أكد رئيس اتحاد الكتّاب الفلسطينيين، الدكتور حسين أبو النجا، أن الكيان الصهيوني لم يكتفِ باحتلال الأرض، بل عمد إلى احتلال التاريخ من خلال فرض سردية مزيفة تدّعي وجود ارتباط تاريخي لليهود بفلسطين باعتبارها "أرض الميعاد". وأوضح، خلال استضافته في برنامج "مسميات" الذي تبثه ملتميديا الإذاعة الجزائرية، أن هذه الرواية تنهار أمام الحقائق العلمية والأثرية، مشيرًا إلى أن الحفريات الإسرائيلية نفسها، سواء في القدس أو سيناء، لم تثبت وجود أي مملكة أو حضارة يهودية قديمة في تلك المناطق. وفي طرح لافت، أضاف أبو النجا أن بعض الدراسات الحديثة، فضلاً عن إشارات في التوراة والتلمود، تشير إلى أن "أرض الميعاد" المزعومة قد تقع في جنوب الجزيرة العربية، وتحديدًا في اليمن، ما يقلب السردية الصهيونية رأسًا على عقب، ويكشف زيف الادعاءات التي تُسوق على أنها حقائق تاريخية. وفي سياق متصل، شدد رئيس اتحاد الكتّاب الفلسطينيين على أن "المقاومة الثقافية" ليست ترفًا فكريًا، بل واجبًا قوميًا وحضاريًا، مضيفًا أن المثقف العربي اليوم مطالب بأن يتسلّح بالمعرفة والأدلة العلمية لتفكيك الأساطير المؤسسة للمشروع الصهيوني، وعلى رأسها أسطورة "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب". واختتم الدكتور أبو النجا مداخلته بدعوة إلى ضرورة بناء خطاب ثقافي علمي، يتجاوز الشعارات الرنانة نحو خطاب موثق قائم على التحليل والتفكيك، مؤكدًا أن "معركة الوعي" هي الحاسمة، وأن النخب الفكرية والأدبية تتحمّل مسؤولية كبرى في هذا الإطار، رغم محدودية الخيارات المتاحة أمامها.