أكد خالد المصطفى مسؤول مكتب شؤون اللاجئين السوريين في لبنان أن الحكومة اللبنانية رفضت إنشاء مخيمات للاجئين السوريين الفارين من لهيب الحرب الأهلية المستعرة في المنطقة، كما أصرت السلطات على عدم تشييد خيمة واحدة لصالح اللاجئين رغم الظروف الصعبة التي يعيشها هؤلاء، متهما الحكومة اللبنانية بتواطؤها مع حزب الله اللبناني الذي يؤيد النظام في حربه ضد المعارضة. نقل المصطفي المدعو أبو رائد مسؤول شؤون اللاجئين السوريين في لبنان في اتصال هاتفي مع ”الفجر” الأوضاع الصعبة التي يعيشها 800 ألف لاجئ سوري فروا من لهيب الحرب ونيران القصف المدفعي الى الأراضي اللبنانية موزعين بشكل عشوائي على المدن والقرى ومداشر البلاد القريبة من الحدود السورية، وأضاف المتحدث أن الحكومة اللبنانية شعرت بالخطر عندما بدأت أعداد اللاجئين تتجاوز عتبة النصف مليون شخص، وهي متخوفة من إعادة تجربة اللاجئين الفلسطنيين ، وانتشار المخيمات ومن ثمّ توطين اللاجئين. كما اتهم مسؤول مكتب شؤون اللاجئين السوريين في لبنان الحكومة اللبنانية بأنها حكومة حزب الله وأن الانتقادات التي توجهها السلطات لهذا الحزب لا تتعدى كونها مراوغة سياسية، بدليل دخول عناصر الحزب الى سوريا أمام عيون الجيش اللبناني، وعبر مختلف المعابر الحدودية المفتوحة أمام مقاتلي الحزب، مشيرا الى أن السلطات اللبنانية تدعي عدم قدرتها على السيطرة على حزب الله في الوقت الذي يعتبر هذه الأخير مشاركا في الحكومة وهو كيان قائم بذاته له مؤسساته وجنوده وموظفيه ونوابه الذين يمثلونه في البرلمان، ناهيك عن مشكل الطوائف في البلاد والبالغ عددها 18 طائفة، منها السنة، الأكراد، الشيعة، المسيح، الآشوريين، الكاثوليك ، الدروز وغيرها والتزايد المستمر للاجئين السوريين المنتمين غالبيتهم الى السنة. وقال خالد المصطفى أن اللاجئين السوريين يعيشون ظروفا قاسية جدا يفتقدون فيها أبسط متطلبات العيش التي تكلفهم أموالا طائلة لا يجدون مصادر تأمينها، على غرارر الأكل ، الصحة والتعليم، حيث يضطر اللاجئون السوريون الى استئجار الشقق التي تكلف الواحدة منها مبلغا يتراوح ما بين 300 إلى 800 دولار أمريكي للشقة الواحدة، ناهيك عن مصاريف قوت اليوم الواحد الذي يكلف الفرد قيمة 20 دولار، تشمل تكلفة رغيف الخبز المقدرة ب 1 دولار، وعلبة المياه من حجم 5 لتر تكلف ذات المبلغ، كما أن دقيقة الاتصالات الواحدة تكلف 1 دولار، وكون لبنان بلد سياحي كما أشار المتحدث فإن تكلفة الوجبة الواحدة تتطلب ما بين 5 إالى 10 دولار، ناهيك عن مصاريف الكهرباء التي تتاح لمدة ست ساعات وتنقطع طيلة الساعات الأخرى ما يضطر اللاجئين إلى الاشتراك في مولدات المازوت التي تكلّف بدورها 60 دولارا في الشهر، دون الحديث كما أضاف مسؤول مكتب اللاجئين عن متطلبات الصحة والتعليم لأن المدارس في لبنان خاصة ومكلفة جداً، وأكد خالد المصطفى أن الجمعيات الخيرية أوقفت مساعداتها التي كانت تقدمها للاجئين بمافيها الجمعيات القطرية، السعودية، اللبنانية وبدأت تتخلّف عن دعم الفارين من الحرب الأهلية بسبب طول مدة الحرب إذ لم تكن تتوقع أن تستمر الحرب أزيد من سنتين.