فتح جمال مناد اللاعب السابق للمنتخب الوطني ومدرب شبيبة بجاية حاليا، قلبه لجريدة "السياسي" في هذا الحوار الصريح الذي أجاب فيه بكل شفافية، فيما يخص البيت البجاوي وشؤون المنتخب الوطني وحظوظه في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 بغينيا الاستوائية والغابون. لن أكون أبداً مساعداً لمدرب في الجزائر لديّ طريقتي الخاصة في التدريب قادرين على احتلال مركز أحسن في البطولة الوطنية السياسي: بداية، كيف هي أحوال فريق شبيبة بجاية ونحن في الجولة التاسعة من أول بطولة محترفة؟ - جمال مناد: الحمد لله، فالأمور تسير على ما يرام، وأنا راضٍ عن العمل الذي أقوم به وبالطاقم الفني الذي يعمل معي، لأن قيادة أي فريق عمل جماعي ونحن متكاملين كل واحد لديه مهمة يقوم بها وكل شيء يسير على حاله، فشبيبة بجاية دخلت المنافسة بقوة منذ أول جولة من البطولة، ولكن تعثرنا في مقابلات عنابةوتلمسان، فأمام عنابة تقبلنا الهزيمة ولكن أمام تلمسان كان طعمها مرا لأنه كان بإمكاننا الفوز والعودة بالزاد كاملا. فنحن نستحق أن نكون في المراتب الأولى من البطولة، ولكن الإنسان يستخلص العبر من هذه المقابلات ويأخذ الشيء الإيجابي الذي يصلح لكي لا يقع في نفس الخطاء. على حد تعبيرك، مناد غير راضٍ على المرتبة الحالية لفريقه؟ - كنا قادرين على احتلال مركز أحسن في البطولة وهناك أمل أن نحسن من مركزنا والتموقع في صف أفضل من هذا، لأنني حقيقةً تفاجأت من هذه الوضعية بحيث لم نتوقع في احتمالاتنا الأولية مع بداية هذا الموسم أن ننهزم أمام عنابة وخاصة أمام تلمسان، هذه دروس نكون قد استوعبناها ونحن نهدف إلى احتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى من البطولة. لقد توالت الجولات على أول بطولة محترفة في الجزائر، ما هو رأي مناد في الاحتراف؟ - أنا من المدافعين عن الاحتراف وهذا لأن مناخه يعني تنظيم وتسيير آخر، وهو يقضي على كل الآفات التي تضر كرة القدم الجزائرية من تسيير عشوائي وغير مرتب، خاصة وأن بعض المسؤولين ورؤساء الأندية الذين ينتظرون الدعم الكامل من الدولة وهذا أمر خطير، لأن الاحتراف هو أن يتحمل كل نادي مسؤولياته ولابد على كل فريق أن ينشط ويعمل على كيفية تمويل نفسه بنفسه، وهذا في إطار قانوني لكي يسيّر النادي كما تسيّر أي شركة أو مؤسسة. هل تغيرت الأمور مقارنة مع المواسم السابقة؟ - لم يتغير شيء وما هذه إلا البداية، فالأمور تسير ببطء لوجود بعض العراقيل، فمثلاً وعود الدولة لم تجسد بعد على أرض الواقع من تزويد النوادي بالإمكانيات اللازمة للدخول في الاحترافية من ملاعب أو أراضي لبناء ميادين تستقبل فيها الفرق وإنشاء مدارس تكوينية للأصاغر، ولكن من الجانب التربوي وأسلوب المنافسة فالأمور تسير على ما يرام، وخاصة من جانب التكفل بالمصاريف وأعباء الفرق المحترفة. وعلى اللاعبين أيضا أن يستوعبوا معنى الاحتراف فاللاعب المحترف ليس عاديا فهو يهتم بنومه، أكله وبكل صغيرة وكبيرة، فالاحتراف حل لا مفر منه وعلى كل الفرق الانتساب إلى هذه السياسية الرشيدة لنخرج برياضتنا من الظلمات إلى النور. لنتحدث عن المنتخب الوطني، كيف يرى مناد حظوظ الخضر في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2011 خاصة بعد تعثره أمام تنزانيا وإفريقيا الوسطى؟ - بكل صراحة، أنا لا أتكلم بلغة الخشب، فقد كانت بداية المنتخب الوطني في التصفيات كارثية للغاية وهذا لعدم إعطائنا أهمية لمنافسينا في المجموعة واستهزائنا بقدراتهم، فالآن لا يوجد فريق كبير وفريق صغير، كل المنتخبات في مستوى واحد خاصة في إفريقيا، فقد شهدت أغلب الفرق تطورا سريعا للغاية، وأصبحت تخلق مشاكل لأعرق المنتخبات، وما زاد الطينة بلة هو مشاركتنا في كأس العالم بجنوب إفريقيا أين علق الكثيرين على أننا أدينا مستوى لا بأس به، فبالنسبة لي فهو العكس فقد كان الأمر كارثي، خاصة وأن المنتخب كان موفر له كل الإمكانيات وكان لابد على اللاعبين التأهل للدور الثاني على الأقل، وإن لم نستطع هزيمة أضعف الفرق في المجموعة فعلى المسؤولين مراجعة كل الأمور وخاصة في انتقاء اللاعبين وتقييم اللاعبين أحسن تقييم قبل استدعائهم لحمل الألوان الوطنية. مثلا في إفريقيا الوسطى كانت هناك عدة انتقادات للاعبين ضيعوا حوالي 80 بالمائة من الصراعات الفردية. والأمر المهم... نعم تفضل..؟ - يجب على الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة أن يفرض نفسه داخل التشكيلة فمصير أمة بين يديه، خاصة وأننا نشارك في تصفيات مؤهلة لطبعتين من نهائيات كأس أمم إفريقيا 2012 و2013 وهذا بعد أن أصبحت المنافسة تنظم في عدد فردي، فإذا لم نتأهل هذه المرة فلن نشارك في الطبعتين وهذا خطير. وللفوز ضد أسوط الأطلس في الجولة الثالثة من المجموعة الرابعة لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 بغينيا الاستوائية والغابون، هذا المنتخب الذي عاد من بعيد في السنوات الأخيرة والمتكون من مجموعة متلاحمة. يجب أن تعود روح أم درمان داخل صفوف الخضر وذلك بوجود مقاتلين داخل الميدان. أنت تدعّم فكرة الناخب المحلي، فما هو رأيك في التغييرات الأخيرة التي قام بها بن شيخة على التشكيلة؟ - لكل مدرب فلسفته وتصميمه الخاص، فعبد الحق بن شيخة لم يكن لديه الوقت لتحضير المنتخب كما ينبغي وقد عرض عليه قيادة المنتخب في ظروف جد حساسة والكل يعلمها، ولا أحد يستطيع الآن أن يحاسبه لأنه لم يكن لديه الزمن الكافي للوقوف على كل صغيرة وكبيرة في الفريق. هل مناد مع الفنيين الذين يؤيدون فكرة إعطاء الفرصة للاعب المحلي في المنتخب الوطني؟ - أنا مع هذه الفكرة بالطبع، فهناك لاعبين محليين يملكون مكانتهم في المنتخب فلابد من دمج اللاعبين المحليين باللاعبين المحترفين الناشطين في المستويات العليا، فأنا مع هذا المبدأ وضد فكرة أن يتم استدعاء كل مغترب، فبالنسبة لي لا يوجد فرق بين المحلي والمغترب فالإمكانيات هي المعيار الأساسي لاختيار أي لاعب واستدعائه لحمل الألوان الوطنية. أما بالنسبة... ماذا تقصد؟ -.. لإشكالية التقني الجزائري المحلي والتقني الأجنبي، فأنا أرى أن التقنيين الجزائريين لهم إمكانيات كبيرة حتى أكثر من التقني الأجنبي، فأغلب الناخبين الأجانب الذين تولوا قيادة العارضة الفنية للخضر لم يسبق لهم أن دربوا فرق كبيرة ويأتون إلى الجزائر للحصول على لقب ووضعه في سيرهم الذاتية، بأنهم دربوا فريقا كبيرا وعريقا مثل الجزائر وهذا ما سيساعدهم في مستقبلهم المهني. مثلا في شبيبة القبائل فقد تعاقب على تدريب فريقها عدة مدربين كلهم صنعوا أسماء ورحلوا عنها، نفس الشيء يحدث للمنتخب الوطني كلهم أضافوا لقب تدريبهم للخضر في سيرتهم الذاتية ورحلوا. فقد أصبحنا مثل الوكالة الوطنية للتشغيل فنحن نشغلهم ونقدم لهم شهادات ليعملوا بها في الخارج! إذن، ما هو رأي مناد في مساعي الاتحادية لجلب مساعد أجنبي؟ - أنا في رأيي أن المدرب الذي لا يفرض مساعديه ليس مدربا، وعلى الناخب الوطني أن يفرض نفسه وهو الذي يختار مساعديه فليس المسير أو رئيس الاتحادية الذي يختار فلان أو فلان، ففي كل الفرق المحترفة عندما يستقدمون مدربا جديدا هو الذي يعين مساعديه، حتى في السياسية مثلا، فرئيس الجمهورية هو الذي يعين مساعديه وينصب وزرائه. صرّح لنا الناخب الوطني في مؤتمر صحفي أنه طرح عليك أن تكون مساعده في قيادة سفينة الخضر، هل هذا صحيح؟ - لا، هذا غير صحيح، لم يتصل بي بن شيخة لأكون مساعده. أنا لا أستطيع أن أكون مساعدا لبن شيخة فمناد يستطيع أن يطير بجناحيه لوحده، فأنا قادر على قيادة المنتخب الوطني كمدرب وليس كمساعد، وحاليا الأمور غير واضحة. هل من إضافة؟ - فالمدرب حاليا يُفرض عليه العمل مع مساعدين لم يخترهم، لا يعرفهم وفيه احتمال أن يكونوا أجانب، أما فيما يخص الأمر الذي اتصل بي من أجله بن شيخة فكان بعد أن وكّله الحاج روراوة مهمة انتقاء مجموعة من المدربين المحليين لقيادة المنتخب المحلي أو الأولمبي، وأنا كنت الأول في القائمة التي أعدّها بن شيخة لأتولى قيادة المنتخب المحلي، وهذا ما لقي قبول روراوة الذي يعرف إمكاناتي على قيادة المنتخب إلى بر الأمان. منذ ذلك الحين قرر استدعائي، لكن الطريقة التي تم من خلالها الاتصال بي لم تعجبني، خاصة وأنني جمال مناد، قدمت حياتي لكرة القدم والمنتخب الوطني وقمت بعدة تضحيات، فأنا لم آتِ من الدرجات السفلى، لدي سمعتي وأنا قادر على قيادة المنتخب الوطني الأول فهي ليست مهمة مستحيلة بالنسبة لي، ولن أكون أبدا مساعدا لمدرب في الجزائر. كلمة أخيرة..؟ - أشكر جريدة "السياسي" على هذه الزيارة الجميلة لمدينتكم بجاية واهتمامكم بفريق شبيبة بجاية وحظ موفق في عملكم الاحترافي.
