أبدى سكان عديد القرى عبر إقليم ولاية تيزي وزو مخاوفهم من أزمة العطش التي قد تضرب قراهم مع حلول الصيف المقبل، حيث تعيش الولاية مؤخرا شحا كبيرا في مياه الأمطار الذي تسبب في تراجع منسوب مياه سد تاقسبت إلى النصف، ما قد يزداد من معاناة هؤلاء المواطنين الذين قد يتحتم عليهم الاستنجاد بصهاريج عادة ما يتم جلبها من وادي سيباو الذي هو الآخر يواجه كارثة بيئة حقيقية. وأضافت ذات المصادر أن هذا السد الذي كان يمون مناطق من العاصمة وبومرداس يواجه اليوم أزمة كبيرة بفعل تعرض أجزاء كبيرة منه للجفاف وهو ما تم ملاحظته خلال جولة استطلاعية عبر ضفاف سد تاقسبت الذي يبقى بحاجة إلى إحاطة جادة من قبل المسؤولين قبل أن تنفذ الكمية المتبقية فيه. وكانت العديد من لجان القرى قد قررت التحرك في حال وجود أي خطر قادم من خلال إعدادها لمخطط وقائي احترازي داخلي لتفادي شبح العطش في حال حصول خصوصا تلك المناطق التي لا تتوفر على منابع طبيعية، ما سيصعب من تنقل المواطنين لحصولهم على قطرة ماء لإسكات رمقهم مع الصيف المقبل. يحدث هذا في الوقت الذي كان وزير الموارد المائية والبيئة، عبد الوهاب نوري، قد طمأن الأسبوع الأخير الجزائريين من خلال تأكيده أن طاقات التخزين بالسدود الجزائرية كبيرة وتصل إلى 70 بالمائة، مشيرا إلا أنه لا خوف على حنفيات الجزائريين مادام أن المياه المخزنة فاقت 4 ملايير متر مكعب. ولم يهضم سكان تيزي وزو هذه التصريحات التي وإن تتطابق من سدود الشرق إلا أن سدود وسط البلاد مخالفة حسبهم للأمر الواقع بعدما داهمها الجفاف بشكل واسع كما هو الحال لسد تاقسبت الذي يمون ثلاث ولايات، خصوصا تيزي وزو. وقد طالب هؤلاء بوجوب مدهم بضمانات توقيهم شح الحنفيات مع الصيف القادم الذي قد يكون حارا وشديدا بالنظر إلى قلة تساقط الامطار هذا الموسم وخلصت مصادرنا إلى أنه سيتم التراجع الصيف المقبل في حال شح السماء، في تزويد مناطق العاصمة وبومرداس بمياه تاقسبت الذي هو بحاجة إلى حماية كبيرة لضفافه التي تواجه أيضا ظاهرة النفايات التي يتم رميها عشوائيا رغم تصيف بعض الأجزاء منه ضمن مناطق التنزه العائلي.