يعتبر علم التنمية البشرية من بين العلوم التي أولى لها العلماء اهتماما كبيرا في العقود الأخيرة، وأعاروه مساحة كبيرة من انشغالاتهم، بغية تطويره والوصول إلى أفضل النتائج في تنمية قدرات الأفراد وكفاءتهم، وتؤكد مدربة التنمية البشرية، حفصة حيدر، في هذا الحوار مع "صوت الأحرار" أن التنمية البشرية علم قديم قدم الإنسانية لكنه تجدد وظهر بشكل جديد لارتباطه بحاجات الناس ورغبتهم الطبيعية في التطور. كيف ظهر علم التنمية البشرية، وما غاياته؟ التنمية البشرية هي ذلك العلم القديم الجديد، وجد بوجود الإنسان وبروز رغبته وبحثه عن سبل تطوير حياته. ما علاقة التنمية البشرية وتطورات العصر وتعقيداته ؟ التنمية البشرية ليست مفروضة من العصر المعاش بل هي امتدد للتاريخ الإنساني. وأنت مدربة ممارسة في الميدان، هل سجلتي نتائج إيجابية على من تلقوا دروسا في المجال؟ أكيد، هناك نتائج ايجابية وفي الكثير من الأحيان تكون مدهشة، لكن بشرط أن يعتمد العمل والعلاج على ثلاثة أركان، أولا الثقة بالله، ثانيا الثقة بالمختص، وثالث عامل، لابد أن يثق الفرد بنفسه ويفعل ما يطلبه منه المختص ويمتلك إرادة التخلص من المشكلة. هل يستهدف هذا التدريب فئات معينة من المجتمع، أم هو موجه لكل الفئات؟ التنمية البشرية تستهدف كل فئات المجتمع ابتداء من الأطفال والنساء والرجال. يرتبط مفهوم التنمية البشرية في ذهن الناس، بضعاف الشخصية والفاشلين في المجتمع، هل هذا صحيح؟ بالعكس لقد ارتبط علم التنمية البشرية بالأشخاص الذين يبحثون على النجاح والتطور والحياة الغير اعتيادية، لذا فعلم التنمية البشرية ليس له علاقة بضعاف الشخصية والفاشلين، إنما كل إنسان على وجه الأرض يحتاج لأن يرتقي ويتطور، فالتنمية البشرية هي علم يسمو بالأشخاص وينمي قدراتهم ومهاراتهم في معترك الحياة، ومن الطبيعي حين يرتقي الإنسان بقدراته ومهاراته أكيد سوف يرتقي بمجتمعه. هل لديك إضافات أخرى؟ أنصح القراء وكل الطموحين في هذه الحياة بالقول: "إن معتقداتك ومفاهيمك وتصوراتك وان كانت ليست واقعك اليوم إلا أنها ستكون واقعك في المستقبل، لأنه كل شي خلق مرتين، مرة في عقلك ومرة أخرى على أرض الواقع والواقع هو نتيجة تفكير الإنسان، ولا يمكن أن يكون هناك فعل على أرض الواقع قبل خلق صورة لهذا الفعل في تفكير الإنسان"، لذا من اجل أن تغير توجهك في الحياة عليك أن تغير أفكارك ومفاهيمك الشخصية".