لا يزال سكان البيض يحتفظون بأصالتهم خصوصا في اللباس التقليدي وألعاب الفروسية المعروفة بألعاب الخيالة الذين يتقنون بعروض متميزة بالخيول الأصيلة. سكان البلدة لا تخلو احتفالاتهم وأعراسهم وتظاهراتهم الثقافية التي ينظمونها سنويا في الكثير من الوعدات، لاسيما وعدة الولي الصالح سيدي الشيخ بالأبيض سيد الشيخ وغيرها التي يزورها كل سنة ما يقارب حوالي 20 ألف زائر، وكذا أكثر من 800 خيال يتوافدون من مختلف مناطق الوطن على سبيل المثال من سعيدة، تلمسان، بلعباس، تيارت، ورڤلة، وهران، معسكر... هذه التظاهرة تعطى جملة من المزايا أهمها التئام شمل المواطنين من كل حدب وصوب، وكذا تبادل المعارف والثقافات وتشجيع الفروسية على وجه الخصوص. وبغض النظر على ما تستقطبه من متفرجين التي تشد أنظارهم كما يغتنم الفرصة خلالها الكثير من المصورين الهاوين أخذ صور تذكارية. وتجدر الإشارة إلى أن الفروسية دائما حاضرة بقوة بعاصمة أولاد سيدي الشيخ حين تحتضن المنطقة أي تظاهرة ثقافية أو مهرجانات، لاسيما كما جرى خلال السنة الماضية عندما انعقد ملتقى وطني حول الطريقة الشيخية، حيث استمتعت الوفود الزائرة بعروض ألعاب الخيالة وكذلك تظاهرة ركب سيدي الشيخ التي تخللتها فروسية من نوع أخر السنة الماضية في هذا الشأن عبر أحد السياح الفرنسيين، قائلا: “ألعاب الخيول متعة وفرجة بالجزائر”... علاوة عن حضور ألعاب الخيول بالفيلم الذي تم تصويره أحد الدكاترة من جامعة فرنسا (جزائري) حول ركب سيدي الشيخ في إطار الحفاظ على التراث اللامادي بالجنوب الجزائري من قبل اليونسكو. أما تاريخ الفروسية فيعد عريقا عند العرب قاطبة منذ عصور خلت والخيل ملازمة للإنسان فهي أعز صديق وشريك في السلم والحرب. لكن الخيل أهملت إهمالا شديدا وصل أعلى درجاته عند الدول العربية والإسلامية في نهاية القرن الميلادي التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ولكن شاءت القدرة الإلهية أن يعود بعض المجد للخيل مع نهاية القرن الماضي إلى الآن من خلال الرياضة والترفية وأيضا أخذ الاهتمام بالشكل التجاري والذي يمثل الدافع الأكبر لكثير من المهتمين بشؤون الخيل في العالم وهذا سلاح ذو حدين في خدمة الخيل والفروسية. وركوب الخيل رياضة جسدية وروحية لا تعادلها أي رياضة أخرى بالنسبة للكثير من الناس كما هو الحال بالأبيض سيدي الشيخ وكذا مناطق أخرى بالوطن... ومعظم الجمعيات المحلية تقوم جاهدة بالاهتمام بتربية الخيول لإعادة الاعتبار لها من الإهمال من أجل الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية الثمينة، لاسيما كالمساعي التي تقوم بها جمعية قصر الغربي بالأبيض سيدي الشيخ التي ظلت تراعي هذا الجانب من التراث العريق.