يرى الياس بوصالح، عضو في الفرقة المسرحية ”الأحلام” لمدينة تلمسان، أنّ الكوميديا كعنصر وأداة في الفن الرابع تعمل بشكل كبير على تبليغ الرسالة ومحتوى العرض إلى الجمهور، ناهيك عن صعوبة تمثيلها فوق الخشبة، بخلاف المسرح الجدّي الذي يتميز -حسبه- عادة بالرتابة في بعض الأحيان حسب الموضوع المتناول. قال المسرحي الياس بوصالح، في حديث ل”الفجر”، أنّ المسرح الكوميدي أكثر بلاغة من نظيره الجدّي أو الساخر لاسيما فيما يتعلق بمسرح الطفل الذي يحتاج إلى لغة مناسبة وأداء مميز يتناسب والموضوع المقدم والمعالج، حيث اعتبر أنّ الطريقة الهزلية والكوميدية الطريفة تساعد بشكل أفضل على توصيل الرسالة إلى المتلقي بمختلف شرائحه نتيجة ما تحملة من عديد العناصر المشوقة، أهمها المرح واللغة السهلة التي يفهمها جمهور الأطفال، إلى جانب الهدف من العرض الذي يعود بالفائدة على الطفل، باعتباره في مرحلة التلقي، مشددا في هذا الجانب على ضرورة اختيار ما يتم تقديمه للطفل من مواضيع وقضايا منوعة في شتى مناحي الحياة دون إغفال جانب مهم وهو كيفية إبراز وتوضيح الفكرة وشكل تقديمها، بحيث تشترط الدقة والملاحظة من أجل توخي الحذر وتفادي أية نتائج سلبية وعكسية للموضوع، كما أكد في الإطار ذاته أنّ مسرح الطفل يبقى الأصعب من حيث التقديم والطرح على غرار باقي الفنون الأخرى التي تصور محاورها بسخرية أو بجدية مثل الكاريكاتير أو تلك التي تصف عروض عن الثورة مثلا، نظرا لكون المتلقي يتميز بالحساسية التي تتطلب رؤية دقيقة من كاتب النص والممثل على الخشبة. وفي السياق نفسه أضاف المتحدث بوصالح أنّ ”المسرح الساخر أو غيره يقوم على مقاييس معينة لا تنطبق على المسرح الكوميدي بالنظر إلى الحرية الكبيرة التي يعتمدها والألفاظ التي يستخدمها في رسم القضية أو العمل، وهذا ما لا يمكن التطرق إليه في كوميديا الأطفال، كما أنها أحيانا تفرز نوعا من الرتابة والملل حسب ما تطرحه للمعالجة”، دون أن يخفي دور السخرية والجدية المستعملة في الفن الرابع في تغيير أفكار الرأي العام ورصد الحقائق وكذا الإشارة إلى العوائق والمشاكل ومختلف الهموم التي يعاني منها المجتمع الجزائري أو العربي.