l التشيع لا يمكن أن يصدر من إيران بل هي ظوهر مجتمعية أكد المحلل والخبير الأمني عمر بن جانة، أن زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى الجزائر لن تؤثر على العلاقات الجزائرية السعودية، مبرزا أن الجزائر لها حرية واستقلالية تامة في علاقاتها الدولية والاستراتيجية وليست طرفا في النزاعات الراهنة. وقال بن جانة، في اتصال هاتفي مع ”الفجر”، إن الزيارة المرتقبة للرئيس الإيراني حسن روحاني، إلى الجزائر، خلال الأيام القليلة القادمة، لن تؤثر على العلاقات الجزائرية مع الدول المعادية لإيران بما فيها السعودية، مشيرا إلى أن الدبلوماسية الجزائرية معروفة بالحياد في تعاملها مع الدول ولا تتدخل في الشؤون الداخلية أو الخارجية للدول. وأوضح ذات المتحدث أن زيارة الرئيس الإيراني إلى الجزائر تدخل في إطار تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين في جميع المجالات وعلى رأسها الجانبان السياسي والاقتصادي، وكذا مناقشة ودراسة أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مبرزا الدور الكبير الذي تلعبه الجزائر في كسر مخطط تركيع دول محورية كبرى في المنطقة، خاصة بعد نجاحها التاريخي في تقريب وجهات النظر بين طهران والرياض حول الأزمة النفطية. وفي رده على سؤال ”الفجر” حول اتهام وزير الشؤون الدينية لبعض سفارات الدول مثل إيران بنشر التشيع في لجزائر، قال بن جانة إن هذه الاتهامات لا يمكنها أن تؤثر على العلاقات بين البلدين، مؤكدا أنه لا يمكن اتهام أي دولة بنشر التشيع أو السلفية والأحمدية في الجزائر في غياب الدليل القاطع الذي يثبت ذلك، معتبرا أنها ظواهر مجتمعية استفحلت في الكثير من الدول وليس في الجزائر فقط. ومن جهة أخرى، يرى المتتبعون للشأن الأمني أن الجزائر نجحت في تفويت الفرصة على المتربصين بالمنطقة وإحباط مخططات تستهدف تفتيت عواصم كبرى من خلال اغتنامها فرصة انعقاد قمة حركة عدم الانحياز بكراكاس، للسعي وراء لم شمل بعض الدول المحورية العربية والإسلامية، حيث التقى وزير الخارجية رمطان لعمامرة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أبدى استعدادا لدعم العلاقات بين البلدين، حيث حمل لعمامرة خلالها رسالة واضحة من بوتفليقة تفيد عزم الجزائر مواصلة الدفع بعلاقاتها مع طهران والتخندق في محور الممانعة رغم العراقيل والضغوطات التي تمارس من طرف أطراف لا يخدمها هذا التقارب، على غرار بعض دول الخليج التي تعرف على أنها عرابة الخراب العربي. وسيكون لقاء لعمامرة وروحاني فرصة للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول تحقيق الاستقرار في سوق النفط بعد جولات مكوكية قام بها وزير الطاقة نور الدين بوطرفة إلى طهران والرياض، لتقريب وجهات النظر بين البلدين اللذين توترت العلاقة بينها، بسبب عدة ملفات سياسية ودينية واستراتيجية، كما تتطابق أيضا وجهات النظر بين البلدين حول العديد من القضايا العربية الإقليمية والدولية، كالحرب في سوريا والعدوان على اليمن وتصنيف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية، بالإضافة إلى العلاقات الجيدة التي جمعت الجزائروإيران خلال الفترة السابقة رغم العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها.