توج الفيلم الجزائري ”الآن بإمكانهم المجيء” للمخرج سالم إبراهيمي بالجائزة الكبرى لمهرجان عنابة الثاني للفيلم المتوسطي، وظفر المغني أمازيغ كاتب بجائزة أحسن دور رجالي في أول تجربة سينمائية له في الفيلم، في وقت استغرب الحاضرون في المهرجان فوز الفيلم الجزائري بالنظر للمستوى العالي للأفلام الأخرى المشاركة خصوصا الفيلم الإسباني ”شجرة الزيتون” والفيلم المالطي ”سيمشار”. ومنحت لجنة التحكيم التي ترأسها أوندري سوتريك، وهو مدير مهرجان مونس لفيلم الحب ببلجيكا، جوائز الطبعة الثانية للمهرجان في فئة الأفلام الروائية الطويلة، ونال الفيلم الفلسطيني ”المحبوب، الطير الطائر” للمخرج هاني أبو أسعد جائزة أحسن سيناريو، وذهبت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الفلسطينية ميساء عبد الهادي في ”فيلم 3000 ليلة” للمخرجة مي المصري، فيما افتك الفيلم الإيطالي ”دستور” جائزة لجنة التحكيم الخاصة لماركو سونتاريلي. وفي فئة الأفلام الوثائقية، وجدت لجنة التحكيم التي ترأستها حميدة بوعشة أن الفيلم الجزائري” سمير في الغبار” لمحمد أوزين يستحق الجائزة الأولى، ونوهت بفيلم ”باريس المجزرة، أحداث 17 أكتوبر 1961” للمخرج المغربي مهدي بكار. وبخصوص الأفلام القصيرة الموجهة فقط للأعمال الجزائرية الشابة، اختارت لجنة التحكيم نفسها منح الجائزة الأولى للفيلم ”آسف” لعبد الرحمان حراث، كما نوهت بفيلم ”القطعة المفقودة” للمخرج حميدي قادة. واستغرب الحاضرون من لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الوثائقي والقصير، خصوصا وأن لا أحد تعرف على أعضائها إلا عند مناداة المنشطة عليها، وحتى هذه الأخيرة لا تعرف أسماء اللجنة بما أنها مكونة من مجموعة أطفال أجزم كثيرون أن لا علاقة لهم بالسينما وتم اختيارها وفق منطق ”السوسيال”، خصوصا إذا علمنا أن واحدة من أعضاء اللجنة لم تشاهد الأفلام وشوهدت ولم تصل المهرجان إلا في الثلاثة أيام الأخيرة، وبالتالي كيف لهؤلاء أن يقيموا جهد السينمائيين وعلى أي أساس يقومون بالاختيار مادام أنهم لا يعرفون المعايير الفنية للتقييم، وما اختيار الفيلم القصير ”آسف” إلا دلالة على حالة التخبط و”السويال” التي تم وفقها الاختيار. كما أن فوز الفيلم الجزائري ”الآن بإمكانهم المجيء” للمخرج سالم ابراهيمي طرح أكثر من علامة استفهام، لكون العمل لا يرقى لمستوى الأفلام الأخرى المشاركة سواء من حيث البناء الدرامي للأحداث أو من حيث القيمة الفنية للعمل، ففيلم ”الآن بإمكانهم المجيء” اعتمد على الجانب التوثيقي أكثر من الخيال بالتالي اللمسة الإبداعية كانت ناقصة جدا، بالتالي يدفعنا للتساؤل عن المعايير التي اعتمدتها لجنة التحكيم في اختيارها للفيلم. وكرم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في طبعته الثانية عددا من الأسماء التي سطعت في سماء السينما وخدمت الفن السابع والثقافة، حيث شمل التكريم الذي نظم خلال حفل الاختتام بمسرح عز الدين مجوبي كل من البروفيسور والناقد أحمد بجاوي، المخرج أحمد راشدي، المخرج كوستا غافراس، المنتجة ميشال غافراس، الراحلة المخرجة السينمائية التونسية كلثوم برناز، رفقة الراحل المخرج الإيراني عباس كياروستامي، وشكسبير بمناسبة الذكرى 400 لرحيله. من جهته عبر أحمد بجاوي عن سعادته بتسلم التكريم من الفنان حمدي بناني وقال ”تسلمي التكريم من ابن عنابة، يشعرني وكأنني أكرم من طرف كل المدينة”، أما المخرج أحمد راشدي قال أنه ممتن لمن سمح للسينما بالعودة مجددا بعد غيابا دام عشرين سنة. ميشال غافراس كشفت عن ولعها بالعمل في الجزائر، وصرحت ”وصلنا قبل أيام إلى قسنطينة، وخلال رحلتنا نحو عنابة، اكتشفنا الكثير من الطبيعة الساحرة التي تستوجب إنتاج الكثير من الأفلام بها”، أما زوجها المخرج العالمي وصديق الجزائر كوستا غافراس، هو الآخر أبدى سروره بالعودة إلى الجزائر مجددا، مضيفا أنه في كل فرصة يعود فيها يلمس حب السينما ذات النوعية والهادفة.