كشف استطلاع حول ”زيارات إلى المتاحف والمكتبات” لمخبر البحث في أنظمة المعلومات والأرشيف في الجزائر بجامعة وهران 1 ”أحمد بن بلة”، أن ”أغلبية المبحوثين يفضلون مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن علاقات جديدة والإلمام بتراث وثقافات الآخر عن زيارة المتاحف والتردد على المكتبات العمومية”. وتشير نتائج هذا العمل الذي قدم خلال أشغال الملتقى الوطني السادس حول ”الممتلكات الثقافية في الجزائر: الفضاءات والمؤسسات” الذي تواصلت أشغاله الى غاية يوم الخميس بوهران، أن ”73 في المائة من المبحوثين يقضون أوقاتهم في تصفح شبكات التواصل الاجتماعي عوض زيارة المتاحف والمكتبات التي ينظرون إليها على أنها عبارة عن مخازن للتحف والآثار والمنتجات الفكرية لخدمة الفئة المثقفة والأكاديميين، ويجهلون أنها تؤدي دورا تثقيفيا لكافة فئات المجتمع”. وتبين نتائج هذا الاستطلاع الذي استهدف عينة من الشباب بولايتي وهران ومستغانم، من إنجاز الجامعي والباحث في ذات المخبر دموش أسامة، أن ”نسبة قليلة من الذين تم استطلاع رأيهم زاروا المتاحف ولم تتعد زيارتهم خمس مرات وأغلبها كانت في فترات زمنية متباعدة دامت سنة، ونفس الشيء بالنسبة للمكتبات على الرغم من التحولات التي تشهدها هذه المؤسسات منذ سنة 2000”. ولتقريب الجمهور من هذه المؤسسات، يرى ذات الجامعي الذي هو طالب دكتوراه في مناجمنت المعلومات والوثائق والأرشيف، أن ”انفتاح المتاحف والمكتبات على المؤسسات الأخرى ضروري لاستقطاب الزوار، حيث أثبتت تجربة المتحف الوطني، من خلال تنظيم أنشطة على غرار الحقيبة المتحفية ومتحف الشارع ومتحف الصيف وورشة الأطفال، نجاعتها حيث أنها ساهمت كثيرا في رفع عدد الزوار”. كما قامت مكتبة ”مولاي بلحميسي” بمستغانم بعدة أنشطة ناجحة لاستقطاب الزوار الذين وصل عددهم إلى أكثر من 5 آلاف خلال السنة الماضية، يضيف ذات الأستاذ الذي قدم في هذا اللقاء مداخلة بعنوان ”الثقافة والتراث في الجزائر: التمثلات وحتمية الوساطة الثقافية”. وفي هذا الصدد، أكد الأستاذ دموش أن ”هذه الاجتهادات التي قام بها مسؤولو هذين الفضائين تدخل في صميم مفهوم الوساطة الثقافية، الذي يهدف إلى جعل الثقافة والتراث مكتسبا لعموم الناس”. وقد برمجت في هذا الملتقى، الذي تدوم أشغاله يومين، سلسلة من المحاضرات على غرار تلك التي تتناول التراث الثقافي في الجزائر، وإشكالية حماية الممتلكات الثقافية والمؤسسات الثقافية والتنمية المستدامة، من تقديم جمع من الجامعيين من مختلف ولايات الوطن. ويدخل هذا اللقاء المنظم من قبل مديرية الثقافة ودار الثقافة ”زدور ابراهيم بلقاسم” ومخبر البحث في أنظمة المعلومات والأرشيف في الجزائر بجامعة وهران 1 ”أحمد بن بلة”، في إطار إحياء اليوم العالمي للكتاب وحقوق التأليف.