أرجع المحلل الإجتماعي الأستاذ ناصر جابي، تحسن القدرة الشرائية للمواطن الجزائري إلى تراجع هذا الأخير عن فكرة الإدخار والإستثمار في مشاريع أخرى كالسكن والسياحة، بالإضافة إلى عدم التوفيق في توزيع دخله بصفة عادلة على ما يحتاجه من ضروريات في حياته اليومية، واصفا هذه السلوكيات بالمؤشر السلبي وغير الصحي بالنسبة لميزانية العائلة. أكد المحلل الإجتماعي ناصر جابي، في اتصال هاتفي لصوت الاحرار أن القدرة الشرائية للمواطن الجزائري تحسنت مقارنة بالسنوات الماضية، مرجعا ذلك إلى تحسن معدل السن والظروف المعيشية في المجتمع الجزائري، كما أن تواجد أكثر من أجر في نفس العائلة ساهم في تحسن الوضع المعيشي لأفراد الأسرة يقول نفس المتحدث. كما أضاف الخبير الإجتماعي أن العديد من العائلات الجزائرية تخصص نسبة كبيرة من أجرها الكلي إلى شراء كل أنواع التغذية وبالتالي الإستغناء عن مشتريات أخرى، أو العكس - يضيف نفس المتحدث - فهناك من يكتفي بشراء ما هو ضروري من التغذية ليقتني لوازم أخرى خاصة بالبيت كشراء مكيفات هوائية أو شراء سيارة أو سكن أو الاستثمار في السياحة والترفيه عن النفس وما شبه ذلك، حيث قال في هذا الصدد أن هذا النوع من السلوك غير صحي وسلبي يؤدي إلى الإبتعاد عن فكرة الإدخار والإستثمار في مشاريع أخرى. وعن ارتفاع نسبة الثقافة الإستهلاكية لدى المواطن الجزائري بالرغم من ارتفاع الأسعار لمختلف السلع والبضاعة المعروضة في السوق، قال ناصر جابي إن هذا السلوك يمس فئة معينة من المجتمع، مشيرا إلى أن هناك فئات تحسنت قدراتها الشرائية ويشتغلون في القطاع الخاص، بالإضافة عملية التخفيضات والبيع بالتقسيط التي يستغلها العديد من التجار في استقطاب مختلف الزبائن ساهم في رفع تحسن القدرة الشرائية للمواطن وإقتناء حاجياته المختلفة، بالرغم من أن أسلوب التخفيضات يفترض فيه أن يكون موسميا ومؤقتا إلا أن الكثير من التجار يواصلون تعليق أسعار التخفيضات على المحلات طيلة السنة رغم تطبيق القانون المحدد لمثل هذه التعاملات منذ 2006. وفي سياق ذي صلة، أكد المحلل الإجتماعي أن العديد من الأسر الجزائرية لا يمكنها التحكم في تسيير ميزانيتها باعتبار أنها لا تستطيع التحكم في توزيع دخلها بصفة عادلة على ما تحتاجه من ضروريات في حياتها اليومية، فتجد نفسها تنفق كل ما لديها في التغذية، مشيرا إلى أن أكثر من 90 بالمائة من الدخل العائلي في الجزائر يوجه للتغذية بمختلف أنواعها نظرا لإرتفاع أسعارها، حيث يمس هذا النوع من السلوك يقول المتحدث العائلات ذوي الدخل البسيط مما جعلها تتراجع عن فكرة الادخار والإستثمار في مشاريع أخرى. وتبعا لهذه السلوكيات، قال الأستاذ ناصر جابي إن هذه الأخيرة لا تبعث بالخير على مستقبل العائلات الجزائرية، واصفا إياها بالمؤشرات السلبية وغير الصحية وما يفسره ذلك انتشار ظاهرة البطالة التي تؤثر على مداخيل الأسر وبالتالي التأثير على القدرة الإستهلاكية لها.