قررت مجموعة اتصال الاتحاد الإفريقي حول ليبيا، اول امس بمدينة أويو بجمهورية الكونغو، عقد الندوة الوطنية الليبية للمصالحة شهر جويلية القادم بأديس أبابا (أثيوبيا). وأكد القادة الأفارقة، في البيان الختامي الذي تم الاطلاع عليه في اختتام أشغال الاجتماع الأول للمجموعة، أن اختيار العاصمة الأثيوبية جاء طبقا لقرار مؤتمر رؤساء دول وحكومات الاتحاد الافريقي المنعقد سنة 2018. وأبرز أعضاء مجموعة اتصال الاتحاد الإفريقي حول ليبيا الكيفيات العملية الكفيلة بعقد الندوة الوطنية الليبية للمصالحة، مع الأخذ بعين الاعتبار مبادئ الحصرية والتمثيلية، وخارطة الطريق والآجال المرجعية للجنة التحضيرية ولجنة التسهيلات، مع تحديد المشاركين والميزانية المتوقعة . ويعتبر هذا الاجتماع فرصة للتذكير بالقرارات المنبثقة عن القمة الإفريقية حول ليبيا، والتي تم اعتمادها خلال القمة 33 للاتحاد الإفريقي، في التاسع والعاشر من فيفري المنصرم، طبقا للتوصيات التي تأتت عن مؤتمر برلين والذي يفوض الاتحاد الإفريقي بتنظيم الندوة الوطنية الليبية للمصالحة. وإذ جددوا إدانتهم بشدة للتدخل الخارجي وخرق الحظر على الأسلحة وتواجد وبعث واستخدام المحاربين الأجانب على الأراضي الليبية، أدان القادة الأفارقة لمجموعة الاتصال بشكل قاطع مواصلة هذه التدخلات لاسيما بدافع المصالح الوطنية واستنزاف الموارد الطبيعية الليبية . هذا وتطرق المسؤولون إلى دراسة مدى تنفيذ توصيات مؤتمر برلين بشكل شامل ، بما في ذلك فرض وقف إطلاق النار بشكل عام وضرورة احترامه على كل التراب الليبي، إضافة إلى الحوار السياسي والمسائل الاقتصادية والعسكرية، مجددين عزم الاتحاد الإفريقي على العمل بشكل وثيق وفعال مع هيئة الأممالمتحدة من أجل تحقيق تطور نوعي في أقرب الآجال . وبهذا الصدد، شددت مجموعة الاتصال على أهمية التأكد من بذل الجهود بصفة متبادلة في إطار الشراكة من أجل السلم والأمن اتحاد إفريقي - أمم متحدة، معربة عن ارتياحها بشأن اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة باحتضان مهمة الاتحاد الإفريقي ببعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، كما تعهد من قبل، إلى جانب التزامه بإشراك الاتحاد الإفريقي في اجتماعات المنتدى السياسي الليبي، بما فيها اجتماعات اللجان الفرعية لمسار برلين . كما أكد القادة الأفارقة على ضرورة العمل الوثيق مع الدول المجاورة لليبيا، مشيدين بما حققته مجموعة العمل المشتركة بين الاتحاد الافريقي والأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لأجل انقاذ المهاجرين واللاجئين العالقين في ليبيا ، ليشيدوا كذلك بقرارها المتضمن توسيع العهدة لتشمل تنقل الأشخاص والمهاجرين في المنطقة . وجدد القادة الأفارقة أيضا تأكيدهم على تضامنهم مع الشعب الليبي و تمسكهم الثابت بسلامة أراضيه ووحدته واستقلال ليبيا، معربين عن انشغالهم العميق حيال التدهور المستمر للوضع الأمني والانساني والاقتصادي في ليبيا. ودعوا بالمناسبة مجلس الأمن بالأممالمتحدة إلى تحمل مسؤوليته الكاملة من أجل الحث العاجل لكل الأطراف المعنية بالأزمة الليبية على وقف انتهاك قرارها (رقم 2510) المتضمن حظر الأسلحة ووقف الارهاب و احترام مخرجات ندوة برلين والتزاماتها . من جهتها، عقدت مجموعة اتصال الاتحاد الافريقي حول ليبيا، اول امس بمدينة أويو، أول اجتماع عمل، شارك فيه الوزير الأول، عبد العزيز جراد. ومثل جراد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، خلال هذا الاجتماع، الذي خصص لمناقشة آخر التطورات في هذا البلد وكذا التقدم الحاصل فيما يتعلق بالتحضير الندوة الوطنية الليبية للمصالحة. وشارك في هذا اللقاء رؤساء الدول الأربعة الاعضاء في مجموعة اتصال الاتحاد الافريقي حول ليبيا. ويتعلق الأمر برئيس جنوب افريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الافريقي، سيريل رامافوسا، ورئيس الكونغو واللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي حول ليبيا، دينيس ساسو نغيسو ورئيس جمهورية التشاد إدريس ديبي إتنو وممثل عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كما شارك في هذا اللقاء رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فقي محمد ومفوض السلم والأمن بالاتحاد الافريقي، اسماعيل شرقي وممثل الاتحاد الافريقي لإسكات البنادق، رمطان لعمامرة وكذا ممثلي الأممالمتحدة. وكان خبراء ومحللون سياسيون، أكدوا أنه من المنتظر أن يخرج اجتماع مجموعة اتصال الاتحاد الإفريقي حول ليبيا الذي انطلقت أشغاله أول أمس بأويو (جمهورية الكونغو) بمواقف افريقية موحدة من اجل استئناف مسار المفاوضات بين فرقاء الأزمة الليبية، مبرزين أن الجزائر هي الأوفر حظا لاحتضان اجتماعات المصالحة الوطنية في ليبيا خاصة بعد طرح اسم رمطان لعمامرة خلفا لغسان سلامة. وفي هذا الجانب، أكد المحلل السياسي ادريس عطية في تسجيل للقناة الإذاعية الأولى، على أن هذا الاجتماع سيخرج بنتائج هامة حول الملف الليبي المطروح على المستوى الأفريقي والأممي، مبرزا قوة الديبلوماسية الجزائرية في حل هذه الأزمة. وأضاف ادريس عطية، أن الجزائر كانت قد أبدت رغبتها في احتضان حوار يجمع بين الاشقاء المتصارعين في ليبيا. ويرى المحلل السياسي الليبي حسن زناتي، أن الجزائر تعد الاوفر حظا والاقدر على احتضان اجتماعات المصالحة الوطنية كونها تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف المتنازعة في ليبيا، مضيفا أن الشعب الليبي لديه ثقة كبيرة في دور الجزائر المحوري في حل الأزمة. من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم رئيس المجلس الرئاسي الليبي جمعة القماطي، على تنسيق الجهود الافريقية والأممية والتعجيل في تعيين مبعوث اممي الى ليبيا، مرحبا بتسريب اسم رمطان لعمامرة كمرشح محتمل. هذا ويتطلع الاتحاد الافريقي بالتنسيق مع الأممالمتحدة إلى القيام بدور محوري وفاصل لاحتواء الأزمة في ليبيا.