❊ توقيع عقود تصدير واتفاقيات شراكة غير مسبوقة ❊ حضور متميّز لرؤساء دول وحكومات ووزراء ومسؤولي هيئات اقليمية أسدل الستار أمس، على الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية بعد أسبوع حافل بالنشاطات التي احتضنتها قاعات المحاضرات وأجنحة العرض في كل من قصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال وقصر المعارض بالصنوبر البحري، بمشاركة متميزة للقيادات الإفريقية والخبراء ووسط إقبال كبير من المهنيين والمواطنين الذين أخذوا موعدا مع القارة الإفريقية بمكوناتها الاقتصادية والثقافية والإنسانية. أبرزت الاتفاقيات التي أبرمت طيلة أيام المعرض بوادر نجاح طبعة الجزائر، ليس فقط بعددها الكبير ولكن أيضا بحجم العقود الموقعة التي تجاوزت مئات الملايين من الدولارات، وكذا بتنوع القطاعات التي استطاعت افتكاك حصة هامة من الصفقات.فسواء تعلق الأمر بالقطاع الاقتصادي العمومي أو الخاص، كان الاتجاه واحدا والإرادة مشتركة للظفر بحصص هامة في السوق الإفريقية، وعدم تفويت هذه الفرصة الفريدة من نوعها التي يجتمع فيها كل الطيف الإفريقي، من أجل التموقع في قلب القارة بمنتجات اعترف ضيوف الجزائر بنوعيتها الجيدة وقدرتها على فرض نفسها وسط منافسة شديدة. وبالرغم من أن عقود التصدير كانت طاغية على مجمل الصفقات الموقعة، فإن ما يلفت الانتباه هو أن المعرض الإفريقي كان كذلك مناسبة هامة لعقد صفقات جزائرية – جزائرية، لاسيما في مجال الصناعة الميكانيكية وتطوير المناولة، حيث شهدنا توقيع اتفاقيات شراكة مثيرة للاهتمام وتعد فعليا حين انجازها برفع نسبة الادماج وترسيخ صناعة ميكانيكية محلية حقيقية تبتعد عن نشاط "نفخ العجلات". وكان المعرض فرصة لتنظيم فعاليات اقتصادية هامشية، يجب الاعتراف بأهميتها من حيث أنها تفتح أبواب الشراكة المستقبلية، لتجعل من التظاهرة أرضية لبناء علاقات دائمة مع الدول الإفريقية، وهو ما جسدته على سبيل المثال منتديات رجال الأعمال المنظمة من طرف الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، دون أن ننسى بأن حضور هيئات غير إفريقية للمعرض ساهم في طرح واقع العلاقات الإفريقية مع باقي أنحاء العالم ككندا والولايات المتحدةالأمريكية وأوروبا وكذا الصين، التي وقعت شركاتها بالمناسبة عدة عقود لتؤكد مكانتها كأول شريك تجاري لإفريقيا منذ سنوات. علاوة على ذلك كان معرض التجارة البينية الإفريقية منبرا لمناقشة مسائل حيوية بالنسبة للقارة، حيث جلب مشاركين من الطراز الأول، رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء، فضلا عن سياسيين سابقين ومسؤولي هيئات جهوية ودولية، إضافة إلى خبراء ومختصين في مجالات مختلفة ورجال أعمال وحتى شباب مقاولين. ولعل الملاحظ هو إجماع كل هذه الفئات على أن إفريقيا تتمتع بموقع فريد يسمح لها بتجاوز أنظمة القرن العشرين القديمة، من خلال تبنّي أطر حديثة مصممة لتلبية احتياجات العصر، بالاعتماد على التقنيات المستحدثة ولاسيما الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه حسب التحليلات إعادة تشكيل الحياة الإفريقية، بشرط أن ينبع أساس الابتكار من واقعها وأن يقود الشباب جهود تفكيك الأنظمة القديمة. وفي هذا الصدد حقق المعرض وفقا للمتتبعين إنجازا تاريخيا باستضافة أول هاكاثون له على الإطلاق، مركزا على إحدى أكثر أولويات القارة إلحاحا وهي الرعاية الصحية، حيث جمع نخبة من ألمع العقول الشابة في إفريقيا لمعالجة التحديات الصحية الحرجة بحلول قائمة على التكنولوجيا.