دق عبد السلام عمر رئيس جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين، ناقوس الخطر بخصوص الانتهاكات التي يمارسها المخزن ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين، معبرا عن استيائه من تقاعس لجنة حقوق الإنسان التابعة لهيئة الأممالمتحدة تجاه القضية الصحراوية. وكشف عبد السلام عمر، عن معاناة المعتقلين السياسيين في السجون المغربية بسبب تعنت نظام المخزن ومواصلة رفضه الانصياع للقوانين الدولية، كما عبر عن أمله الكبير في أن تكون زيارة بان كي مون الشهر المقبل للصحراء الغربية مفيدة وعاملا إضافيا من أجل الضغط على المغرب. ماهي وضعية المعتقلين السياسيين حاليا في السجون المغربية؟ بصراحة هي وضعية مزرية للغاية وهناك تقارير يومية حول هذا الموضوع تؤكد استمرار التعذيب وسوء المعاملة وعدم تمكين المعتقلين من حقهم في التطبيب مما أدى إلى وفاة 214 معتقل من بينهم حقوقيين بارزين مثل "حسن علية" وشباب في عمر الزهور و7 منهم في سجن واحد " أيت ملول" داخل المغرب والذين تم اعتقالهم فيه والذي يعد خرقا سافرا لمعاهدة "جنيف" التي وقعت عليها المملكة المغربية ووقعت عليها جبهة البوليزاريو في الآونة الأخيرة وهذه العملية نددت بها مجموعة العمل وهناك توصية صريحة لإدانة المغرب باعتقال و تعذيب "محمد ديحاني" و المطالبة بالإفراج عنه وتعوضه عن سنوات الاعتقال التعسفي، وهناك عائلة كاملة تم الزج بها في السجون والأب الذي هو "محمد الدوادي" الآن حكم عليه بسجن خمس سنوات وهذا مسلسل من الأحكام الجائرة من طرف المحاكم العسكرية والمدنية لا لي شيء إلا لأنه يملك معلومات عن الجرائم البشعة التي قام بها المغرب منذ بداية الاحتلال إلى يومنا هذا خاصة في موضوع المقابر الجماعية، وبهذا الخصوص أصدرت المحكمة الوطنية الإسبانية قرار بملاحقة 12 من المسؤولين المغاربة بسبب جرائم الإبادة ضد الشعب الصحراوي و هذا الحكم سلط الضوء على قضية الاختفاء القصري واكتشاف المقابر الجماعية سنة 2012 و المقابر التي توصلنا إليها سنة 2014 التي تواجد بها أكثر من 60 شخص دفنوا أحياء و سنستمر في البحث عنها لكن فقط في المناطق المحررة لعدم تمكننا من العمل داخل المناطق الخاضعة لسلطة النظام المغربي. من المقرر أن يزور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الصحراء الغربية في جانفي المقبل ماذا تنتظرون من هذه الزيارة ؟ نحن ننتظر هذه الزيارة باهتمام كبير جدا لأننا نأمل كصحراويين في إخراج القضية من مسلسل الجمود الذي تعيشه منذ 25 سنة ولكن يحب أن نخرج بعثة حقوق الانسان من الجمود الذي هي عليه الآن لأنها البعثة الوحيدة التي لا تطلع على حقوق الإنسان سعيا منا لتجسيد ما قام به جيمس بيكر سنة 1999 الذي اطلع على لائحة المفقودين وطالب المغرب لأول مرة بتقديم توضيحات حول القضية والذي اعترف بوفاة 43 شخص آن ذاك وبرر الباقي بأنهم متواجدين في المخيمات وموريتانيا ولكن عملنا مع هيئة الأممالمتحدة للضغط عليه حتى اعترف بها سنة 2010 ولكن لم يعترف بالظروف التي حدث فيها أما الآن سنطالب السيد بان كي مون بالضغط على المغرب من أجل تطبيق البروتوكول الإضافي الأول لمعاهدة جنيف الخاص بالكشف عن المفقودين يعني إطلاق سراح فوري ولا مشروط لكافة المعتقلين الصحراويين خاصة مجموعة "أكديم إيزيك" تماشيا مع ما أنجزه المقررون الخاصون و مجموعات العمل التابعة للأمم المتحدة هل لديكم معلومات حول أعداد المعتقلين في السجون المغربية؟ هناك 21 معتقل في " أكديم إيزيك " و هناك أكثر من 50 شخص أخر معهم لكن يوجد 2000 شخص تحت الإفراج المؤقت بدون محاكمة ويتم تعذيبهم ورميهم خارج السجون وهذه السياسة تهدف لترهيب الشعب الصحراوي و تثنيه عما يسعى إليه من مطالبة بحقهم في تقرير المصير والمؤسف أن بعض الجهات تساهم في السكوت عن هاته الجرائم خاصة الاتحاد الأوروبي من خلال إبرامه لاتفاقيات التعاون معه وهي ممنوعة دوليا مع أي دولة مستعمرة كما هو حال المغرب مع الصحراء الغربية و الدليل هو الحكم القضائي الصادر عن محكمة العدل الأوروبية التي خلصت إلى ضرورة معاينة مدى استفادة الصحراويين من خيراتهم و تطبيق حقوق الإنسان، ولكن ما يقوم به الاتحاد الاوروبي اليوم هو سياسة الهروب إلى الأمام و نحن نؤكد لهم أن الشعب لن يتوقف عن المطالبة بحقوقه باللجوء للمحاكم الدولية الوضع مستقر على العموم في المناطق المحررة فكيف تصفون لنا الوضع في المناطق المحتلة؟ الوضع هناك أبشع مما يكون في أي مكان أخر في العالم حيث توجد فيها بعثة الأممالمتحدة دون أن تطلع على حقوق الإنسان ولا يوجد فيها تمثيل للصليب الأحمر الدولي رغم أنه متواجد حتى في إسرائيل ويزور السجون الفلسطينية وهناك منع ممنهج للصحفيين والمراقبين الدوليين بل تجرأ المغرب حتى بمنع السيد روس من دخول المناطق وهذا دليل على أن المغرب لا يعترف بهذه الجرائم وأخر الإحصائيات التي تحصلنا عليها الأسبوع الماضي في سلسة حراك المعطلين عن العمل الذي وصل عدد الجرحى فيها إلى أزيد من 27 شخص من بينهم 7 في حالة خطيرة. مرت القضية الصحراوية بالعديد من المراحل والصعوبات لكن في السنوات الأخيرة حققت إنجازات كبيرة خاصة من خلال قراري المحكمة الأوربية و الإسبانية كيف ترون القضية اليوم؟ من يتتبع الوضع في الصحراء الغربية اليوم يعي أنه في سنة 2015 تحصلت القضية على عدة مكاسب على غرار حكم المحكمة الأوروبية و الإسبانية بخصوص الإبادة ضد الشعب الصحراوي و الرأي الاستشاري للاتحاد الإفريقي والقرارات المشرفة له هي التي تصمم على تأييدها لقضيتنا في المحافل الدولية والتي تخولنا من بلوغ هدفنا الأسمى و هو الاستقلال التام. ماذا تنظرون من المؤتمر الرابع عشر هذه المرة؟ نحن ننتظر من هذه التوصيات أو التقرير الأدبي الذي تقدم به الرئيس خاصة تفعيل لجنة حقوق الإنسان التي تم إنشائها منذ سنتين وأن يفتح أفاق جديدة للشعب الصحراوي على مستوى الوطن من أجل حماية حقوق الإنسان وهذا على الصعيد الداخلي و أما على الصعيد الدولي فهو سيعزز مكانة الدولة الصحراوية و مؤسساتها خاصة في هيئة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي لقد حظر المؤتمر الرابع عشر أكثر من الفين و اربعمائة شخص من كل القارات، مارايك في الحضور الجزائري؟ الجزائر هي غنية عن التعريف ونحن الآن نقف على أرضها ونحن فخورين بهذا وهي تقدم لنا دعم فريد من نوعه، وبغض النظر عن الدعم المادي هناك دعم معنوي، وهناك دعم لا يقدر بثمن من خلال منحها جزءا من أرضها لنسيره ذاتيا بأنفسنا في ظل قوانين الجمهورية العربية الصحراوية وأظن أنه لا يوجد مثيل لهذا في العالم، وبدون وجود هذه الحدود البسيطة حوالي ستين كم بين البلدين لكانت تحققت أحلام المغرب بإبادة الشعب الصحراوي وبالتالي نحن ممتنين للجزائر على الدوام وهناك دعم من دول أخرى وأكبر وفد يوجد هنا بعد الجزائر هو جنوب إفريقيا بالاضافة الى دول الجوار، والجميع يعلم أنه لا يوجد مغرب عربي الا من خلال وجود الجمهورية العربية الصحراوية وفي علاقتها مع الجزائر وموريطانيا فنحن المواطنين الوحيدين الذين نتجول بكل حرية بين الجزائر وموريطانيا ومن خلال البطاقة الوطنية.