدى الشباب الجزائري ولكي أمكن شباب اليوم من معرفة الحقيقة التي أردت أنت طمسها في حق المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لأسباب فكرية، كيف لا وأنت البعيد كل البعد عن البسطاء من هذا الشعب، إذ أنك وبطبعك نعرفك ميالا إلى البورجوازية والأرستقراطية المتعفنة، في حين أن عبد العزيز بوتفليقة هو ابن الشعب ببساطته وحبه للوطن والمواطنين جميعا، بثقافته العربية الإسلامية التي لا غبار عليها.ورغم كل هذا وذاك، فإنني أدعوك ناصحا أن تحافظ على ما تبقى لك من احترام لدى أبناء جيلك من الثوار.