تغتنم العائلات العنابية الفرصة عند عودة أهاليها من المهجر لإقامة حفلات الختان بهذا المعلم الديني، حيث يتزين بالأضواء والرايات المزركشة، كما تعبق زواياه بالعنبر ومستخلصات شواشي الورود، وتوزع الأكلات الشعبية• ويقع جامع سيدي ابراهيم بن تومي عند البوابة الرئيسية لولاية عنابة، وبالضبط عند وادي البجيمة في الجهة الغربية المحاذية لكنيسة لالة بونة، وتعود تسمية هذا الجامع إلى سيدي ابراهيم بن تومي، وهو قطب من أقطاب المدينة وأحد علمائها المشاهير•• كان يلقب بالمرداسي نسبة إلى قبيلة مرداس العربية الشهيرة أحد فروع بني رباح، الأعراب الهلاليين الذين أرسلهم الخليفة المستنصر بالله الفاطمي إلى إفريقية• وقد توفي سيدي ابراهيم بن تومي ليلة الإثنين التاسع من رمضان سنة 1087 ه / 1676 م، وأقيمت قبة على ضريحه عند وادي البجيمة بتكليف من حاكم الجزائر• وقد سهر على إتمام إنجازه محمد بن سطا الذي تفنن في زخرفة جدرانه الداخلية وأعطاها لمسة أندلسية إسلامية لا نظير لها في العالم الإسلامي، وقد شيدت في الجامع قبة كبيرة تزينها هندسة معمارية مستوحاة من الحضارة الإسبانية• فالزائر للجامع يظهر له لأول وهلة وكأنه في الأندلس، ويتحول الجامع خلال فصل الصيف إلى منتجع ديني يتبادل فيه الأهالي بونة الحديث عن الأنبياء والخلفاء الراشدين، كما يعتبر مقصدا للمسلمين من كل دول العالم خاصة من أندونيسيا ومصر لأداء صلاة الجمعة•