وينبّه النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة حفظ النظر عند الوقوف والإنتظار فيقول: (لا يحل لامرئ مسلم أن ينظر إلى جوف بيتٍ حتى يستأذن، فإن فعل فقد دخل)، (رواه البخاري في الأدب المفرد). ولخطورة النظر على العورات والاطلاع عليها، أهدر النبي صلى الله عليه وسلم عين الناظر إلى بيوت الآخرين وأسقط عنها الدية فقال: (لو أن رجلا اطّلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة، أي رميته بها ففقأت عينه، ما كان عليك من جناح)، (متفق عليه)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم قائماً يصلي، فاطّلع رجل في بيته، فأخذ سهماً من كنانته فسدّد نحو عينيه، رواه البخاري في الأدب المفرد. وأخبر سهل بن سعد الأنصاري رضي الله عنه عن موقفٍ آخر، حين اطّلع رجلٌ من ثقبٍ في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسرّح شعره بمشطٍ في يده، فقال للرجل: (لو أعلم أنك تنظر طعنت به في عينك؛ إنما جعل الله الإذن من أجل البصر)، (رواه مسلم). ولأجل هذا المقصد جاء النهي أيضاً عن استقبال الباب والوقوف أمامه، والإرشاد إلى أخذ جانبه الأيمن أو الأيسر، فقد جاء عن طلحة عن هزيل رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذن بالدخول، فوقف مستقبل الباب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (هكذا عنك أو هكذا -أي اذهب يميناً أو شمالاً- فإنما الإستئذان من النظر)، (رواه أبو داود).